الشيخ علي بكر علي رحمه الله


كتبهافؤاد علي بكر علي ، في 9 مارس 2011 الساعة: 06:56 ص

 
أنه العالم الفذ البحر المغني في علمه الصامت في تفكيره الجامع للعلوم والفنون  جمع العلم بفنونها واتقنها حق إتقان ونقلها للأجيال والطلبة بكل إخلاص أنه الأستاذ الشيخ علي بكرعلي رحمه الله
ولد الشيخ علي بكر علي الهرري في قرية قلوي في شرق هرر في زمن كانت السلطة المطلقة للمسحيين وكان هناك نشاط تجاري وعلمي بين الجزيرة العربية والإمبراطورية الإثيوبية وكانت هرر في تلك الحقبة تعج بالعلماء في جميع الفنون يقومون بالتدريس والتعليم في القرى والبوادي المحيطة بهرر من الشرق والغرب وكانت هرر في تلك الحقبة وجهة التجارة العالمية وخصوصا البن ومنارة من منارات العلم والمعرفة ولد الشيخ في عام 1949م وترعرع في قرية قلوي وكان أصغر إخوانه من الرجال الذين كان عددهم  6أشخاص اربعة من الذكور وإثنين من الإناث وكان والدهم شيخا كبير في المنطقة وعالما معروفا في منطقته ينتمي الشيخ علي بكر علي الى قومية الأرموا وهي اكبر قومية موجودة في إثيوبيا والقرن الإفريقي ومن قبيلة" الآ" كبرى القبائل الأرومية في منطقة هرر وهي قبيلة مشهورة بعلمائها وفقهائها وخصوصا في النحو والبلاغة والفقه الشافعي  وقد كان حلم الشيخ علي بكر أن يكون عالما مثل أبيه واخوه الشيخ جبريل بكر وعدد من العلماء الجاهبذه.
بدأت مرحلته العلمية في الكتاب حيث حفظ القرآن وقرأه على والده ثم عرج على حفظ المتون الفقهيه مثل متن السفينة ومتون الأربعيين النووية وغيرها من المتون التي تعلم لصغار الطلاب ثم عرج على حفظ الأشعار العربية ومتون اللغة العربية منها ألفية بن مالك ثم إنتقل الى مدينة بدانوا وحضر مجالس العلماء وتلقى عدد من الفنون  في اللغة العربية والفقه والحديث والطب والفلك  وكان من مشائخه الشيخ موسى أديلة رحمه الله والشيخ حفيظه رحمه الله ثم حمله الشغف للعلم للهجرة الى مدينة هرر ليتعلم على عدد من شيوخها وفي ذلك الوقت إستطاع أخو الشيخ علي بكر جبريل بكر للهجرة الى مكة المكرمة وقد حفزه ذلك للمغامرة وزيارة بيت الله الحرام ومصاحبة علمائها  ومن هذه العزيمة قرر الشيخ علي بكر الهجرة الى المملكة العربية السعودية وباع بعض من المواشي التي كان يمتلكها و ذهب الى اديس ابابا ومنها إستخرج جواز سفره ومن ثم قطع تذكرة الطائرة وتوجه الى الأردن وكان عمره أن ذاك قرابة23  سنة ومكث فيها عددة شهور حتى حصل على رخصة الدخول الى مكة المكرمة وبعد الحج إلتحق الشيخ علي بكر علي الى دار الحديث بمكة المكرمة وهي بمثابة مدرسة ثانوية ومن هناك كانت للشيخ صولات وجولات مع عدد من علماء الحرم المكي منهم الشيخ إبن باز رحمه الله والشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله والشيخ شديد العلوي رحمه الله والشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وعدد من الشيوخ  من مختلف الجنسيات من علماء الأزهر والهند ومن العراق والمغرب العربي وتخرج الشيخ علي بكر من دار الحديث بتقدير ممتاز ومن ثم إلتحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكان متفوقا في دراسته ودرسه عدد من الشيوخ وعلماء الأمة منهم الشيخ إبن باز رحمه والشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد بن ناصر الألباني والشيخ محمد الطنطاوي وعدد من الشيوخ والعلماء في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وكان دائما ما يتصدر قائمة الأوائل بتقدير ممتاز في جميع مراحله الدراسية بالجامعة وبعدها حصل الشيخ على منحة ماجستير من الجامعة الإسلامية وبعدها قرر الشيخ تكوين أسرة له وتزوج لكن في تلك الفترة تعرض الشيخ لعديد من الظروف الإقتصادية والإجتماعية والسياسية بل إنه كاد ان يفقد منحته الدراسية لولا أن تداركته رحمة من ربه فواصل دراسته حتى النهاية وحصل على درجة الماجستير في اللغة العربية برساله عنوانها عوامل الإعراب بين التقديم والتأخير ومن ثم قدم له الشيخ إبن باز رحمه الله والشيخ محمد امان الجامي رحمه الله "وهو قريب الشيخ" تزكية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية  وكان أن إبتعث الى جمهوية جيبوتي بعد ان مكث في السعودية أكثر من 20عاما فيها بين العلم والعلماء والدعوة والبحث, وفي جيبوتي بدأت الحياة الجديدة للشيخ علي بكر والتي إستمرت أكثر من 21 عاما قضى معظمها في التدريس والدعوة والتعليم فتخرج على يدية عدد من قادة جيبوتي وعدد من الشخصيات الهامة من إثيوبيا والصومال  فمنهم مراسلين لقناة الجزيرة مثل  الأستاذ محمد تولا الإثيوبي مراسل قناة الجزيرة و الأستاذ محمد رشاد مراسل قناة الجزيرة وهو من إثيوبيا كذلك  ومنهم الأستاذ عمر احمد عثمان النائب في البرلمان للإقليم الخامس  في إثيوبيا ومنهم دعاة وقيادات دعوية موجودة في هرر منهم الشيخ محسن وكثير من المدرسين والعاملين في المجال الدعوي  ومدراء المدارس الإسلامية والجمعيات الخيرية في الحبشة ومن الصومال تخرج على يدية عدد من الشخصيات الدعوية والعلمية وكثير من مدرسي مواد الشريعة واللغة العربية منهم الشيخ العالم خضر حسن ومنهم الصحفي الصومالي زكريا حسين  ومن جيبوتي والتي تخرج علي يديه عدد كبير من قادة البلاد والذين يديرون دفتها الأن منهم ضباط في الجيش ومنهم قضاة في المحاكم ومنهم المدرسين في المدارس الحكومية والأهليه وعدد كبير من القيادات الفكرية والشرعية  فكانت هذه حصاد ماقدمه للأمة الإسلامية بالإضافة الى عدد من المحاضرات العامة والكتابة في عدد من المجلات المحليه وللشيخ عدد من المؤلفات المخطوطة والتي لم تطبع بعد مثل محاضرات في الصحة العامة وكتاب عن الأدب العربي  ومنها أيضا  كتاب الضوء اللامع على ماحققه النحويون والصرفيون في المختصرات والجوامع ومنها أيضا  المجاز بين المثبتين والمنكرين ومنها أيضا نتائج القرائح في مختارات الحكمة والوصف والغزل والمدائح.
  وكان الشيخ جل وقته هو في القراءة والبحث فكان يقرأ أكثر من 18 ساعة في اليوميا سبب له المكوث الكثير على القراءة أمراض مثل مرض السكر ومرض ضغط الدم والرومارتزيم. توفي الشيخ علي بكر علي في 5ربيع الأول من عام 1432هـ الموافق 8 من فبراير عام 2011م رحمه الله الشيخ علي بكر وغفر له ذنبه ووسع مدخله وغسله بالماء والثلج والبرد أنه ولي ذلك والقادر على كل شئ ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا