الادارة الحكيمة



تعاني العديد من الشركات في العالم الثالث والكثير من المؤسسات المحلية جفاء اداريا ودكتاتورية رأسية تجعل الموظف لايطيق العمل في تلك المؤسسة وتحد من قدراته في الابداع والابتكار والانتاجية ولولا مخافة البطالة وانعدام فرص العمل في السوق لإتجه الكثير من الموظفين والعمال الى مؤسسات اخرى ,وهذا ما يجعل الموظف يصيب بالاحباط ويقلل من انتاجيته مما يؤثر على المؤسسة التي تكون نهايتها هي الفشل .
الادارة الحديثة افرزت عدة نظريات وتجارب طبعا ليست كلها صحيحة وناجحة فبعضها نجح في مؤسسة او مؤسستين ولكن فشل في كثير من مؤسسة وكم سمعنا من مدير طبق نظرية لا تناسب بيئة عمل المؤسسة فبأ بالفشل فطبعا كل مؤسسة وكل منظمة او شركة لها طابعها وشخصيتها ومن خلالها يمكن للمدير ان يرسم خطة ويجمع عدد من النظريات التي تناسب بيئة عمله وبيئة المجتمع .
الادارة بالحب والتشجيع والتحفيز تم تطبيقها في العديد من الشركات وخصوصا التي الشركات التي تدار عن طريق السيدات وكانت نتائجها مبهرة وخصوصا في شركات الاعلام والتسويق لكنها في بعض الاحيان تفضي الى الانسيابية والضعف والتمرد بينما الادارة بالحزم والجزم وفي نفس الوقت وجد اللين والرفق تعتبربيئة ناجحة للموظفين في العالم الثالث بالتحديد بينما الادارة العلوية والطبقية فيها ايضا ادارة مفيدة وخصوصا في بئية العمل التي يكثر فيها العمالة اليدوية.
لايمكن لاي مؤسسة التسرع في تطبيق نموذج من غير دراسة وضع المؤسسة وبيئة العمل فيها وسيكلوجية موظفيها فلايمكن اخذ نموذج نجاح شركة قوقل في مؤسسة محلية مثلا لانتاج الزهور فطبيعة الموظفين في كلا الشركتين هم على طرفي نقيض تماما فليس من الحكمة اخذ تجربة قوقل في الادارة كنموذج ناجح بسبب ظروف عمل قوقل وطبيعة الموظفين فيها فهم من الطبقة المتوسطة ومستوى عالي من التعليم والخبرة وبيئة الحرية والترفهي في مكان العمل مناسب لهم جدا ولو تم تطبيق نموذج قوقل في شركة انتاج الزهور وتصديره لاغلقت الشركة بعد اسبوع من تطبيقها هذا النموذج الجريء لان بيئة الحرية ليس لها منفعة عملية ولا قيمة روحية فيها بينما في شركة قوقل فيها مهمة لانها تتيح للموظفين مجال للابداع والابتكار والانتاجية وهذه قيم مهمة في قوقل وعلى اساس فلسفتها تم تطبيق نموذج الادارة المفتوحة في قوقل .
فليس من الحكمة أخذ النظريات الادارية وتطبيقها في مؤسسة او منظمة من دون الرجوع الى خلفية المؤسسة وبيئة العمل وطبيعة الموظفين وبيئة المجتمع فليس من المعقول ان تطبق نظرية الادارة بالانجاز في مؤسسة مثل البنوك والاسواق المالية والدوائر الحكومية مثل المستشفيات والشرطة لان هذه المؤسسات تتعامل يوميا مع المشاكل الزبائن بشكل مباشر ولايمكن التأخير فيها بينما مؤسسات الابحاث والدراسات او المؤسسات الاعلامية وشركات التسويق يمكنها التعامل مع نظرية الانجاز بشكل طبييعي بل والاسلوب هذا مفيد جدا لها.
هناك عدة نظريات ربما مرت عليك او ستمر عليك لكن ان كنت في منصب مدير عليك ان تعرف ان لكل مهمة ووظيفة ومؤسسة طابعها الخاص الذي يميزها ويميز موظفيها ومنها يتحتم عليك التعامل مع نظريات الادارة بما يتماشى مع بيئة وطبيعة العمل والموظفين والعمال ولاتنسى ان الحكمة ضالة المؤمن.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا