دول الخليج العربي واثيوبيا ……علاقة في طريق التطور

كتبهافؤاد علي بكر علي ، في 24 سبتمبر 2012 الساعة: 18:29 م

 

تعتبر علاقة دول الخليج العربي مع جمهورية اثيوبيا علاقة عميقة عمق التاريخ البشري في اغبار الازمنة وذلك للعامل الجغرافي والعامل الاقتصادي جعل  البلدين يتبادلان التجارة والهجرة بينهما على مر العصور و استطاعت ان ترسم بصمة تاريخية في صورة الانسان الخليجي والانسان الاثيوبي والتناسب بينهما حتى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حيث زادت اوصار العلاقة بينهما عندما اوى الملك العادل النجاشي الصاحبة الاجلاء ومنذ تلك الفترة كانت العلاقة في تتطور مرة ايجابا ومرة سلبيا والى يومنا هذا.
اصبحت دول الخليج العربي في الاونة الاخيرة محورا اقتصاديا دوليا وملاذا للعديد من الاستثمارات الضخمة وسوق ضخمة للعديد من المنتجات الغذائية والصناعية  واصبح العالم متعطشا للطاقة التي تنتجها هذه الدول وتعقد فيها العديد من الصفقات الضخمة وعقود استيراد بملايين للبراميل البترول والغاز والكثير من دول العالم تعتبر السيولة الخليجية التي تتمتع بها هذه الدول مادة مهمة للاستثمارها في بلدانهم للانعاش اسواقها وايجاد فرص عمل لشعبها وتحقيق العدالة الاجتماعية فيها وتحقيق الاكتفاء الذاتي للدول الممولة وزيادة ارباحها وحفظ ثروات اجيالها ولهذا كانت اثيوبيا في قوائم  الدول التي ترى في السيولة الخليجية عاملا مهما في انعاش اقتصادها ومواصلة تنميتها ونجاحاتها الاقتصادية بالاضافة الى الفوائد التي تجنيها هذه الدول من هذه الاستثمارات الطويلة الاجل والقصيرة .
دول الخليج العربي لها العديد من الاستثمارات في العديد من الدول الصناعية الكبرى مثل امريكا واليابان وبريطانيا وفرنسا وفي البورصات العالمية كما ان هناك العديد من الاستثماراتها في الدول العربية ولهذا فإن دول الخليج العربي لها خبرات عميقة في اساليب وفرص الاستثماروالعديد من المبادرات بل انهم تفوقوا في اقتناص فرص الاستثمار  من غرائمهم الامركان والاوربيين ولهذا هم الان يتهافتون على الاستثمار في افريقيا التي استثمر فيها قبلهم الصيينين والهنود في هذه الادغال واستغلت الفرصة في تنمية اقتصادها وتنمية صناعتها .
لقد بلغ حجم الاستثمار السعودي في اثيوبيا وهي الدولة الرائدة في منطقة الخليج العربي تقريبا  13 مليار دولار وخصوصا في مجال الزراعة التي تعتبر من اهم الفرص الاستثمارية في اثيوبيا وذلك لرخص العمالة ووفرة المياة والتربة الخصبة وخصوصا ان القدرة الاقتصادية الاثيوبية متعتمدة على الزراعة حيث يسهم الانتاج الزراعي فيها بنحو 45 % من النتاج المحلي الاجمالي ويستوعب نحو 85 % من الايدي العاملة ويعتمد دخلها القومي بالاساس على تصدير البن الذي يجعل اقتصادها عرضة للتقلبات الاسعار العالمية ويجعلها في حالة  اعتماد دائم على القروض والمعونات الخارجية مما دفعها الى تدعيم علاقاتها مع الدول الخليج العربي النفطية وخصوصا المملكة في دعم اقتصادها وسد الفجوة الغذائية فيها حيث يبلغ تعداد سكانها تقربيا 85مليون نسمة  40%منهم تحت خط الفقر.
إثيوبيا تنظر الى دول الخليج العربي بأنها ساحة للتعاون الاقتصادي المتبادل وفرصة استثمارية لكلا الطرفين الاول باعتباره دولة زراعية والثاني باعتباره دول بترولية وصناعية مما يفتح لكلا الطرفين التبادل التجاري وكشريك مهم في تحقيق  الامن والسلم في الاقليمي القرن الافريقي والشرق الاوسط وتحتل السعودية المركز الاول بين دول الشرق الاوسط والخليج العربي كشريك تجاري بالنسبة للصادرات والوارادت الاثيوبية ثم تأتي دولة الامارات العربية المتحدة والتي يتم استيراد منها الكثير من الواردات مثل السيارة والمنتجات التجميلة والالات الثقيلة ويبلغ حجم الاستيراد الامارتي من اثيوبيا 3 مليار درهم بينما تتمتع الكويت بعلاقة مميزة مع اثيوبيا حيث ان اثيوبيا تستورد من الكويت البترول وتصدر اثيوبيا الى الكويت الزهور والمواشي والايدي العاملة كما ان اثيوبيا اقترضت من الكويت مئات الملايين من الدولارت في تحقيق العديد من مشاريعها التنموية وخصوصا في مجال الطاقة الحيوية والطبيعية .
لقد زاد اهتمام دول الخليج العربي باثيوبيا اهتماما متزايدا  وخصوصا ان عدد السياح العرب من دول الخليج العربي زاد تزايد مطرد وخصوصا ان كل سنة السياح يزدون بضعف العدد عن قبل وذلك بفضل السمعة الطيبة والجو الحسن الذي تتمتع به اثيوبيا بل هناك دول خليجية مثل دولة قطر وسلطنة عمان تعتزم فتح سفارتها في اثيوبيا بإعتبار اثيوبيا اليوم هي بوابة افريقيا وخصوصا جنوب الصحراء ولقد زادت الوفود التجارية التي تبحث عن الفرص الاستثمارية في اثيوبيا وهذه تعتبر بادرة خير وخصوصا ان هناك العديد من الاتفاقيات التي ابرمت مع اثيوبيا وعدد من دول الخليج العربي لدعم الاستثمار والمستثمرين وتسهيل العقبات امامهم وتحفيز وتشجيع المستثمر الخليجي للاستثمار في اثيوبيا.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا