فوبيا الاخوان



يعد الانقلاب العسكري الغاشم على الرئيس المصري الشرعي محمد مرسي المنتمي للجماعة الاخوان المسلين ابرز القضايا العالمية والتي تحيرت فيه امريكا ذاتها والتي جعلت من الديمقراطية عملية غير عادلة إن فاز فيها الاسلاميين كما حصل لحماس حين فازت وكادت ان تفقد السلطة لولا سيطرتها العسكرية وكما حصل سابقا في تركيا حين فاز نجم الدين ارباكان وفي الجزائر حين انقلب الجيش على الشرعية ,وهذا ما جعل الاخوان يحشدون قوتهم ويستعرضون عضلاتهم في ميدان رابعة العدوية مطالبين بعودة الشرعية وهم محقين في مطلبهم ولو على حساب دمائهم لانهم ايضا تعرضوا للعديد من المؤمرات والعديد من المظاهرات المناوئة للحكمهم وهذا يجعل من جماعة الاخوان وحزبهم من ضمن اقوى الاحزاب الموجودة على الساحة المصرية ولوتم اعادة الانتخابات مرة اخرى فإن الجماعة ستحصد الثمار اولا .
كان على الرئيس المخلوع محمد مرسي ان يتنبه للحجم هذه المؤامرة ويعمل على تحقيق العدالة وليس تمكين الجماعة لانه لو كان حقق العدالة للتنازل عن السلطة عن طيب نفس واعلن عن الانتخابات الرئاسية المبكرة لكن كان العكس هو المعمول به فكان السيسي المعين وزيرا للدفاع  ان ينقلب على الشرعية ويحتجز محمد مرسي في السجن ويتم اغلاق العديد من القنوات الاسلامية  في ذات يوم اعلان الانقلاب وكأن لسان حالهم يقول نتخلص من الاسلاميين وليس من الرئيس والفاجعة الكبرى هو ان حزب النور كان واحد من هؤلاء المتأمريين.
أخطاء الرئيس المخلوع محمد مرسي في اكثر من سياسة وله مواقف عديدة محرجة تدل على ضعف خبرته السياسية والادارية فهو اصلا مهندس وليس بسياسي محنك يقرأ ما بين السطور ولعل الجماعة ومرشدها هم السبب الرئسي في فشله و رغم اعترافه بالخطاء لكن هذا لايمنع ان يخرج عليه الشارع ويطالبه بالاعتزال ولو كان قرار الاعتزال بلسانه فقد تكون الخارطة الطريق غير تلك التي وضعتها القوى السياسة المعارضة ومن ورائهم القوات المسلحة ومخابرات الدول الشقيقة ولدخل الرئيس مرسي التاريخ من اوسع ابوابه لأنه حقن الدم المصري وانقذها من المأزق الانشقاق لكن العكس صار وهاهو الشارع منقسم انقساما شديدا ولم تفطن الجماعة للحجم المؤامرة التي يحيكها لهم فلول النظام السابق واحزاب المعارضة وبعض دول الخليج العربي المصابة بفوبيا الاخوان ودولة اسرائيل التي استلمت خطابا من السيسي بقرار عزل الرئيس المخلوع مرسي قبل عزله بثلاثة ايام .
ليس من المعقول ابدا ان يكون الاسلاميين هم الخيار الاوحد للنهضة والتنمية فهناك امثلة للفشل الاسلاميين في الحكم والادارة ولو نظرنا الى السودان كواحد من الامثلة الواقعية للحكم الاسلاميين لوجدنا ان الفساد والرشوة والجريمة والفقر والفرقة والتخلف الاقتصادي واضح وجلي فيها رغم المشاريع والانجازات التي حققتها الجماعة الاسلامية في السودان لكن حجم المؤامرة وفساد النخبة الحاكمة جعل من  حلم النهضة سرابا لا يمكن تحقيقه في ظل حكمهم والمغرب حاليا تعاني من نفس الازمة وتونس كذلك ام النجاحات فليس هناك سوى النموذج التركي التي يحكمها الاسلاميين لكن اذا نظرنا الى تركيبة النظام التركي وتركيبة المجتمع التركي وحجم النجاحات التي حققها نعلم بأن هذا لم يأتي في يوم ليلة وانما كان بوضع خطة استراتيجية طويلة الامد تضمن للحزب رجب طيب ارودغان ضمان الاصوات المؤيده له وخصوصا انه حقق معجزة اقتصادية في اقل من عشر سنوات وهذا يحسب لهم ويزيد من حجم التأييد الشعبي له .
هلع دول الخليج العربي وحجم الاموال التي ضخت للاسقاط النظام في مصر يثير العجب والاستغراب فلو انفقت تلك الاموال وضخته في التنمية والاستثمار لكانت مصر قد تغلبت على جل مشاكلها لكنها الان هي اضعف ماتكون ومقاطعة افريقيا للرئيس الحالي وسكوت امريكا والاتحاد الاوربي واحتشاد انصار الرئيس مرسي تجعل من الوضع المصري غير قادر على تجاوز ازماته وانا على يقين بأن الكثير من المصرييين يتمنون عودة ايام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بظلمه وجبروته فهوخير لهم من الوضع في الوقت الراهن.
دولة الامارت العربية المتحدة مصابة بفوبيا الاخوان والكثير من المحليلن المنتمين للجماعة الاخوان يعتبرون ان الاسر الحاكمة في الامارات منتمية للمحفل الماسوني بدليل العديد من الشواهد اهمها مدينة دبي التي ضخت فيها مليارات من جميع الدول العالمية لتصنع منها لؤلوة ومركز تجاريا دوليا وضاحي خلفان العدو اللدود للجماعة هدد اكثر من مرة بان الاخوان يشكلون خطرا على الاسر الحاكمة في دول الخليج العربي وبعد فوز الاخوان في مصر تم اعتقال العديد من رموز الدعوة في الامارت وزج بهم في السجون اضافة للضخها الملايين والمليارات للاسقاط الحكم الشرعي في مصر فقط لان الاخوان هم على رأس السلطة وفي جيبوتي تم اعتقال ثلاثة من ابرز القيادات الاخوانية فيها ابرزهم الشيخ والمفكر الاسلامي عبد الرحمن بشير بعد انتخابات يعتقد ان حزب جماعة الاخوان قد فاز لكن الرئيس اسماعيل عمر جيلة وزمرته قد زور الانتخابات وجعلوها في صالحهم بالاضافة الى حركة حماس المحصارة من جميع الجهات وكلهم يعلمون علما يقين بأن الاسلاميين اذا حكموا في بلد ما ونجحت تجربتهم فإن العدوى ستنتقل اليهم مباشرة ويسقط حكم الملكية والمشيخة والامير من قاموس تلك الدول ولعل قطر ارادت ضرب الخليج وحكامها بضربة  قاضية من خلال تنازل الشيخ حمد المثير للجدل عن السلطة لابنه فيها حادثة تعد الاولى من نوعها في الخليج العربي وتاريخ التوريث الملكي العالمي.
هل العالم لديه فوبيا ضد الاسلاميين والاخوان المسلمين بالتحديد ؟نعم العالم لديه فوبيا الاخوان وابرز المصابين به هم الكيان الاسرائيلي والدول التي يحكمها حكام منتمين للنادي الماسوني العالمي  والاسر الحاكمة والعلمانيين  واعداء الاسلام فهم من لديهم فوبيا الاخوان لانهم يعلمون علما اليقين ان العالم الاسلامي اذا حكمه الاخوان فإنهم سيعيدون الخلافة الاسلامية لان مفكر الجماعة ومؤسسها الشيخ حسن البنا قد اسس هذه الجماعة من اجل هذا الهدف وهو اعادة الخلافة الاسلامية الى الامة من جديد وتعود الامة الاسلامية دولة واحدة في ظل قيادة الخليفة المرتقب و تعود الحضارة الاسلامية من جديد وتحقيق الغاية التي خلقنا الله من اجلها.   



تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا