ملس زيناوي…..القائد السياسي…والمفكر الإقتصادي

كتبهافؤاد علي بكر علي ، في 21 أغسطس 2012 الساعة: 17:49 م


 أصاب الذهول عدد كبير من مواطني الشعب الاثيوبي حين اذاع التلفزيون الاثيوبي خبر وفاة رئيس وزراء الاثيوبي ملس زيناوي اثر مرض خطير الم به وهو يعتبر واحد من اقوى رجالات الدولة في اثيوبيا والقارة الافريقية والعالم كما يعتبر حكيم من حكماء القارة السمراء واحد الذين يلجأ اليهم للمشورة والرأي وهو يعتبر مهندس الاقتصاد الاثيوبي الناهض والزعيم السياسي القوي الذي بنى قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية في المنطقة والقارة الافريقية.

لقد عم حزن شديد الشارع الاثيوبي وصار الصمت والدموع علامة بارزة في العاصمة والمدن الكبرى الاثيوبية وخصوصا ان خبر وفاة كان مفاجأ ومفجع للشخصية في مقامه حيث انه يعتبر مؤسس اثيوبيا الحديثة ومؤسس اقتصادها والذي استطاع ان يخرج البلاد من سلاسل الفقر ويفك اسرها من الاستعباد والاضطهاد ويرسم لها طريقا نحو التنمية للتتحول اثيوبيا من دولة فقيرة الى واحد من اغنى دول العالم.
ولد ملس زناوي في عدوة، تيجراي، شمال إثيوپيا، لأب إثيوپي من عدوة، إثيوپيا، وأم من عدي كوالا تخرج من مدرسة الجنرال ونجيت في أديس أبابا، ثم درس الطب في (جامعة أديس أبابا (وكانت تعرف باسم  جامعة هيلا سلاسي في ذلك الوقت) لمدة سنتين قبل أن يتركها عام 1975 لينضم إلى جبهة تحرير شعب تجراي وعندما كان عضوا في الجبهة، أسس الاتحاد الماركسي-اللنيني لتجري.

كانت جبهة تحرير تجراي، تناضل إلى جانب الكثير من الجماعات الأخرى، ضد الدكتاتور جنرال منجستو هايله مريم. انتخب زناوي قائد لقيادة اللجنة عام 1979 وقائد اللجنة التنفيذية عام 1983. ورئيس لكلا من جبهة تحرير شعب تجراي وEPRDF وقد تولى السلطة في نهاية الحرب الأهلية الإثيوپية. وكان رئيس الحكومة الانتقالية في أثيوپيا، أثناء إنفصال إرتريا عن البلاد وبدء تجربة الفدرالية الاثنية.
حصل زناوي على ماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة عام 1995و ماجستير العلوم في الاقتصاد من جامعة إراسموس في هولندا عام 2004
ملس زناوي متزوج من أزب مسفين ولديه ثلاثة أطفال. أزب مسفين حاليا هي رئيس لجنة الشئون الاجتماعية في البرلمان، وفي يناير 2007، حصلت على جائزةLegacy of a Dream لاسهماتها في مجال مكافحة انتشار فيروس الإيدز في حفل أقيم بمناسبة ذكرى ناشط حقوق الإنسان دمارتن لوثر كنگ

انتخب ملس لفترة ثانية في الانتخابات العامة 2000، لمنصب رئيس الوزراء، وشاركت الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية الحاكمة مقاعد البرلمان مع أحزاب المعارضة 
وأعلن الحزب عن فوزه في الانتخابات وبقاءه في مقعد رئيس الوزراء لفترة ثانية، وبالرغم من حصول جماعتي المعارضة الرئيسيتين ائتلاف الوحدة والديمقراطية، والحركة الديمقراطية الفدرالية اورومو، على عدد من مقاعدة البرلمان الوطني. وقد شارك أكثر من ثلاثين حزب سياسي آخر في هذه الانتخاباتوكانت هذه الانتخابات من أكثر الانتخابات إثارة للجدل خلال التاريخ الانتخابي القصير لإثيوبيا، حيث اتهمت بعض أحزاب المعارضة الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات، وخاصة في المناطق الريفية، حيث أن أحزاب المعارضة قد فازت في معظم المناطق الحضرية، وفاز الحزب الحاكم في المقاطعات الريفية.
يعتبر ملس زيناوي نموذجا للقائد الذي لعب بحبل السياسة بطريقة ذكية جدا حيث انه ظل مستقلا برأيه وقرارته ومحافظا على توازن علاقته مع الدول الغربية دون ان يكون تابعا لهم ويوثق علاقته مع الدول العربية والاسلامية  ويناصر الشعب الفلسطيني دون ان يمس علاقته مع دولة اسرائيل وقام بالعديد من الوساطات الدولية وقاد العديد من المفاوضات وكلل اغلبها بالنجاح وهو يعتبر واحد من مؤسسي نظرية الفدرالية الاثنية التي تعتبر من اصعب المعادلات السياسية ولكن ملس قاد الدفة بحنكة ودهاء سياسي استحق ان يلقب بداهية الحبشة.


تجربة اثيوبيا السياسية والاقتصادية تعتبر من النماذج الناجحة في العالم وان كانت نتائجها لم تظهر بوضوح جدا الا ان بواردها شوهدت على ارض الواقع فقد تحول الاقتصاد الاثيوبي من اقتصاد نظري ونصي الى اقتصاد ارقام وجداول ووجد الشعب الاثيوبي في الدستور الجديد حقوقه ومساوة بين جميع الاثنيات والقوميات والاديان وحريتها واسس للمنظومة امنية قوية ساعدت في استقرار البلد .
لقد استطع ملس زيناوي ان يعبر بحلم النهضة الاثيوبية الى ارض الواقع عندما تبنى مشروع بناء سد النهضة وسد الالفية التي ستوفر للاثيوبيا الطاقة النظيفة ويتم تصديرها الى عدد من دول الجوار وهو مشروع نهضوي تسعى اثيوبيا من خلاله توفير الطاقة واستغلال ثروتها الطبيعية التي لم تستغل بعد وخصوصا نهر النيل الذي ينبع 70% منه من اثيوبيا واثيوبيا لم تستفد منه منذ الالاف السنين لكن قرار رئيس الوزراء ملس زيناوي بتبنيه مشروع بناء سد النهضة وسد الالفية وهوقرار الصعب وجرئ وخصوصا ان مصر والنظام القديم  كان يتعامل مع ملف النيل من خلال المخابرات ووزارة الدفاع بينما كان الاصل ان تتعامل مصر مع قضية النيل من خلال وزراة الري والزراعة والخبراء مما ادى الى توتر العلاقة مع اثيوبيا والان تم التعامل مع القضية من خلال الخبراء والمهندسين للمعرفة خطر السد على حصة مصر والسودان والتي اكدت جميع الدراسات ان بناء السد هو مفيد للمصر والسودان.
لقد تمكن ملس زيناوي ان يضع بصمة واضحة في القرن الافريقي ورسخ مبادئ السلام فيها واسس لعلاقات طيبة مع دول الجوار المتوترة مثل السودان وجنوب السودان ودولة الصومال وملس له دور كبير في تعزيز السلام الدولي ومكافحة الارهاب في القارة الافريقية وفي العالم اجمع استطاعت من خلالها ان تثبت اثيوبيا للعالم بأنها بلد قوي يعتمد عليه في المنطقة .
لقد صنع ملس زيناوي نظرية اقتصادية فريدة في القارة السمراء فهي ليست بالرأسمالية الليبرالية ولا بالاشتراكية الشيوعية إنما هو مزيج من ذاك وذاك بحيث جعل اثيوبيا بلد اقتصادي قوي يستقطب الاستثمارات الدولية وبيئة امنة ومربحة للمشاريع الربحية وبعيدة كل البعد عن الازمات الاقتصادية العالمية وحافظت على معدلات نمو متزايدة ادهشت العالم.
يستحق هذا الرجل ان يلقب بأسد الحبشة  فهو ليس ملاكا ولا رجلا صالحا لكنه داهية سياسي ورجل قوي في مواقفه ومفكر اقتصادي بدرجة استاذ ورجل دولة محنك رسم بقلمه وتوقيعاته مستقبل اثيوبيا الواعد.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا