الكوادر البشرية أهم من الموارد البقرة نموذج

يوجد في العالم اليوم دول استطاعت من غير امتلاكها للموارد الطبيعية أن تحقق نهضة صناعية واقتصادية وتقنية لبلدان وشعوبهم مما ساهم في رفاهية شعوبهم مثل سنغافورة وكوريا وتايوان ..الخ  نموذج دولة  اليابان يعتبر من أفضل الأمثلة  لدولة تفتقر إلى الموارد الطبيعية وتستورده من الخارج ولكن منتجاتها التقنية والعربات الخفيفة والثقيلة تغطي كافة ارجاء العالم  ..
يقال أن المعرفة قوة وأنها عمود لتنمية والازدهار ولنا في التجربة الهولنديه في استثمار ثروتها الحيوانية القليلة من  الأبقار خير مثال حيث تمتلك هولندا 11مليون بقرة، وهذه الابقار مسؤولة عن توزيع حليب  إلى كافة أرجاء العالم أجمع..، بينما بعض الدول في القارة الأفريقية تمتلك اضعاف الأبقار التي ما لدى هولندا ،ومع ذلك أكثر شعوبهم جياع فاثيوبيا مثلا تمتلك 54 مليون بقرة والسودان يمتلك 42 مليون بقرة لكنها لا ينتجان كميات من الحليب تكفي لسد جوع موطنيهم،البقرة وحدها لا تكفي  وإنما لابد من استخدام العلم والابتكار و الإنتاج الفكري  لاستغلال هذه الموراد وإدارتها بما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير الطعام لكافة أبناء الوطن ..
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻤﺎﺭﻙ ﻭﻧﻴﻮﺯﻳﻠﻨﺪﺍ ﻭﻓﺮﻧﺴﺎ
ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﻭﺳﻮﻳﺴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭﺓ ﺑﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ،وﻳﻮﺟﺪ ﻧﺤﻮ 220 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺑﻘﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﺎ ﻳﻌﺎﺩﻝ 470 ﺑﻠﻴﻮﻥ ﻟﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺳﻨﻮﻳًﺎ ،وﻳﺒﻠﻎ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺳﻨﻮﻳًﺎ 2,200 ﻟﺘﺮ . ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻫﻮﻟﻨﺪﺍ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﻳﻨﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻳﺼﻞ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ 5,000 ﺇﻟﻰ 6,000 ﻟﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺳﻨﻮﻳًﺎ .
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻋﻦ 100 ﻟﺘﺮ ﻓﻘﻂ ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﻄﻌﺎﻥ ﺃﺑﻘﺎﺭ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ 9,000 ﻟﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺳﻨﻮﻳًﺎ ،ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻳﺸﻜّﻞ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻘﺸﺪﺓ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﻣﺰﺍﺭﻉ ﺍﻷﻟﺒﺎﻥ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺰﺑﺪﺓ ﻭﺍﻟﺠﺒﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻛﺎﻟﺤﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﻜﺜﻒ ﻭﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺠﻔﻒ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ .
ﻭﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ بعد هولندا ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﻗﺪﺭﻩ 66 ﺑﻠﻴﻮﻥ ﻟﺘﺮ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﻗﺪﺭﻩ 47 ﺑﻠﻴﻮﻥ ﻟﺘﺮ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﺐ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻮﺱ ، ﻛﻤﺎ ﺗُﻌﺪ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﺤﻠﻴﺐ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ .،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﺗﻨﺘﺞ %90 ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﺎﻣﺔ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ .
الهولنديون استثمروا في انتاج الحليب والخضروات والزهور في إثيوبيا  وهم جلبوا معهم كافة خبراتهم وتقنياتهم واستثمروا عبر عدة شركات ومنتاجاتهم اليوم  تغطي منطقة اوروميا والعاصمة اديس ابابا بالحليب واللبن الرائب والزبدة ولكنهم واجه عدة عقبات تقف أمام توسيع نطاق إنتاجهم وأهمها هو الفساد والجهل وخوف الفلاح الإثيوبي على أرضه وثروته الحيوانية  من الغرباء والتي تتحتم عليه عدم الاختلاط بهم.. هناك جهود ملموسة من قبل الجهات الرسمية في إثيوبيا في تنمية هذه الثروة والتي ساهمت في فتح المجال أمام المستثمرين محليين ودوليين ويوجد اليوم  عدد كبير من الشركات المحلية والاجنبية التي تعمل في  إنتاج الحليب وتوزيعه ولكن بتقنيات بسيطة  وإنتاجهم مايزال لا يكفي أن يغطي العاصمة وضواحيها..بينما المناطق الأخرى تستفيد من الحليب العادي المنتج من الفلاحة أو الحليب  المستورد من الخارج.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا