دور الجمعيات الخيرية في دعم التنمية في إثيوبيا


كتبهافؤاد علي بكر علي ، في 15 ديسمبر 2010 الساعة: 11:08 ص



يوجد في إثيوبيا أكثر من 12000 جمعية ومنظمة محلية وخارجية ودولية تعمل في المجال الإنساني والإجتماعي والسياسي والإقتصادي وهذه المنظمات والجمعيات ساهمت كثيرا في التنمية الإجتماعية والإقتصادية مع أن البعض منها كانت له اهداف غير أخلاقية إلا أن مساهمات هذه الجمعيات في العمل الخيري كان شافعا لها في الإستمرار والعمل الخيري في إثيوبيا وخصوصا وقت الأزمات ومن الجمعيات المحلية والتي تعتبر من أقدم الجمعيات الخيرية وأولها في إثيوبيا هي الجمعية المسيحية للتنمية والتي تعد أكبر وأوسع جمعية خيرية محلية تعمل على نطاق واسع على الاراضي الإثيوبية ورغم أنها في بدايات نشأتها كانت مسيحية بحته وتخدم العمل الخيري المسيحي والمنتمين الى المسيحية إلا أن الجمعية غيرت من سياساتها الداخلية لتجعل من عملها الخير عمل إنسانيا بحتة يخدم المسحيين وغيرهم في إطار القانون الفدرالي الإثيوبي والذي كفل للجميع حرية الإعتقاد والإنتماء الديني.
ومن  الجمعيات أيضا جمعية الصليب الأحمر الإثيوبية وهي أيضا واحدة من الجمعيات المحلية والدولية الأصل القديمة والعاملة في الساحة الإثيوبية منذ أكثر من50 عام ولعل أهم إنجاز قدمته هذه الجمعية هو مساعدت المنكوبين واللاجئين إبان الحروب الأهلية وحرب الثورة وإبان المجاعات التي ضربت شمال البلاد في السبعينيات القرن الماضي .
وعلي الصعيد العالمي يوجد في إثيوبيا العديد من الجمعيات الخيرية العالمية الدينية والإنسانية الخيرية منها
1-جمعية العون المباشر لجنة مسلمي أفريقيا وهي واحدة من أنشط الجمعيات الخيرية الكويتية العاملة في إثيوبيا منذ عشرات السنين 

2-الجمعية الدنماركية للحفاظ على الأطفال وهي واحد من أكبر الجمعيات العاملة في مجال تربية الأطفال وكفالتهم وتعليمهم ولديها برامج عديدة في تنمية مواهب الأطفال ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم .
3-   USA Aidوهي تعتبر الشريك التنموي الفعلي للأثيوبيا فهي تعمل في مجال الإغاثات ومجال تمويل البحوث والدراسات الإجتماعية والإقتصادية والتعليم من إنشاء المدارس الى طباعة الكتب 
4-القنصلية البرطانية وهي تعمل في مجال الثقافة والمعرفة ومنها أيضا الجمعية الإثيوبية التركية وهي تعمل في مجال الثقافة والجمعية الفرنسية وهي كذلك في مجال الثقافة والجمعية الإثيوبية الإسرائيلية وهي أيضا  تعمل مجال الثقافي والإجتماعي
وربما الصفحات لاتتسع لسرد الجمعيات العالمية العاملة في مجال الإنساني والخيري منها البرطانية والسوسرية والنمساوية والجمعيات الخيرية اليابانية والصنية والهندية والتركية وهي من أكثر الجمعيات الناشطة في مجال كفالة الأيتام والطلاب وإستقدام المدرسين والدكاترة الى الجامعات وتقديم الدورات التأهلية للموظفين والعمال وإستخراج المياه الصالحة للشرب

ومن الجمعيات الإسلامية العاملة في إثيوبيا هي هيئة الإغاثة الإسلامية والملحق الديني لسفارة المملكة العربية السعودية والمحلق الثقافي الإيراني وجمعية المشاريع الخيرية وهي من الجمعيات الخيرية العاملة في مجال بناء المساجد والمدارس الإسلامية وكفالة الدعاة وتوزيع المصاحف  ومنها أيضا الجمعية البرطانية الإسلامية  وهي تعمل في مجال الإغاثة وحفر الأبار وكفالة الأيتام .
جمعية التنمية والإغاثة وجمعية الهدى ومؤسسة السلام للتنمية هي واحدة من الجمعيات الخيرية المحلية العاملة في المجال الإنساني والتنموي والمتعاونة مع الجمعية الإسلامية العربية من الكويت والسعودية والإمارات العربية المتحدة وهي واحدة من أنشط الجمعيات الناشطة في أوساط خريج الجامعات العربية والمنتمين الى الإسلام وهي تعمل في مجال حفر الأبار وكفالة المدرسين وكفالة الطلاب والأيتام وبناء المدارس والمراكز الصحية والإجتماعية. 
بالرغم من أن سياسة الدولة الإثيوبية هي عدم الإعتماد على المساعدات الخارجية لأسباب سياسية وإجتماعية  فبعض الجمعيات والمنظمات تعمل بغطاء العمل الإنساني إلا أن لها أهداف سياسية  وإستخباراتية خطيرة على أمن الدولة والأمن الإجتماعي والبعض الأخر يسوق ويروج عن معلومات مغلوطة عن اوضاع الشعب الإثيوبي بهدف إستغلال معاناة الناس والحصول علي المساعدات ومن ثم تحويلها الى حساباتهم الشخصية مثل جمعية خيرية أو بالأصح هو مركز إسلامي إستخدم معلومات خاطئة عن أوضاع المسلمين في أثيوبيا بهدف الحصول على المساعدات وإستعطاف المحسنين ومن ثم إستثمار تلك أموال في حسابهم الخاص  وهم عبارة عن لصوص للأموال الخيرية وتماسيح تلتهم المشاريع دون أن تصل الى أصحابها و من العجيب أن مثل هذه المراكز الخيرية او الجمعيات الخيرية كثيرة وقد أقدمت الدولة على إغلاقها وهي جمعيات تولد الكراهية وعدم الإستقراربسب إرتباطها بالدين أو العنصرية أو غيرها ومثل هذه الجمعيات التي لا تراعي المصالح العليا للدولة فإن مصيرها هو الإغلاق إن كانت محلية والطرد إن كانت خارجية.
 الجمعيات الدينية او التي حتى تعمل كجمعية لقومية معينة أو جنس معين فإن القانون الإثيوبي لايمنع من قيام مثل هذه الجمعيات بشرط أن تعمل في المجال التنموي والمجال الذي حددته للعمل ولا تفرق بين أحد في الحصول على المساعدات .
  وعموما فإن هذه الجمعيات والمؤسسات لها دور فعال في تنمية المجتمع وتطويره ومساعدته في أن يكون مجتمعا صالحا يقوم بدوره بفاعلية ويحول تلك المساعدات الى مساعدات تعيد الحياة للمجتمع بطريقة دورة الحياة سواء داخليا أو خارجيا.
كثير من المشاريع التي قدمتها هذه الجمعيات ساهمت في تخفيف العبئ على الدولة وساعدت في الإستقرار الأجتماعي في إثيوبيا .والذي يعد اكثر من 60% من سكان إثيوبيا من سكان الريف والذي يفتقر الى الكثير من الخدمات التعليمية والصحية وصعوبة الحصول على المياه الصالحة للشرب  وكما هو معلوم فإن ميزانية الدولة الإثيوبية لا تستطيع تغطية جميع تلك الإحتياجات فكان دور المجتمع المدني والمجتمع الدولي والمحسنين في تحقيق التنمية ومساعدة الناس في أن تكون حياتهم مستقرة وتحقيق الأمن الأجتماعي بالنسبة لهم.

من الجانب الأخر فقد كان للعمل الخيري دور في تنمية الإقتصاد وتنمية دخل الفرد فكثير من هذه الأموال تأتي من الخارج وبالعملة الصعبة التي تفتقر اليها أثيوبيا وهذه الأموال عززت الرصيد المالي من العملة الصعبة لأثيوبيا وخصوصا في تغطية تكاليف الطاقة والبترول المتعطشة إليها أثيوبيا .
العمل الخيري كان واحد من اهم المجالات الإنسانية شيوعا في هذا العصر وتعززت الفكرة وتطورت من خلال الروح الإنسانية للمجتمع الدولي ومازالت الأفكار الخيرية تواصل عطائتها سواء كانت بالمال أو الخبرة أو العمل التطوعي فكثير من نجوم العالم والشخصيات المرموقة في المجتمع الدولي والأثرياء لهم إسهامات كثيرة في العمل الخيرية ونشير الى مؤسسة بيل غيتس للاعمال الخيرية والتي أنفقت المليارات لأبحاث الملاريا والإيذ والأمراض المستعصية في أفريقيا ووزعت الأدوية بالمجان على الدول الفقيرة وتعتبر أمريكا وبرطانيا والدنمارك وبليجيكا والسويد وألمانيا من أكثر الدول المانحة للمساعدات ثم تاتي الصين واليابان وتركيا والهند كثاني اكبر الداعمين للتنمية في إثيوبيا ثم الكويت والسعودية والبرازيل وليبيا  وجنوب أفريقيااكثالث الدول الداعمين للتنمية في إثيوبيا وهذه الدول الداعمة هي تقدم المساعدات والخبرات والإستثمار للبلدان الفقيرة مساهمت منها في تحقيق العدالة الإجتماعية في المجتمع الدولي وقد تعززت الفكرة في أن اليد الواحدة لا تصفق وفكرة لا تعطيني سمك بل أعطيني شبكا أصيد به السمك من خلال إسلوب الحياة العصري الذي حتم علينا ان نكون ملمين بما يدور حولنا أن نبادر ونسعى في تخفيف معاناة الأخرين وإستثمار الفرص وبناء المستقبل للأجيال القادمة على المستوى المحلي والعالمي وتحية كبيرة للروح الإنسانية العالمية.

تعليقات

‏قال غير معرف…
ماشاء عليك أخي فؤاد ، لافض فودك ،،،كلام رائع وجميل ومنصف بارك الله فيك ولا تحرمنا من قلمك وكلماتك عن بلدنا إثيوبيا حفظها الله وحفظ شعبها المسالم .
‏قال Unknown
السلام عليكم اخي فواد ارجوا تزويدي بشروط تاسيس جمعيه خيريه في اثيوبيا إن أمكن حفظكم الله

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا