اثيوبيا التاريخ والحضارة



كتبهافؤاد علي بكر علي ، في 7 فبراير 2010 الساعة: 10:57 ص


أصل التسمية

إثيوبيا كلمة يونانية الأصل ومعناها بلاد الوجوه المحروقة، وقد ذكرها هوميروس في الأوديسة وفي الإلياذة،،وهيرودوت في تاريخه، واسترابو في جغرافيته، وديودوروس الصقلي في مؤلَّفه «مكتبة التاريخ»، وبلينيوس Pliny في موسوعته «التاريخ الطبيعي». ولكن أياً من هؤلاء لم يكن يعني إثيوبيا الحالية، بل بلاداً - قد تكون قريبة منها أو بعيدة عنها - يسكنها أقوام ذوو بشرة داكنة. وأشار الإنجيل (أعمال الرسل 8/27) إلى أن وزير ملكة إثيوبيا «كندالة» اعتنق المسيحية. غير أن المراد هنا مملكة تعاقب على حكمها بضع ملكات حملن هذا اللقب وكانت حاضرتها «مروى» على النيل شمالالخرطومالحالية. أما وصف بعض الباحثين الأسرة الخامسة والعشرين (730665 ق,م) في مصر الفرعونية بأنها إثيوبية فلايعني سوى أنها نوبية أو سودانية. ويرى بعض المؤلفين أن إثيوبيا حملت أيضاً اسم «كوش» عند القدماء غير أن الراجح أنه ورد ذكر بلاد كوش في الكتابات المصرية القديمة منذ عهد الأسرة الثامنة عشرة (15751308 ق.م) ثم في تاريخ وقائع الملك الآشوري آشور بانيبال (668-626ق.م) أما في العهد القديم فيرد اسم كوش علماً على أحد أبناء حام الأربعة أو اسماً لبلاد لم تحدد تحديداً دقيقاً وإن كان الغالب أن المراد بها النوبة والسودان. وتمثل رسوم على جدران معبد الملكة حتشبسوت (14901468ق.م) - الأسرة الثامنة عشرة - في الدير البحري بطيبة الغربية بعثة بحرية أوفدتها الملكة إلى بلاد بونت Pont للحصول على أشجار الكندروالأبنوسوالبخور والمرّ والعاجوسواها، وقد قيل إن تلك البلاد هي إثيوبيا، بيد أن آراء الباحثين تذهب في تحديد موقعها مذاهب شتى حتى يجعلها بعضهم في الصومال بل في موريتانيا. أما الاسم الآخر لإثيوبية وهو «الحبشة» فقد ورد، أول ما ورد، في النقوش اليمنية القديمة بدءاً من أواخر القرن الثاني الميلادي إشارة إلى «أكسوم» أقدم دولة قامت هناك.

التاريخ


العصور الأولى

وجدت بعض أجزاء أحفورية قديمة للإنسان يرجع تاريخها إلى نحو مليوني عام. في القرن الخامس قبل الميلاد، سكنت المنطقة جماعتان هما الساميون والكوشيون.وقد كان الكوشيون فلاحين أو رعاة، أما الساميون فكانوا فلاحين أو تجاراً.

مملكة أكسوم

هي أوّل دولة مهمة في المنطقة المعروفة الآن باسم إثيوبيا حيث تم تأسيسها في القرن الثالث الميلادي وكانت عاصمتها مدينة أكسوم. وأصبحت مملكة أكسوم أكثر ثراءً من خلال تجارتها مع الجزيرة العربية ومصر واليونان والهند وفارس وروما؛ فقد كانت تصدر الذهب والعاج والتوابل.
وقد بلغت مملكة أكسوم أوج قوتها في القرن الرابع الميلادي وذلك تحت حكم الملك عيزانا الذي جعل النصرانية الديانة الرسمية. وخلال القرن السابع الميلادي انهارت قوة أكسوم بعد أن سيطر المسلمون على الجزيرة العربية والبحر الأحمر وساحل إفريقيا الشماليّ وتمّ لهم الهيمنة على طرق التجارة الدولية ومن ثم القضاء على تجارة أكسوم.

عهد زاقوي

بعد انهيار مملكة أكسوم، ظهرت مملكة جديدة تحكمها سُلالة زاقوي. سيطرت هذه الأسرة على الحكم في الهضبة الإثيوبية واتخذت روها، التي تدعى الآن لاليبيلا عاصمة لها على بعد 240 كم إلى الجنوب من أكسوم. وفي حوالي عام 1200م وصل إلى الحكم الملك لاليبيلا وهو من أشهر ملوك زاقوي. وقد قام هذا الملك ببناء عددٍ من الكنائس تم نحتها في الصخر الصلد ولاتزال هذه الكنائس قائمة في روها. وفي عام 1270م، أطاح يكانو أملاك، الذي يقال إن نسبه يمتد إلى النبي سليمان وملكة سبأ، بمملكة زاقوي، وبعدها انقسمت الإمبراطورية الإثيوبية في القرن السادس عشر الميلادي إلى عددٍ من الممالك الصغيرة.

الحبشة والإسلام

كانت الحبشة المكان الأول الذي ضم واحتضن المسلمين الأوائل عند هجرتهم الأولى وهربهم بدينهم الحنيف وفرارهم من كفار مكة.
كانت الحبشة المكان الأول الذي ضم وأحتضن المسلمين الأوائل عند هجرتهم الأولى وهربهم بدينهم الحنيف وفرارهم من كفار مكة. وبالرغم من أن الصلات بين الأحباش والمسلمين كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم طيبة وودية ، إلا أنه بدأت بعض الاحتكاكات بين الأحباش والدول الإسلامية بعد ذلك منذ عهد عمر بن الخطاب . ويذكر أن ميناء جدة تعرض لغارات الأحباش مما أضطر المسلمين لرد هذا العدوان .
وفي عام 83 هـ – اضطر المسلمون لاحتلال مدينة قريبة من الحبشة وذلك لضمان مراقبة تحرك الأحباش ، وقد وجدت بهذه الجزر نقوش عربية وشواهد قبور ترجع إلى منتصف القرن الثالث الهجري مما يدل على أن العرب المسلمين كان لهم بهذه الجزر حتى هذا التاريخ .
وقد سجل لنا التاريخ مراحل متعددة بين ممالك الطراز الإسلامي ومملكة الحبشة المسيحية فقد طمع الأحباش في مد سلطانهم لهذه الممالك التي ننحكم بحكم موقعها في منطقة القرن الأفريقي في التجارة الخارجية عبر المحيط.
وقد أرسلت الملكة " هيلانة " ملكة الحبشة في عام 1510 رسولاً إلى الملك " عمانويل" ملك البرتغال بهدف الاتفاق على عمل مشترك ضد القوى الإسلامية ، لكنها أيضاً كانت تنوي مهاجمة مكة وهي في هذا بحاجة لمساعدة الأسطول البرتغالي الذي أحرز انتصارات حاسمة على الأساطيل الإسلامية في المحيط الهندي .
وقد استجابت البرتغال لهذا الطلب الحبشي وأرسلت قوة على رأسها أحد أبناء ڤاسكو دا گاما، وقد منيت القوات البرتغالية بخسائر فادحة وقتل قائدها – لكن لم تستطع القوارب الإسلامية أن تحقق نصراً على الحبشة والقوات المؤازرة لها .

منليك الثاني

اعتلى العرش عام 1889م وعاد لتوحيد الإمبراطورية الإثيوبية، وذلك بالسيطرة على الممالك الصغيرة.
وفي عام 1896م حقَّق الإمبراطور منليك الثاني انتصارًا ساحقًا على الجيش الإيطالي وذلك في المعركة التي دارت بين الطرفين في عدوة حيث كان الجيش الإيطالي يسيطر على جزء من الأراضي الإثيوبية. وكان من نتائج هذه المعركة أنها أكسبت الإمبراطور المنتصر الكثير من الاحترام من قبل شعب بلاده. كما أنها ساعدت على توسيع سيطرته على باقي البلاد.
ومن الجدير بالذكر أنه في عهد الإمبراطور منليك الثاني، استطاعت إثيوبيا التوسع بضم الممالك الصغيرة، ونتج عن ذلك أن زادت رقعة البلاد من ناحية الجنوب والشرق.
واستطاع منليك الثاني أن يجعل من أديس أبابا عاصمةً للبلاد، وبدأ العمل في بناء خط للسكة الحديدية ربط بين أديس أبابا وجيبوتي وفضلاً على ذلك، أسَّس الإمبراطور أول المدارس الحديثة والمستشفيات في دولة إثيوبيا.
وفي عام 1913م توفي منليك وتولى العرش ليج إياسو وهو الابن الأكبر للإمبراطور منليك الثاني. وأطيح به في عام 1916م بتعاون بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وذلك بسبب دخوله في الإسلام. وكانت هذه الدول قد استاءت من الإمبراطور المناهض لها خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918م). وبعد الإطاحة بالإمبراطور اعتلت العرش الإمبراطورة زوديتو ابنة الإمبراطور منليك الثاني حيث ساعدها ابن عمها راس تافاري على تولّى شؤون الحكم. وبناءً على ذلك، أصبح تافاري من العائلة الحاكمة.

هيلاسيلاسي

عندما توفيت الإمبراطورة زوديتو في عام 1930م اعتلى تافاري العرش ولقب نفسه هيلا سيلاسي الأول، وسار على النهج السياسي للإمبراطور مينليك الثاني. وفي عام 1931م، وضع هيلا سيلاسي أول دستور مكتوب.
وفي عام 1935م، قامت إيطاليا بغزو إثيوبيا في محاولة لتوسيع مستعمراتها في القارة الإفريقية. وفي عام 1936م، دخلت إيطاليا أديس أبابا وهرب الإمبراطور هيلاسيلاسي ناجيًا بنفسه إلى السودان ثم بريطانيا. كان حكم الإيطاليين في دولة إثيوبيا في منتهى القسوة، وبرغم ذلك أنشئت العديد من الطرق الممهدة في عهد الاستعمار الإيطالي ليتيسر للمستعمرين التنقل والتمكين للاستعمار. وقد انتفع الإثيوبيون من هذه الإنشاءات. وفي عام 1941م، أثناء الحرب العالمية الثانية، استطاعت الجيوش الإثيوبية، بمساعدة الجيوش البريطانية، طرد القوات الإيطالية خارج البلاد، وعندئذ استطاع الإمبراطور هيلاسيلاسي العودة إلى الحكم.

وعندما كان 
هيلا سيلاسي وصيا على العرش منع الرق. وعندما أصبح إمبراطوراً عمل على تجميع مملكته المبعثرة تحت حكم مركزي. وعمل على تحقيق قدر معتدل من الإصلاح. وفي عام 1931 منح البلاد دستورا. وفي عام 1955 تمت مراجعة هذا الدستور وتنقيحه فأنشأ برلمانا من مجلس شيوخ معين ومجلس نواب منتخب، وأقام نظاما للمحاكم، لكن السلطة الأساسية بقيت بيد الإمبراطور.
ولما كانت إيطاليا الفاشية مصممة على إقامة إمبراطورية استعمارية، فقد قامت بغزو إثيوبيا في 3 تشرين الأول 1935 وأرغمت هيلاسيلاسي على اللجوء إلى المنفى في أيار 1936. وضمت إيطاليا إثيوبيا إلى إريتريا التي كانت آنذاك مستعمرة إيطالية وضمت إلى الإثنين الصومال الإيطالي وكونت من الثلاثة أفريقيا الشرقية الإيطالية، وفقدت إثيوبيا استقلالها لأول مرة في التاريخ، وفي 1941 قضت القوات البريطانية على الإيطاليين، وعاد هيلاسيلاسي إلى أديس أبابا.
وفي السبعينات شهدت البلاد موجة من الإضرابات والمظاهرات الطلابية من جهة.ومن جهة ثانية عرفت سنوات من القحط والجفاف أدت إلى موت مئات الألوف وخاصة من الأطفال. ووقع تمرد في الجيش أدى إلى إنزال هيلا سيلاسي من على العرش في أيلول 1974 بعد أن قضى في الحكم قرابة 58 عاماً كوصي على العرش وكإمبراطور. وتولى الحكم حكومة عسكرية بقيادة الجنرال تفرى بنتي. وقامت لجنة القوات المسلحة بتأميم قصر هيلا سيلاسي وملحقاته وأمرته بعدم مغادرة أديس أبابا حيث وضع تحت الحراسة، وتم حل البرلمان وتعطيل الدستور وأعلنت إثيوبيا دولة اشتراكية. ومات هيلاسيلاسي في أب 1975.
وتعهدت الظغمة العسكرية الحاكمة بإقامة دولة الحزب الواحد، ونفذت برنامجاً ناجحاً للإصلاح الزراعي، وتم قمع المعارضة بعنف، وتم الحد من نفوذ الكنيسة القبطية الملكية في 1975. وفي 1977 قتل تفري بنتي، وحل محله العقيد منجستوهيل مريام وكانت المدة من 1977 إلى 1979 هي فترة "الإرهاب الأحمر" حيث قتل نظام مريام الماركسي آلاف الأبرياء ودفع الناس إلى إقامة المزارع الجماعية.
وبدأت عصابة جبهة تحرير شعب تيجراي القتال لتحقيق حكم ذاتي في المرتفعات الشمالية وتدهورت العلاقات مع الولايات المتحدة التي كانت حليفاً رئيسياً.
ومن ناحية أخرى تم توقيع اتفاقيات للتعاون مع الاتحاد السوفياتي في 1977. وفي 1978 ساعد المستشارون السوفيات والقوات الكوبية على هزيمة القوات الصومالية. وفي عام 1988 وقعت إثيوبيا والصومال اتفاق سلام بينهما. وفي أيلول 1984 تأسس نظام الحكم الشيوعي وأصبح منگستو هايله مريم زعيما للحزب وفي 1985 وقعت أسوأ مجاعة، وأرسلت المساعدات الخارجية، وتم بالقوة تنفيذ برامج إعادة توطين الناس في إريتريا وتيجراي في الشمال.
وكان قد نتج عن القحط والجفاف الذي أصاب البلاد وأمتد أمده أن مات قرابة مليون شخص من الجوع والمرض. وفي 1988 حدت الحكومة من أعمال الإغاثة في المناطق المنكوبة بالجفاف لأن رجال العصابات الإريترية كانوا قد حققوا إنتصارات على القوات الحكومية. في 1989 أحبطت محاولة انقلابية ضد منجستو. وفي ذلك العام قام الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بمحادثات سلام مع ثوار إريتريا. في شباط 1991 شنت الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي، التي تضم تحت مظلتها ستة جيوش ثورية هجوماً كبيراً ضد القوات الحكومية.
وفي أي تمت الإطاحة بمنجستو وفر من البلاد، وأقامت الجبهة الثورية الديموقراطية للشعب الإثيوبي حكومة انتقالية برئاسة ملس زناوي. وفي كانون الاول 1994 تم إقرار دستور جديد أجرت في ظله أول انتخابات تعديدية عامة في تاريخ إثيوبيا وذلك في 1995 حقق فيها الحزب الحاكم نصرا ساحقاً بينما قاطعتها معظم الجماعات المعارضة. وتقوم الحكومة الجديدة بتشجيع القطاع الخاص في الزراعة والإقتصاد.
وفي أيار 1991 أيضاً قامت جبهة تحرير الشعب الإريتري بالسيطرة على مقاطعة إريتريا. ووافقت المجموعتان الإريترية والإثيوبية في أوائل تموز على أن يجري استفتاء في إرتيريا حول الاستقلال بإشراف دولي. وتم الاستفتاء في نيسان 1993 وأيد الإريتريون بإجماع شبه تام استقلال البلاد. ووافقت إثيوبيا على نتيجة الاستفتاء واعترفت إثيوبيا بإريتريا دولة مستقلة في غضون أيام قلائل من إجراء الاستفتاء. وأعلنت إريتريا استقلالها في 24 أيار 1993.

الجغرافيا


 
خريطة إثيوبيا

الملامح الجيولوجية

تحوي الهضبة الإثيوبية في قسمها الأكبر صخوراً قديمة تعود للحقب الجيولوجي ما قبل الكمبري والحقب الثاني وتتكشف أجزاء من هذه الصخور في أريترية. أما في الأطراف الجنوبية للهضبة الإثيوبية، ولاسيما في مناطق سيدامو ومقاطعة هرر، فتمتد طبقات صخرية رسوبية ثخينة جداً تعود للحقب الجيولوجي الثاني. وتظهر في وسط البلاد، أو ما يعرف بالهضبة المركزية الوسطى، المظاهر البركانية والأغشية البازلتية، وتبرز على شكل جزر بركانية معزولة وفوهات ومخاريط براكين قديمة، تشاهد حتى في تلك الأجزاء المرتفعة جداً من الهضبة التي يصل ارتفاعها إلى نحو 4620م. والتفسير الممكن لهذه الظواهر الجيولوجية هو أنها نتيجة عوامل بنائية (تكتونية) وحركات أرضية كانت سبباً في تكوين المنخفض البنيوي في الزمن الأوليگوسيني - الميوسيني من الحقب الجيولوجي الثالث وذلك على أثر نهوض الركيزة القارية العربية - الإثيوبية في الزمن الجوراسي - الإيوسيني وما رافق ذلك من أنشطة بركانية تجاوزت إثيوبية من جزئها الجنوبي وسارت من بحيرة ستفاني Stephanie حتى خليج تاجورة مؤلفة منخفض أواش، ثم انقسمت بعد ذلك إلى فرعين الأول يساير امتداد البحر الأحمر والثاني خليج عدن.

مظاهر السطح

المنطقة الوسطى من اثيوبيا عبارة عن نجد واسع مرتفع يعرف بـ هضبة الحبشة وهو يغطي أكثر من نصف مساحة الدولة ، ويقسم الهضبة من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي الأخدود الأفريقي العظيم وعلى الرغم من أن ارتفاع الهضبة يبلغ حوالي 1.675 متر (5.694 قدم) إلا أن العديد من الأنهار والأودية العميقة يقطعها ، وبعض هذه الأنهار والأودية تصل لحوالي 610 متر (2.001 قدم) تحت مستوى الهضبة . وتغطي المنطقة الجبال التي أعلاها جبل راس داشن حيث يبلغ ارتفاعه 4.620 متر (15.158 قدم) .
كما توجد هذه التضاريس في شمال اثيوبيا في المنطقة المحيطة ببحيرة تانا حيث ينبع النيل الأزرق. وتتميز الحافة الشمالية الشرقية من الهضبة بوجود أجراف شديدة الانحدار وهي تنحدر لنحو 1.220 متر (4.003 قدم) ويزيد الانحدار نحو السهل الساحلي (حيث الشمس ومنخفض الدناقل ). وبطول الحافة الغربية تنحدر الهضبة بانخفاض متقطع حتى صحراء السودان ، كما تنخفض أيضاً عبر الحدود الجنوبية والجنوب غربية نحو بحيرة تركانا.

المناخ

يختلف مناخ اثيوبيا باختلاف الارتفاع ففي المنطقة الاستوائية تحت ارتفاع 1.830 متر (6.004 قدم) تبلغ درجات الحرارة سنوياً حوالي 27 درجة مئوية (81 فارنهايت) ويقل معدل سقوط الأمطار عن 510 مم (20 بوصة) سنوياً ، وفي المنطقة شبه الاستوائية والتي تضم معظم الهضبة وبين ارتفاع حوالي 1.830 و 2.440 متر (6.006 - 8.005 قدم) تبلغ درجات الحرارة حوالي 22 درجة مئوية (72 فهرنهايت) ويتراوح معدل سقوط الأمطار بين 510 إلى 1.525 مم (20 إلى 60 بوصة )، وعلى ارتفاع أعلى من 2.440 متر (8.005 قدم) تبلغ درجة الحرارة حوالي 16 درجة مئوية (61 فهرنهايت) ويتراوح معدل سقوط الأمطار بين 1.270 و 1.780 مم (50 إلى 70 بوصة) ، ويتركز موسم المطر الرئيسي بين نصف يونيو وسبتمبر ويعقبه موسم للجفاف قد يقطعه موسم قصير للمطر في فبراير أو مارس .
أما الأجزاء الشرقية من البلاد فتتلقى أمطارها بفعل الرياح الموسمية. ولكن هذا النوع من الهطل يتعرض لعمليات تبخر هائلة، وكميات الهطل لاتزيد على 250مم وهي غير كافية لقيام زراعات اقتصادية ولاتساعد على قيام حياة بشرية مستقرة ولاسيما في أقاليم وادي أواش والدناقيل وأوغادين. وعلى العكس من ذلك، فإن الأجزاء الجنوبية الغربية من الهضبة الإثيوبية الوسطى تتمتع بأمطار نظامية وتتلقى كميات تزيد على 2000مم في فصلي الخريف والربيع.

أنهار

أما أنهار إثيوبية فتتجه جميعها بوجه عام نحو الغرب وتنتهي في حوض وادي النيل باستثناء نهر أومو الذي يجري في الجنوب ويتجه إلى بحيرة رودلف (توركانة) ويجري في الشمال نهر تكيزة أو كما يسمى محلياً «الرهيب» مع روافده هابطاً من جبال لاسكا. ولكن أكبر أنهار إثيوبية هو نهر آباي، أو النيل الأزرق، الذي يتغذى من بحيرة تانا ومن نهر آباي الصغير أو النيل الزرق الصغير الذي يهبط من جبال شوك ويصب في بحيرة تانا المذكورة.
تزداد غزارة هذه المجاري المائية مع هطل الأمطار الموسمية الصيفية وهذا ما سمح لها بأن تحفر أودية وخوانق مدرجة عظيمة جداً في جسم الهضبة يصل عمقها أحياناً إلى نحو 1000م مثل نهر تكيزة ونهر النيل الأزرق الصغير ويسير كل منهما في خانق يصل عمقه إلى نحو 1500م، أما الأنهار التي تتجه بوجه عام نحو الجنوب الشرقي من البلاد فإنها تنتهي في الأراضي المنخفضة والسهول من المنطقة نفسها ما عدا نهر جوبا الذي يعد النهر الوحيد الذي يعبر جمهورية الصومال ويصب في المحيط الهندي. وفي الأجزاء العليا من الهضبة الوسطى يتكون منخفض بنيوي انهدامي - أخدودي مكون من حفر وأحواض ملأتها مجموعات من البحيرات التي تمتد باتجاه جنوبي - غربي، شمالي - شرقي.
تتوضع هذه السلسلة من البحيرات أحياناً على ارتفاع 4340م كما في منطقة أروسي، وفي أحيان أخرى تتوضع على مستوى منخفض يهبط إلى نحو 300م في النهايات الجنوبية الشرقية الدنيا للهضبة بالقرب من هرر وسهول الصومال.
وينفتح منخفض البحيرات المذكورة أعلاه نحو الشمال الشرقي، أي نحو الأراضي المنخفضة والسهول ولاسيما نحو سهول إقليم عفار الذي يعد المصرف المائي لغالبية المصادر المائية المختلفة والكثيرة بما فيها نهر أواش الكبير الذي يهبط من إقليم أديس أبابا.

الأقاليم الجغرافية

ومن دارسة الهضبة الداخلية يمكن تمييز المناخات والأقاليم الجغرافية الآتية:

إقليم الگالا

ويشغل النهايات المنخفضة للهضبة حتى مستوى 1500 - 1800م ويحوي أراضي قابلة للزراعة ولاسيما في الأودية والنجود. وأكثر المناطق الملائمة للزراعة هي التي تتوضع بالقرب من مدينة هرر وذلك إضافة إلى سيادة الغطاء النباتي الاستوائي الحار، وأهم أشجاره المطاط والموز والنخيل وشجرة البن البرية.

إقليم ويناديگا

ويشغل المساحات التي تبدأ من بداية انحسار خصائص الإقليم الأول وترتفع حتى 2500م فوق سطح البحر وتتنوع في هذا الإقليم المظاهر النباتية. ففي الأجزاء الجنوبية تنمو نباتات المناطق الحارة إضافة إلى الغابة التي تحمل خصائص البحر المتوسط من أشجار الحمضيات والكرمة وفي الأجزاء الشمالية تنتشر نباتات السهوب وأشجار الخيزران والزيتون.

إقليم ديگا

ويشغل الأراضي الممتدة من ارتفاع 2500م حتى 3500م وهي مناطق باردة على العموم، وتنتشر فيها نباتات جبال الألب على حساب انحسار الغابة.

إقليم شوك

ويحتل أعلى أجزاء الهضبة الإثيوبية أي يشغل القمم العالية التي تصل إلى 4620م وبسبب البرودة الشديدة واستمرار وجود الثلج فإن الحياة تكون تقريباً معدومة في هذه المناطق.

المساحة

تبلغ مساحة أثيوبيا 1.127.127 كم2

البيئة

تسبب الجفاف المتكرر الذي تعرضت له أثيوبيا في العقد الأخير إلى خسائر بالغة بشرية وبيئية ، كما أن (الجفاف) إلى جانب الحرب وقطع الأشجار من أجل الحصول على الوقود أو لزراعة الأرض أدى ذلك كله إلى تدمير الغابات ،والمبالغة في المراعي (الرعي) وزراعة المنحدرات أديا إلى ضياع طبقات كبيرة من سطح التربة ،كما أن انخفاض خصوبة التربة أدى إلى لجوء الفلاحين للزراعة الحدية ، و يتعرض عدد من الكائنات البرية إلى خطر الانقراض على الرغم من أن حوالي 5 % من مساحة الدولة محمية ، كما أن الدولة قامت بتوقيع اتفاقية التنوع البيولوجي.
  • نسبة الزراعة من الدخل القومي : 48 %
  • نسبة الصناعة : 14%
  • نسبة الإنشاءات : 6 %
  • نسبة الخدمات : 32 %

الحكومة والسياسة

 تخضع إثيوبيا لنظام حكم جمهوري إتحادي، ويتم انتخاب رئيس الجمهورية لفترة رئاسية تمتد إلي ست سنوات، يتم تعيين رئيس الوزراء من الحزب الذي يصل إلي السلطة عقب الانتخابات التشريعية، وتتكون السلطة التنفيذية من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والحكومة.
وتتكون السلطة التشريعية من مجلسين هما مجلس الإتحاد ومدة عضوية أعضائه خمس سنوات، والمجلس الثاني هو مجلس نواب الشعب وينتخب أعضائه بالاقتراع الشعبي المباشر وفترة عضويتهم خمس سنوات أيضاً.
وبالنسبة للسلطة القضائية فتعد المحكمة الاتحادية العليا أعلى سلطة قضائية في إثيوبيا، ويتم تعيين رئيسها ونائبه بناء على توصية من رئيس الوزراء، ويتم اعتماد تعينهما من قبل مجلس نواب الشعب.
وتوجد في إثيوبيا عدد من الأحزاب السياسية نذكر منها حزب عفار الوطني الديموقراطي، جبهة وحدة بنيشانجول جوموز الديموقراطية الشعبية، الائتلاف من أجل الوحدة والديموقراطية.

الصراع الاثيوبى الصومالى

غزو إثيوبيا لأراضي الصومال هو فصل جديد من فصول تدخل هذه الدولة في الشأن الصومالي، وهو تدخل يتمازج في أسبابه المحلي بالإقليمي والدولي، وهي الأسباب نفسها التي جعلت من العلاقة بين الجارتين برميل بارود سرعان ما ينفجر لأقل شرر يتطاير من هذا الطرف أو ذاك كما تبدى طوال الأعوام السبعين الماضية.
" رسمت القوى الاستعمارية وفقا لمصالحها خطوطا على الورق في المناطق التي احتلتها من أفريقيا دون اعتبار للتجمعات السكانية، الأمر الذي خلق مشكلات حدودية لا تزال تعاني منها القارة إلى الآن "

إرث استعماري

كانت القارة الأفريقية الغنية بالمواد الخام منطقة أطماع تتكالب عليها القوى الاستعمارية الكبرى وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، ولم تكن منطقة القرن الأفريقي التي تتمتع بموقع إستراتيجي مميز استثناء من ذلك.
حينما كانت تسود بين تلك القوى لغة التفاهم ينعكس ذلك سريعا على شعوب المناطق المحتلة، أما إذا عادت ونقضت إحداها اتفاقا وأرادت أن تمد نطاق نفوذها فسرعان ما يكون السكان الأصليون وقودا لهذه الخلافات. والعلاقات الصومالية الإثيوبية مثال على صدق هذه القاعدة.
ففي عام 1839 أرادت الإمبراطورية البريطانية إقامة حامية عسكرية لها على أرض الصومال لكي تؤمّن الطريق إلى مستعمرتها في عدن وتوفر لجنودها الغذاء خاصة من لحوم الأغنام الصومالية المشهورة، فاقتطعت من أرض الصومال مساحة أطلقت عليها الصومال البريطاني. وعلى المنوال نفسه سارت فرنسا عام 1860 فاحتلت مساحة من الأرض الصومالية عرفت باسم الصومال الفرنسي (جيبوتي فيما بعد)، ولم تتأخر عنهما إيطاليا فأقامت كذلك صومالا أسمته الصومال الإيطالي عام 1889.
إلى هنا يبدو الأمر طبيعيا من المنظور الإمبريالي على الأقل: قوى استعمارية تقتطع أراضي ومساحات شاسعة لشعوب آمنة ومستقرة، وترسم على الورق خرائط وتقرر حدودا دون الأخذ بعين الاعتبار التوزيعات القبلية والتكوينات العرقية للسكان.
لكن في عام 1936 عنَّ لإيطاليا أن توسع نطاق نفوذها على حساب المناطق التي تحتلها بريطانيا فاجتاحت جيوشها منطقة أوغادين. كانت أوغادين في تلك الفترة ورغم أن سكانها صوماليون ويتحدثون اللغة الصومالية إلا أنها وفقا للمصالح الاستعمارية كانت خاضعة للسيطرة البريطانية وملحقة بإثيوبيا، فادعت إيطاليا أنها تريد إعادة الأمور إلى نصابها ومن ثم قامت بضمها إلى الأراضي الصومالية وأطلقت على هذه المنطقة بأكملها (الصومال الإيطالي وإقليم أوغادين) منطقة شرق أفريقيا الإيطالية.
ومنذ تلك الفترة وإقليم أوغادين يمثل بؤرة للتوتر وسببا للصراع بين الصومال وإثيوبيا أيا كان النظام السياسي الحاكم في الدولتين، وكان هو أيضا سببا -أو بمعنى أدق- ستارة تتسلل من خلفها القوى الكبرى لبسط نفوذها في النصف الثاني من القرن العشرين. والقوى الكبرى هذه المرة هي الولايات المتحدة زعيمة المعسكر الرأسمالي والاتحاد السوفياتي قائد المعسكر الاشتراكي.
" كان إقليم أوغادين سببا في حربين كبيرتين بين إثيوبيا والصومال كانتا تكأة لتدخل القوى الكبرى في القرن الأفريقي على مدى العقود الطويلة الماضية "

حرب الستينيات

اتخذت الحرب الباردة بين القوتين العظميين من الأراضي الصومالية والإثيوبية ميدانا لإحدى تجلياتها، فاندلعت حرب كبيرة بين إثيوبيا والصومال تحت شعار الأحقية في إقليم أوغادين واستمرت طوال الفترة الممتدة بين عامي 1964 حتى 1967، فدعمت الولايات المتحدة إثيوبيا بالمال والسلاح والتأييد السياسي في المحافل الدولية، بينما وقف الاتحاد السوفياتي وجمهورية الصين الشعبية وراء الصومال وقدمتا له المال والسلاح.
استمرت الحرب ثلاث سنوات وأنهك القتال الدولتين ولم يعد في مقدور أي منهما أن يستمر في هذا النزاع فقبلا بوقف إطلاق النار، وساعدهما على ذلك أن حدة الاستقطاب من قبل الدول العظمى على مسرح الأحداث الدولية خفت نوعا ما، الأمر الذي انعكس على الحدود الصومالية الإثيوبية، لكنه هدوء حذر وبرميل بارود ينتظر عود ثقاب ليعاود الاشتعال والانفجار من جديد.

حرب السبعينيات

أشعل عود الثقاب هذه المرة اللواء محمد سياد بري الذي استولى على الحكم عام 1969. أعلن بري أن نظام حكمه يقوم على المبادئ الشيوعية ليكسب ود الاتحاد السوفياتي، وألغى الأحزاب وأحكم قبضته الأمنية على البلاد، ومع كل ذلك نشط في تقديم الدعم المادي والعسكري للفصائل الصومالية وللمعارضة الإثيوبية المتواجدة في إقليم أوغادين، وطالب إثيوبيا صراحة باستعادة الإقليم وهو ما رفضته الأخيرة، فاندلعت الحرب الثانية بين الدولتين عامي 1977 و1978.
حققت القوات الصومالية في بداية المعركة نجاحا كبيرا واحتلت أجزاء واسعة من الأراضي الإثيوبية، لكن الولايات المتحدة سرعان ما تدخلت وأمدت القوات الإثيوبية بالسلاح، ما غير من نتائج المعركة وبدأت الكفة ترجح لصالح أديس أبابا فاتخذ سياد بري قرارا بوقف القتال.
توقف القتال إذن بين الدولتين لكن النزاع المسلح الذي تقوم به المليشيات المدعومة من الجانبين لم تتوقف، وقد تسبب قرار بري في ضياع المكتسبات التي أحرزها الجيش الصومالي الذي كان قاب قوسين من تحقيق حلمه القومي باستعادة إقليم أوغادين، ما أشعر المؤسسة العسكرية الصومالية بالإهانة وتسبب في الاضطرابات التي عمت البلاد وكانت مقدمة للانقلاب على بري وإنهاء نظام حكمه عام 1991.

حرب 2006

كانت إثيوبيا من أكثر المستفيدين من زوال الدولة الصومالية وتفتتها إلى عدة دول بعد سقوط حكومة بري، حيث لم يعد أمامها خصم يمتلك جيشا منظما يطالب بحقوق تاريخية ويدعم جماعات مسلحة تسعى لهذا الغرض.
راهنت إثيوبيا رهانا خاسرا على الحكومة الانتقالية الموالية لها التي منيت بخسائر كبيرة في مواجهتها مع قوات المحاكم الإسلامية أدت إلى فقدانها لنفوذها في معظم مناطق الصومال، وحينما أيقنت أديس أبابا أن الأمور سوف تفلت من يدها إلى فترة قد تطول قررت الدخول مباشرة في الحرب وتقديم دعما عسكريا واستخباراتيا للحكومة الانتقالية، ولم تكتف بذلك بل قررت أن تدخل بقواتها المسلحة بصورة مباشرة لتحسم الصراع - كما تقول - عسكريا لصالحها ولصالح حليفتها الحكومة الانتقالية التي طلبت منها المساعدة.
تطورت الأمور ميدانيا بسرعة غير متوقعة وقررت المحاكم الإسلامية أن تحول طبيعة المعركة إلى حرب عصابات ضد الحكومة الانتقالية وضد إثيوبيا، الأمر الذي ينذر بطول أمد القتال وبعودة أجواء الصراعات والحروب مرة أخرى بعد أشهر نعم فيها الشعب الصومالي بالأمن الذي افتقده لأكثر من 15 عاما.

السكان

السكان: إن أصول السكان في إثيوبية متنوعة جداً. ويؤلف الأمهريون الأكثرية الساحقة منهم ويقدرون بنحو ثلث السكان، ويعدون من الطبقات الاجتماعية العليا من بين أوساط السكان، وينتمون إلى العرق الحامي السامي، ويتوزعون على الهضبة الإثيوبية المركزية الوسطى وفي أديس أبابا العاصمة. ثم يليهم شعوب الغالا ويؤلفون نحو خمسي السكان. ويلي ذلك مجموعات بشرية متعددة الانتماء العرقي والقومي منهم: قبائل التغرة التي تعيش في الشمال، والجماعات النيلية التي تقيم في الجنوب والغرب من البلاد، والعرب الذين يتوزعون على أقاليم أوغادين وصحراء الدناقيل، وغيرهم مثل الصوماليين والدناقيل والسودانيين.
إن عدد السكان والمعطيات الديمغرافية وخصائص السكان الحيوية ماتزال حتى الآن غير معروفة بصورة صحيحة والبيانات الإحصائية عنها ماتزال غير موثوقة.
وجاء في بعض المصادر الإحصائية أن عدد سكان إثيوبية كان ما بين 24 و25 مليوناً في عام 1970. وقدرت مصادر أخرى عدد السكان بنحو 44 مليوناً في عام 1986. وتقدر مصادر الأمم المتحدة عدد سكان إثيوبية بنحو 43 مليوناً في عام 1983 ويقدر عدد السكان لعام 1997 بنحو 57.1 مليون نسمة.
يقطن القسم الأعظم من السكان الهضبة المركزية الوسطى وأجزاءها المرتفعة، وينتشرون وفق مسار خط القمم الذي يمتد من بحيرة أبايا في الجنوب حتى أسمرة [ر] في الشمال. ويتوضع قسم آخر من السكان في الأجزاء المنخفضة والصحارى في الجنوب والشرق. أما في المناطق الجبلية العالية فإن التجمعات السكانية تشغل القمم الجبلية المسطحة بفضل المناخ المعتدل والمقبول من السكان المحليين والسائد حتى ارتفاع 1800- 2500م وصلاحية التربة للزراعة. وهذه المناطق هي أماكن مفضلة لدى قسم كبير من السكان إذ يرونها خيراً من الأقاليم المنخفضة وضفاف الأنهار العميقة ذات الحرارة المرتفعة جداً.
أما الكثافة العامة للسكان فقد بلغت نحو 50 نسمة /كم2 في عام 1997 ولكن هذه الكثافة لاتعطي فكرة صحيحة عن التوزع الحقيقي للسكان لعدم وجود معلومات كافية عن الكثافة الزراعية أو الكثافة الحقيقية التي تتطابق مع توزع السكان على الأراضي المأهولة فعلاً.
وبحسب التقسيم الإداري كانت إثيوبية مقسمة إلى أربعة عشر إقليماً أو ولاية، وأكبر الأقاليم مساحة هو إقليم هرر الذي يبلغ 259.700 كم2 ويليه إقليم باله وإقليم سيدامو. أما الأقاليم التي هي أكثر إعماراً فهي على التوالي إقليم هرر، وإقليم شوا ثم إقليم ولو، ولذلك يمكن القول إن أكثر الأقاليم كثافة إقليم أروسي يليه إقليم شوا، حيث العاصمة أديس أبابا وإقليم تغري أي الأقاليم التي تشغل الأقدام الشرقية للهضبة الأثيوبية الوسطى وتقسم إلى تسعة أقاليم إدارية مع العاصمة منذ تسميتها جمهورية فدرالية عام 1994.
إن تعدد اللغات والعروق البشرية يرافقه تعدد في الانتماءات الدينية. وتعتنق المسيحية الغالبية العظمى من السكان في القسم الأكبر من الهضبة المركزية الوسطى وتصل نسبة الذين يعتنقون هذه الديانة على مستوى عموم البلاد إلى نحو 40٪ معظمهم من أتباع الكنيسة الإثيوبية. أما الذين يعتنقون الإسلام فتبلغ نسبتهم نحو 45.5٪ من مجموع السكان ولاسيما في أقاليم أريترية وأوغادين. وهناك جماعة قليلة جداً من اليهود (الفلاشة) يتوزعون على أطراف بحيرة تانا وقد غادر معظمهم أو كلهم إثيوبية في مطلع التسعينات. أما ما تبقى من السكان فيمكن أن يعدو وثنيين.
وغالبية السكان ريفيون وتصل نسبتهم إلى 87٪ تقريباً يقابلهم 13٪ فقط من سكان المدن. ومما يلفت النظر في هذه البلاد غياب المدن الكبيرة، والمدينة الرئيسة هي أديس أبابا. ولكن الأمور تغيرت سريعاً بعد السبعينات بسبب تغير نظام الحكم وإلغاء النظام الإمبراطوري وقيام النظام الاشتراكي الذي حث السكان عل القدوم إلى المدن للقيام بأعمال إدارية ومهنية وحزبية ويدوية، أو بسبب التصحر الهائل الذي تعاني منه البلاد وانتشار الفقر والمجاعة. هذه العوامل مجتمعة كانت سبباً رئيساً في ظهور كثير من المدن الإقليمية الصغيرة والمتوسطة وظهور زيادة سريعة في عدد سكان المدينتين الرئيسيتين أديس أبابا وديريداوا (164.852 نسمة).

الإقتصاد

ماتزال إثيوبية دولة متأخرة جداً في الحقل الاقتصادي إذ لايزيد ناتجها القومي الإجمالي العام على خمسة مليارات دولار سنوياً. ويعد مستوى معيشة السكان فيها من أكثر المستويات المنخفضة من بين جميع دول إفريقية. ودخل الفرد فيها لايكاد يزيد سنوياً على 100 دولار عام 1995.
ومع أن القطاع الزراعي قد عرف مؤخراً تحديثاً في الأساليب الزراعية واستخدام المكننة، فإن المحراث التقليدي والسماد الحيواني مايزال استخدامهما ينتشر على مساحات واسعة جداً من الأراضي الزراعية المخصصة لزراعة الحبوب والتوابل والنباتات الزيتية وغيرها.
إن تعدد نماذج المناخات وتباينها سمحا بتعدد أنواع الزراعات وتعدد المواسم، وسمحا لذلك، بنجاح الكثير من الزراعات المدارية مثل الذرة البيضاء، والصفراء في الأقاليم المنخفضة وزراعة قصب السكر والقطن في الأراضي المروية وأحواض الأودية العميقة بالإضافة إلى زراعة الحبوب التقليدية المختلفة في المناطق ذات الارتفاعات المتوسطة. وبالمقابل تسود الأجزاء الغربية والجنوبية الغربية من الأطراف المنخفضة من الهضبة الوسطى زراعة الكرمة والزيتون البري وتنجح زراعة القطن أيضاً.
ويعد البن في إثيوبية من أهم الزراعات النقدية والمحصول الرئيس الذي يحتل مكانة كبيرة بين الصادرات الوطنية. وقسم كبير من محصول هذه النبتة يأتي من إقليم كافا الذي تسود فيه زراعة البن العشوائية التي لاتلقى الحد الأدنى من الاهتمام. وبالمقابل فإن النوعية الجيدة تزرع في الأراضي المروية من أقاليم هرر وأروسي.
وأخيراً فإن تربية الحيوانات والاهتمام بالإنتاج الحيواني يرافق نظام حياة البداوة الذي ينتشر على الأطراف الجنوبية الشرقية والشرقية من إثيوبية وفي الأقاليم الجافة والصحراوية. وأهم قطعانها الأغنام والماعز والأبقار والإبل، وفي النهاية لابد من القول إن نسبة العاملين في القطاع الزراعي وتربية الحيوان ترتفع إلى نحو 73٪ من مجموع اليد العاملة في البلاد. ومع ذلك فإن المردود لايسهم إلا في 57٪ من الإنتاج المحلي.
إن النظام السياسي الجديد في إثيوبية الذي أنهى الحكم الامبراطوري قد قام بتعديل الأنظمة والقوانين الزراعية التي كان معمولاً بها إبان الحكم الامبراطوري وألغى نظام الملكيات الكبيرة، وصادر مساحات هائلة من الأراضي الزراعية التي كانت تسيطر عليها الأسر الإقطاعية المالكة والأسر المقربة من الامبراطور، أو كانت تحت تصرف الكنيسة، ووزع ما يقارب سبعة ملايين هكتار على الفلاحين الذين أسهموا فعلاً في تعميم بعض الزراعات النقدية مثل القطن وقصب السكر. ومع ذلك فإنه لابد من القول: إن الزراعة التي تعد المصدر الاقتصادي الأول للبلاد والنشاط الرئيس لغالبية السكان لايمكنها في وضعها الحالي أن تقود إلى تغيير مهم في بنية الاقتصاد الإثيوبي، فالإنتاج الزراعي مايزال ضعيفاً جداً ومردوده لايكفي الاستهلاك المحلي، والفلاحون من أكثر الفئات فقراً. والمجاعات التي ماتزال حتى التسعينات تضرب البلاد أكبر شاهد على ما تقدم.
أما قطاعا الصناعات والحرف اليدوية فيعدّان من القطاعات غير الناشطة فعلاً وإنتاجهما ليس له قيمة اقتصادية مهمة. والثروة الوطنية محدودة جداً وأهمها على الإطلاق الذهب والبلاتين، ولكن استثمارهما مايزال عديم الجدوى الاقتصادية. أما عدد العاملين في القطاع الصناعي فلم يزد على 95000 عامل يتوزعون على نحو 400 مؤسسة إنتاجية ومصنع يحوي كل منها أكثر من خمسة أشخاص. ويبين هذا العدد أن نسبة العاملين في هذا القطاع تساوي ما يقرب من 7٪ فقط من مجموع العاملين في البلاد، وهذا القطاع لايسهم إلا بنحو 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
إن ضعف القطاع الصناعي يعود بالدرجة الأولى إلى غياب الطاقة، والنقص الكبير في المواد الأولية الضرورية لتنمية القطاع الصناعي. أما أهم الصناعات فهي صناعة المنسوجات وحلج الأقطان، وصنع السكر والحلويات، والصناعات التي يمكن تصدير بعض إنتاجها هي صناعة الاسمنت والجلود.
  • المصادر الطبيعية : النحاس / الذهب / البوتاس / البلاتين .
  • الزراعة : مواشي وماعز / قصب السكر / شتلات نباتية / خضراوات / جلود / بطاطس / النباتات الزيتية / الحبوب / البن / البطاطس / أغنام .
  • الصادرات : المنتجات الجلدية / الذهب / البن .
  • الواردات : الوقود / السلع الاستهلاكية / البضائع الرئيسية .
  • اهم الصناعات : تصنيع المعادن / المنسوجات / المشروبات / الكيماويات / الأغذية المصنعة / الأسمنت .

المواصلات

يعد قطاع الخدمات المختلفة في حياة السكان محدوداً وإسهامه في البنية الاقتصادية للبلاد وفي معظم مجالاته قليل جداً.
وإثيوبية بلد فقير جداً بطرق المواصلات، وطول مختلف أنواع خطوط المواصلات لايزيد على 6,850 كم وأهم هذه الخطوط طريق أديس أبابا - ديسية - عصب، وطريق أديس أبابا - أسمرة - مصوع، وخط حديد أديس بابا - جيبوتي، الذي يبلغ طوله 684 كم. ويعد هذا الأخير من أكثر الطرق حيوية لأنه يصل بين داخل الهضبة الإثيوبية والعالم الخارجي عن طريق جيبوتي، ولقد شهدت المواصلات الجوية الخارجية نمواً قليلاً في السنوات الأخيرة، ولكن خدمات الخطوط الجوية الداخلية ماتزال محدودة جداً بسبب قلة الطرق الداخلية البرية التي تصل بين الأقاليم والعاصمة وقلة المطارات والطرقات الإقليمية. والشيء نفسه يقال في حال النقل المائي.

المجاعة والجفاف

يهدد خطر المجاعة اثيوبيا مرة أخرى حيث تقدر هيئات تابعة للأمم المتحدة أن إثيوبيا تحتاجُ الى حوالي 200 مليون دولار لسد النقص في المواد الغذائية، كما ضاعفت موجة الجفاف التي تتعرض لها البلاد من مخاطر تعرض جيلٍ آخر من الاثيوبيين لكارثة إنسانية خصوصًا الذين ولدوا وسط أسْوأ أزمة غذاء عالمية.
ويخيم شبح الجوع من جديد على أطفال إثيوبيا بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة من جهة، وارتفاع أسعار الغذاء عالمياً من جهة أخرى، فالمجاعة ضربت إثيوبيا في ثمانينات القرن الماضي، وحصدت مليون نسمة.
وتشير تقارير منظمة "اليونسيف" الى أن 6 ملايين طفل دون سن الخامسة ربما يواجهون خطر سوء التغذية بينما يقدر برنامج الغذاء العالمي أن قرابة 3.5 مليون نسمة من سكان إثيوبيا سيحتاجون الى مساعدات غذائية عاجلة خلال الشهرين المقبلين، الى جانب 8 ملايين نسمة يتلقون مساعدات بشكل منتظم.
وأشارت هيئات تابعة للأمم المتحدة الى أن إثيوبيا، ثاني أكبر الدول الأفريقية اكتظاظا بالسكان، تحتاج وحدها الى قرابة 200 مليون دولار لسد النقص في المواد الغذائية، في وقت تعاني منه هيئة الأمم المتحدة من نقص حاد في المعونات بعد كارثة زلازال سيشوان في الصين وإعصار نرجس في ميانمار.
وتتجه أنظار العالم الى أزمة ارتفاع أسعار الغذاء وإجبار الدول الغنية لتقديم المساعدات العاجلة لملايين الجياع في إثيوبيا وغيرها من البلدان الفقيرة، في الوقت ذاته إنطلقت مسيرات عالمية في 270 دولة منها مصر وإندونيسيا.

مناطق إثيوبيا

 

 
أقاليم إثيوبيا العرقية
قامت حكومة الجبهة الشعبية لتحرير إثيوبيا بتقسيم إثيوبيا إلى تسع مناطق (بالأمهرية: "كيليلوتش"، ومفردها: "كيلي") حسب الأعراق. وهم:
وبالإضافة إلى ذلك هناك مدينتان ذواتا وضع خاص (بالأمهرية: "أستدادر أكبابيوتش"):

إقتصاد إثيوبيا

 

 
Yohannes IV, Emperor of Ethiopia and King of Zion, with his son, Ras Araya Selassie Yohannis.

العلاقات العربية الإثيوبية

 هجرة المسلمين إلى الحبشة بعيدا عن اضطهاد مشركي مكة، مما جعل لأقباط الحبشة مكانة عزيزة في قلوب المسلمين.

 
هيلا سيلاسي أخر أباطرة أثيوبيا

اللغة والديانات

يوجد بإثيوبيا لغات عديدة منها الأمهرية،التيجرينية، الأرومنيجية، الجوراجينيجية،الصومالية،العربية،الإنجليزية وغيرها.
الديانة الإسلامية والتي يدين بها حوالي 60%، والديانة المسيحية "أرثوذكس وبروتستانت" وغيرها من الديانات.

السياحة


 

خريطة أثيوبيا

 
المرتفعات الأثيوبية

 
مزارعي البن في أثيوبيايصبون القهوة

 
أطفال من أثيوبيا

 
فندق شيراتون في أديس أبابا -أثيوبيا

 
This leather painting depicts Ethiopian Orthodox priests playing sistra and a drum.

 
لوحة تصور السيدة مريم و المسيححسب التخيل الأثيوبي التقليدي

 

طعام أثيوبي

 
محمد أحمد مغني أثيوبي
من كبرى المدن الإثيوبية والتي تحظى بخلفية تاريخية هي العاصمة أديس ابابا أو فينفين والتي تعني "الوردة الجميلة " هذا الاسم الذي أطلقه عليها الإمبراطور الإثيوبي مينيليك الثاني والذي قام بتأسيسها في عام 1885م، ثم أصبحت عاصمة للبلاد في عام 1893م، ثم مركز لحكومة الإمبراطور هيلاسيلاسي الأول في عام 1931م، خضعت بعد ذلك للاحتلال الإيطالي في الفترة ما بين عامي 1936- 1941م، ثم حظيت أديس أبابا بأهمية سياسية دولية منذ عام 1963م حيث جرى فيها أول لقاء لرؤساء حكومات الدول الإفريقية والذي نتج عنه تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، وأصبحت أديس أبابا المقر الرسمي لها
أضف الى مفضلتك
  • del.icio.us
  •  
  • Digg
  •  
  • Facebook
  •  
  • Google
  •  
  • LinkedIn
  •  
  • Live
  •  
  • MySpace
  •  
  • StumbleUpon
  •  
  • Technorati
  •  
  • TwitThis
  •  
  • YahooMyWeb

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات : مقالات | أرسل الإدراج  |   دوّن الإدراج  

2 تعليق على “اثيوبيا التاريخ والحضارة”

  1. معلومات قيمة..
    ومجهود رائع تستحق الشكر عليه..
    شكرا لك..
  2. هناك أستفتاء رسمي لأفضل رجل في العالم و التصويت النهائي بين 10
    بينهم الرسول صلي الله عليه و سلم
    و ستذاع النتيجة في الإعلام العالمي فتخيلوا كم سيسلمون لو فاز الرسول -ص-
    تخيل لو أسلم ألف واحد بسبب صوتك ده
    هتكون كل يوم كأنك بتصلي ألف صلاة و بنصوم ألف رمضان في السنة
    الرجاء التصويت و نشر اللينك
    جزانا الله واياكم خيرا و جمعنا إن شاء الله في الجنة
    http://www.bestofmen.org/

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

النجاح ..وأعداءه

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا