جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية مخلص تعريفي


جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية مخلص تعريفي
بحث وافي عن تاريخ اثيوبيا بين الماضي والحاضر


إثيوبيا رسمياً، جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية) بالأمهرية:) ኢትዮጵያ)،) دولة غير ساحلية تقع في القرن الأفريقي، وعاصمتها أديس أبابا(الزهرة الجديدة)، وهي ثاني أكبر دول إفريقيا من حيث عدد السكان  بعد دولة نجيريا والعاشر من حيث المساحة واقوى دولة عسكرية في القرن الافريقي وتحتل الرقم التاسع والعشرون  عالميا كأقوى دولة عسكرية. يحدها من جهة الشرق كل من جيبوتي و الصومال ومن الشمال دولة أريتريا و من الشمال الغربي السودان ومن ناحية الغرب جنوب السودان والجنوب الغربي كينيا.
تعرف اثيوبيا في الأدبيات العربية باسم بلاد الحبشة وهي موطن مملكة أكسوم القديمة وفي إثيوبيا وجد أقدم هيكل بشري عمره 4,4 مليون سنة. . ولها أطول سجل تاريخي للاستقلال في افريقيا، إذ لم تخضع للإستعمار إلا في الفترة من 1936 وحتى1941 عندما اجتاحت القوات الإيطالية في حملتها على شرق إفريقيا قبل خروجها من المنطقة بعد توقيع الاتفاق الأنجلو-إثيوبي في ديسمبر / كانون الأول 1944 م.
أصل التسمية
عرفت إثيوبيا في الكتب والمخطوطات القديمة باسم الحبشة (باللغات اللاتينية Abyssinia) نسبة إلى قبيلة حبشت التي هاجرت من اليمن إلى مرتفعات القرن الإفريقي بعد انهيار سد مأرب، كما تذهب بعض الروايات. أما الإسم إثيوبيا فقد استخدمه رسمياً الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني، مقتبساً من الملك عيزانا الذي لقب نفسه بملك ملوك إثيوبيابالأمهرية ንጉሠ ነገሥት ዘኢትዮጵያ) بعد انتصاره على إثيوبيا النوبية . (كوشيت) وكانت ممالك اسلامية وغير اسلامية واللفظ اثيوبياΑἰθιοπία لفظ غريقي (من Aithiops باليونانية Αἰθίοψ) يتكون من مقطعين هما «aithio» و «ops» بمعنى الوجه المحروق أو البني اللون، وقد ورد اللفظ مرتين في الإلياذة وثلاث مرات في الأوديسة  واستخدمه المؤرخ اليوناني هيرودوت لوصف الأراضي الواقعة في جنوب مصر، بما في ذلك السودان و إثيوبيا الحالية وبلدان الساحل الأفريقي. يقول بلينيوس الأكبر ان اسم البلاد Aethiops انبثق من اسم نجل هيفيستوس المدعو إثيوبوس. كما تعني الكلمة صانع الأدوات الحديدية أو الحدّاد
وأما الإسم الحبشة المشتق من لفظ حبشت والذي ورد في التوراة فيعني الأجناس المختلطة والمختلفة إشارة إلى التصاهر ما بين الساميين الوافدين من جنوب شبه الجزيرة العربية و الحاميين الكوشيين من سكان البلاد الأصليين.
التاريخ
مملكة أكسوم
في سنة 500 قبل الميلاد قامت مجتمعات ساحلية مختلطة من الفلاحين والتجار الوافدين من جنوب شرق شبه الجزيرة العربية بتطوير لغتهم ونظام كتابتهم. وتأسست في القرن الأول قبل الميلاد في الشمال الشرقي من إثيوبيا الحالية مملكة أكسوم وعاصمتها مدينة أكسوم. وأخضعت لسيطرتها الثغور والمراسي الواقعة على ساحل البحر الأحمر. وبينما كانت مملكة مروي المجاورة تنهار كانت أكسوم تزدهر، يميزها معمارها المشيد من الحجارة ولاسيما الأعمدة الحجرية المنقوشة و المسلات.
وفي منتصف القرن الرابع تحول ملك أكسوم عيزانا إلى الديانة المسيحية وارتبط بالكنيسة القبطية المصرية. وفي القرن السابع الميلادي . وقع ساحل البحر الحمر تحت سيطرة المسلمين وفقدت أكسوم طريق تجارتها واتصالها بالمحيط الهندي ، وبدأت في الإضمحلال حتى تلاشت في القرن العاشر.
مملكة الحبشة
وفي حوالي سنة 800 بعد الميلاد ظهرت مملكة في مرتفعات إثيوبيا عرفت في أدبيات التاريخ باسم الحبشة التي قامت على نظام اقطاعي طبقي يقوم الفلاحون فيه بحرث الأرض وزراعتها ويدفعون جزء كبير من الحصاد في شكل ضرائب و ومكوس للطبقة الحاكمة من النبلاء والملوك. فيما كانت طبقة الأرقاء يشيدون الكنائس المنحوتة في الصخور والتي ما زال معظمها قائما حتي اليوم ومن بينها مسلات من كتل الجرانيت يصل ارتفاعها إلى 60 قدما.
المسلمون والحبشة
كانت الحبشة المكان الأول الذي ضم وأحتضن المسلمين الأوائل عند هجرتهم الأولى وهربهم بدينهم وفرارهم من كفار مكة. وبالرغم من أن الصلات بين الأحباش والمسلمين كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم طيبة وودية حتى ان ملك الحبشة اسلم من دون ان يرى الرسول الله عليه وسلم وصلى عليه صلاة الغائب عندما مات، إلا أنه بدأت بعض الاحتكاكات بين الأحباش والدول الإسلامية بعد ذلك منذ عهد عمر بن الخطابويذكر أن ميناء جدة تعرض لغارات الأحباش مما اضطر المسلمين لرد عليهم العدوان وفي عام 83 هـ – اضطر المسلمون لاحتلال مدينة قريبة من الحبشة وذلك لضمان مراقبة تحرك الأحباش، وقد وجدت بهذه الجزر نقوش عربية وشواهد قبور ترجع إلى منتصف القرن الثالث الهجري مما يدل على أن العرب المسلمين كان لهم بهذه الجزر حتى هذا التاريخ ومن هذه المدن زيلع ومدينة هرر وجما .
وقد سجل لنا التاريخ مراحل متعددة بين ممالك الطراز الإسلامية ومملكة الحبشة المسيحية فقد طمع الأحباش في مد سلطانهم لهذه الممالك التي بحكم موقعه الستراتيجيا في منطقة القرن الأفريقي في التجارة الخارجية عبر المحيط.
وقد أرسلت الملكة " هيلانة " ملكة الحبشة في عام 1510 رسولاً إلى الملك " عمانويل" ملك البرتغال بهدف الاتفاق على عمل مشترك ضد القوى الإسلامية، لكنها أيضاً كانت تنوي مهاجمة مكة وهي في هذا بحاجة لمساعدة الأسطول البرتغالي الذي أحرز انتصارات حاسمة على الأساطيل الإسلامية في المحيط الهندي.
وقد استجابت البرتغال لهذا الطلب الحبشي وأرسلت قوة على رأسها أحد أبناء فاسكو دا جاما، وقد منيت القوات البرتغالية بخسائر فادحة وقتل قائدها – لكن لم تستطع القوارب الإسلامية أن تحقق نصراً على الحبشة والقوات المؤازرة لها.
الدين
طبقاً لآخر إحصاءٍ وطني للسكان 2007 ،يشكل المسيحيون 66.5% مِنْ سكانِ البلادِ (43.5 % أرثوذكسي أثيوبي، 19.3% طوائف أخرى كبروتستانت وكاثوليك)، مسلمون 30.9%، وممارسو المعتقداتِ التقليديةِ 2.6% هذا يُوافقُ كتابَ حقائق وكالة المخابرات المركزيةِالامريكية.
مملكة أكسوم (في شمال شرق إثيوبيا) كَانتْ واحدة من أوّل الأممِ التي تبنّت المسيحيةِ رسمياً، عندما قدم القديس فريمنتيوس ، المسمّى آبا سلامة ("أبّ السلامِ") الى إثيوبيا، وحوّلَ الملكَ إيزانا أثناء بدايات القرن الرابعَ الى المسيحية. ويَعتقدُ الكثيرُ بأنّ بشارة الانجيل دَخلَت إثيوبيا قبل ذلك بكثير، عندما زار الوزير (المسؤولِ الملكيِ) كما وصف في الكتاب المقدس في سفر أَعمال 8:26-39 بوزير كنداكة والذي تم عماده مِن قِبل القديس فيليب، الداعية في الفصل الثامنِ أعمال الرُسلِ. اليوم، الكنيسة التوحيدية الأثيوبية الأرثذوكسية، هي جزء من كنائس الأرثوذكس المشرقين، وتعد الطائفة الأكبر في البلاد، مع وجود عدد مِنْ البروتستانت كما يطلق عليهم  في إثيوبيا باسم بنتاي(Pentay) منذ أن وَجدَوا في القرن الثامن عشرَ بالاضافة) الكنيسة الكاثوليكية الأثيوبية وجدت في القرن الثامن عشر وهي طائفة صغيرة العدد أقل من 1% وتتبع بابوية الفاتيكان.

إنّ الاسمَ "إثيوبيا" (بالعبرية كوش) مَذْكُورةُ في التوراةٍ في مرات عديدة(سبعة وثلاثون مرة). الحبشة تُذْكَرُ أيضاً في الإسلام في الأحاديث النبوية. يَعتقدُ أكثر العلماءِ الغيرِ الاثيوبين بأنّ استعمالَ التعبيرِ أشارَ إلى مملكةِ كوش بشكل خاص أَو أفريقيا خارج مصر
 المسيحية أرثذوكسية لَها تاريخ طويلة في إثيوبيا تَعُودُ إلى القرن الأولِ،  ولها حضور مهيمن في وسط وشمال إثيوبيا. والبروتستانتية لَها وجود كبير في جنوب وغرب إثيوبيا. هناك أيضا مجموعة قديمة صغيرة مِنْ اليهود، (يسمون ب بيت إسرائيل)، يَعِيشُون في شمال غرب إثيوبيا، مع ذلك أكثرهم هاجرَ إلى إسرائيل في العقود الأخيرة للقرنِ العشرين كجزء مِنْ مهماتِ الإنقاذِ التي قامت بها الحكومة الإسرائيلية، عملية موسى والعملية سليمان  يَعتبٍر بَعْض العلماءِ الإسرائيليينَ واليهودِ هؤلاء اليهود الأثيوبيينِ بأنهم القبيلة الإسرائيلية المفقودة.
الإسلام في إثيوبيا وفقاً للتعداد الوطني لعام 1994، فإن الإسلام، الذي وصل البلاد سنة 615 م، هو الدين الثاني الأكثر انتشارا في إثيوبيا بعدالمسيحية. يزيد عدد المسلمين عن 25 مليون أي 33.9 ٪ مجموع سكان إثيوبيا حسب تعداد عام 2007
يؤكد كتاب حقائق العالم المرتبة الثانية للإسلام كدين الأكثر ممارسة على نطاق واسع في إثيوبيا، مشيرا إلى أن نحو 45 في المئة من سكان إثيوبيا هم مسلمون. الإسلام هو الدين الرئيسي في عدة مناطق.
أما أحمد محمود السيد، فقد ذكر أنه وفقا لتقديرات عام 2006م، فإن عدد سكان إثيوبيا يقدر بـ 75 مليون نسمة، ونسبة المسلمين تتراوح ما بين (55-65%) من إجمالي السكان: أي حوالي 48 مليون مسلم
تمثل أول وصول إلى الحبشة (إثيوبيا حاليا) في عدد صغير من المهاجرين من الصحابة في العام الخامس من البعثة النبوية. اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم  الحبشة، كملجأ من الاضطهاد الذي كان يعانيه المسلمون في مكة، لأسباب عديدة. منها عدل حاكمها، والجوار الجغرافي، وصلة القربى بها.
كان هذا الوصول أول احتكاك. وبقيت المجموعة المهاجرة مدة من زمن ثم عادت إلى شبه الجزيرة بعد أن تركت انطباعا جيدا في نفوس أهل الحبشة من مارأوه من أخلاق حميدة من المهاجرين.وليس غريبا أن يسلم البعض من أهل الحبشة. فقد ورد في السيرة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الغائب لما أدركه نبأ وفاة النجاشي وأخبر الصحابة بأنه كان يكتم إسلامه.
غير أن الوصول الفعلي للإسلام إلى الحبشة جاء عن طريق محورين رئيسيين،
المحور البحري
أول هذه المحاور كان المحور البحري من بلاد العرب عبر البحر الأحمر ومضيق عدن، فبعد أن استقر الإسلام بجزيرة العرب نقلت الدعوة خارج الجزيرة، ففي سنة عشرين هجرية أرسل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضى الله عنه سرية بحرية لتأديب قراصنة البحر الأحمر من الأحباش، ورغم عدم توفيق هذه السرية، إلاأن الدولة الأموية أرسلت قوات بحرية احتلت جزر (دهلك) قرب الشاطئ الإرتري، واتخذت الدعوة الإسلامية طرق التجارة، فانتشرت تحت جناح السلم.
وظهرت جاليات عربية مسلمة في مدن الساحل مثل (باضع وزيلع وبربرة)، وبدأ نفوذ الدعوة ينتقل إلى الداخل في السهول الساحلية، وفي صلب الحبشة، وما أن حل القرن الثالث الهجري حتي ظهرت إمارات إسلامية في النطاق الشرقي، وفي الجنوب الشرقي من الحبشة، ودعم هذا الوجود الإسلامي، هجرة بعض الجماعات العربية. وزاد اعتناق أبناء البلاد للإسلام فظهرت سبع إمارات إسلامية في شرقي الحبشة وجنوبها وهي (دوارو، وابديني، وهدية، وشرخا ،وبالي، ودارة وإمارة شوا وهي الإمارة السابقة عليها جميعا.
 وقامت عدة حروب بين الإمارات الإسلامية وملوك الحبشة الذين كانوا على صلة بالصليبين منذ الحروب الصليبية بالشام. وأسفرت هذه الاتصالات عن تكوين حلف صليبي، لعب ا لبرتغاليون فيه دوراً رئيسياً.ومن ثمار هذا المحور انتشار الإسلام بين قبائل (الاورموا والتي تشكل اعلى نسبة تواجد المسلمين فيها).
المحور البري
جاء بالإسلام من الشمال، فبعد فتح مصر استمر تقدم الإسلام نحو الجنوب وقامت قبيلة (البجاة) أو البجة الذين تمتد أرضهم من حدود مصر الجنوبية حتى حدود الحبشة بنقل الإسلامعبر هذا المحور الشمالي. ولقد انتشر فريق من التجار العرب عبره، وكانت منهم جماعات عديدة من جهينة وقيس وربيعة وعيلان. وتقدم الإسلام إلى عيذاب وسواكن وتجاوزهما إلى الجنوب، والتقى المحوران في أرض الحبشة.
وساد الإسلام النطاق السهلي الساحلي في شرقي الحبشة، كما توغل إلى المرتفعات الجنوبية. بل وصل إلى وسط الحبشة واستمر الصراع بين المسلمين والمسيحيين. واضطُهد المسلمون في عهد الامبراطور يوحنا في نهاية القرن الحادي عشر الهجري، وعندما سيطر الأورومويون على الحكم،و انتشر الإسلام بين قبائل (التقراي) في القسم الشمالي من هضبة الحبشة.
عُموماً
الإسلام في إثيوبيا يَعُودُ إلى تأسيس الدينِ الإسلامي في 615 ميلادية، عندما نصح الرسول محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه (الصحابة) للنَجاة من الاضطهاد في مكة المكرمة ويُهاجروا إلى الحبشة (التي تضم حاليا إثيوبيا واريتريا والصومال) وكان آنذاك الملك هو أصحمه بن أبجر النجاشي. علاوة على ذلك،
هناك أديان أفريقية أصلية عديدة في إثيوبيا، بشكل رئيسي واقعة في المنطقة الجنوبية الغربيةِ البعيدةِ والمناطق الحدوديةِ الغربيةِ. عُموماً، يَعِيشُ المسيحيين عموماً في المرتفعاتِ، بينما المسلمون وأتباع الأديانِ الأفريقيةِ التقليديةِ يَمِيلونَ إلى سُكُون المناطقِ السهليَّةِ الأكثرِ في الشرقِ وجنوب البلادِ.
إثيوبيا أيضاً  هي الوطنُ الروحيُ لحركةِ راستفاري، الذي يَعتقدُ أتباعُها إثيوبيا هي صهيونَ. وأن الإمبراطور هيلاسيلاسي هو السيد المسيح، وقد رفضهم الامبراطور هيلاسيلاسي وبل وطردهم لأنه كَانَ مسيحياً أورثوذوكسياً.
مرت اثيوبيا خلال تاريخها بالعديد من الحروب والمشاكل العرقية والقومية وحروبها تزيد عن اربعة قرون حتى جاء منيليك الثاني وهو يعتبر مؤسس اثيوبيا الحديثة بعملية ذبح جماعي للقوميات المناضلة كالاورميين والصوماليين والعفر والهرررين وقام بمجازر شنيعة استطاع من خلالها تثبيت حكمه وتأسس الامبراطورية الاثيوبية ولكن حكم لم يدم حيث اصابه مرض الجذام فمات متعفن واخفت الكنيسة نباء وفاته لعدة سنوات حتى لا ينفلت الحكم من يدهم وتعود الممالك الاسلامية من جديد ثم جاءت الفترة التي يعتبرها بعد الاثيوبيين وخصوصا من النصارى مرحلة النهضة الحبشية ابان حكم الاقطاعي الظالم هيلي سيلاسي وتعتبر هذه الفترة جيدة كوضع اثيوبيا اقتصاديا ومكانتها العالمية حيث كان البر الاثيوبي يعادل الدولار الامريكي بالاضافة الى ان اثيوبيا قدمت مساعدات انسانية ابان المجاعة في دولة الهند والصين وايضا قدم السلطان العفري على مرح اخر سلاطين المسلمين بدعم الحرب العربية مع اسرائيل بتقديمه الابل والمواشي لهم وكذلك الامير اباجيفار وهو اخر امير اسلامي منضوي تحت حكم الامبراطورية المسيحية ان ذاك ولم يدم ذلك طويل حتى انقلب عليهم هيلي سيلاسي واستولى على بلادهم توفي الامير اثر مرض الم به الامير اباجفار ام السلطان العفري فقد هرب الى السعودية ابان حكم الدرك وعاد الى البلاد في عهد التحرير وكانت هذه الفترة مستقرة نوعا ما الا ان جاء الاستعمار الايطالي الذي احتل اثيوبيا لكنه لم يدم طويلا حيث عاد الامبراطور الى الحكم بعد ذلك  ويعد الامبراطور هيل سيلاسي من اوائل المؤسين لمنظمة الوحدة الافريقية بالاضافة انه كان حليفا استراتيجيا لامريكا وحصلت فعهده مجاعة مما ادى الى ثورة الطلاب في الجامعات للظلم والاضهاط الذي يعانيه الكثير من القوميات الاثيوبية والدين الاسلامي حتى تم اسقاط هذا النظام وتأسيس نظام الدرك الشيوعي الدموي والذي سفك دماء العديد من المناضلين واحرق مدن وقرى على بكرة ابيها وهنا قامت العديد من الثورات في كل المناطق الاثيوبية وكانت اقواها جبهة تحرير ارتريا واجبهة تحرير اروميا والحركة الشعبية للتحرير تجراي وبعض الحركات للقوميات منها الصومال والعفر.
وفي نفس الوقت، واجه المجلس العسكري الحاكم  غزوًا من دولة الصومال في عام 1977، والتي كانت تهدف إلى احتلال الأجزاء الشرقية من إثيوبيا، والتي كانت تقطنها أغلبية من الاوروميين والصومالين. ولم يتمكن الجيش الإثيوبي من هزيمة الجيش الصومالي، الذي كانت تدعمه جبهة تحرير غرب الصومال، إلا من خلال المساعدات العسكرية الضخمة التي حصل عليها من الاتحاد السوفيتي وكوبا. و أصبحت إثيوبيا الحليف الأقرب لحلف وارسو في إفريقيا، وقد أصبحت واحدة من أفضل الدول تسليحًا في المنطقة نتيجة المساعدات العسكرية الضخمة التي كانت ترد إليها على وجه الخصوص من الاتحاد السوفيتي والجماهيرية العربية الليبية و وكوبا وكوريا الشمالية. وقد تم تأميم معظم الشركات الصناعية والعقارات الخاصة في المناطق الحضرية من قبل المجلس العسكري في عام 1975.
تمت الإطاحة بحكومة منغستو في النهاية على يد مسؤوليه أنفسهم مع ائتلاف من قوات الثوار، الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية (EPRDF) في عام 1991 بعد نجاح هجمتهم على العاصمة أديس أبابا. وقد كان هناك بعض الخوف من قتال منغستو حتى النهاية دفاعًا عن العاصمة، ولكن بعد التدخل الدبلوماسي من قبل الولايات المتحدة، فر مغنستو طالبًا حق اللجوء السياسي إلى زيمبابوي، حيث ما زال يقيم هناك حتى الآن وقد قامت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية على الفور بحل حزب العمال الإثيوبي (الذراع السياسي للمجلس)، وقامت باعتقال تقريبًا كل مسئولي المجلس البارزين بعد فترة قصيرة من ذلك. في ديسمبر من عام 2006، تمت إدانة 72 من مسؤولي المجلس بالإبادة الجماعية. وتمت محاكمة أربعة وثلاثون شخصًا، وقد مات منهم 14 شخصًا أثناء تلك العملية الطويلة، وقد تمت محاكمة 25 شخصًا، بما فيهم منغستو غيابيًا.
نظام الحكم الحالي .
سياسة إثيوبيا تجري في إطار جمهورية برلمانية اتحادية، حيث رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة. تمارس السلطة التنفيذية من قبلالحكومة، وتناط السلطة التشريعية الاتحادية لكل من الحكومة ومجلسي البرلمان. استنادا إلى المادة 78 من الدستور الإثيوبي. 94، فان السلطة القضائية مستقلة تماما عن السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية.
وعقدت ا لانتخاب لجمعية التأسيسية في إثيوبيا 547 مقعدا في يونيو 1994. اعتمدت هذه الجمعية دستور جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية في ديسمبر 1994. وأجريت الانتخابات لأول برلمان في إثيوبيا وطني اختيار شعبيا والمجالس التشريعية الإقليمية في مايو ويونيو 1995. اختار معظم احزاب المعارضة مقاطعة هذه الانتخابات. وكان هناك انتصار ساحق للجبهة الشعبية الإثيوبية الديمقراطية الثورية. وخلص المراقبون الدوليون والمنظمات غير الحكومية أن أحزاب المعارضة لم يكن ليتمكن من المشاركة
قامت حكومة الجبهة الشعبية لتحرير إثيوبيا بتقسيم إثيوبيا إلى تسع مناطق (بالأمهرية: "كيليلوتش"، ومفردها: "كيليل") حسب الأعراق. وهم:
وبالإضافة إلى ذلك هناك مدينتان ذواتا وضع خاص بالأمهرية: أستدادر أكبابيوتش:

كانت هذه الفترة من عام 1994-2000 فترة مضطربة جدا لم يكن سوى فترة تأسيس دعائم الحكم للحزب الحاكم واستهداف المعارضة التي لها مطامعها الخاصة حتى ادرك الحوب بعدها اخطاءه وقامت الحرب الارترية الاثيوبية وتحالف الشعب الاثيوبي مع الحكومة تم تعديل العديد من القوانين واستحداث العديد من السياسات وتنظيم العديد من المؤتمرات من اجل الوصول الى الحكم الرشيد وهنا لمع نجم رئيس الوزراء الشاب ملس زيناوي كقائد جديد ومحنك سياسي الا ان خصومه يعتبرونه ديكتاتوريا ومراوغ ومع ذلك استطعت الحقبة تحقيق العديد من الانجازات اهمها التعديدية وحقوق القوميات واعتماد لغاتهم في التعليم والتنمية الاقتصادية فحول دولة اثيوبيا من دولة متسولة فقيره غير قادرة على تمويل مشاريعها الى دولة معتمدة على نفسها وقوة اقتصادية صاعدة وقادرة على تمويل مشاريعها ذاتيا.
وكان ميليس زيناوي قد سعي منذ وصوله إلي السلطة إلي تأسيس نظام جديد ذي طبيعة فيدرالية, وعقب الفترة الانتقالية الأولي التي استمرت 3 سنوات جري إعلان الدستور الاثيوبي في 1994 الذي قام علي أساس مبدأ فصل الدين عن الدولة وعلي إقامة نظام حكم برلماني تكون السلطة فيه بيد الحكومة صاحبة الأغلبية في البرلمان, وتنقسم الهيئة التشريعية التي تسمي المجلس الاتحادي البرلماني إلي مجلسين هما المجلس الاتحادي ومجلس النواب. حيث يتم انتخاب أعضاء المجلس الاتحادي وعددهم 117 عضوا بواسطة المقاطعات الإثيوبية التسع التي تتكون منها إثيوبيا والتي تم تقسيمها علي أساس الانتماءات القومية المعتمدة علي الأصول العرقية, بينما ينتخب الشعب 54811 نائبا لمجلس النواب.
تسود بعض المخاوف لدي المعارضة من تكرار سيناريو الانتخابات السابقة عام 2005, الأمر الذي يعكس حالة المخاوف المتزايدة من عدم قدرة النظام الحالي علي تحقيق استقرار داخلي يؤدي إلي تحقيق التعايش الوطني والديني في إثيوبيا التي ما زالت تعاني من الاحتقانات والتفاعلات الصراعية المرتكزة علي العرق والدين في دولة تزخر بتنوع هائل يحتوي علي أكثر من83 قومية/ إثنية لمجمل تعداد السكان الذي يبلغ حوالي 90 مليون نسمة في الوقت الحالي الا ان انتخابات عام 2013 والتي حقق فيها الحزب الحاكم نتائج مبهرة استطاع ان يشكل الحكومة بغالبية ساحقة اعترفت بها المعارضة وخصوصا ان الحكومة دخلت ببرامج ومشاريع جبارة نالت ثقة الشعب.
ووصفت أحزاب "التحالف من أجل الوحدة والديمقراطية" و"الحركة الديمقراطية لشعوب اثيوبيا"و"جبهة العدالة والقوى الديمقراطية" انتخابات المجالس المحلية ومجالس المدن، بأنها أجريت بأسلوب سلمي ونزيه وديمقراطي.
وقال سيتوتاو فولا رئيس حزب "كينيجيت" إن الانتخابات اجريت بشكل اكثر ديمقراطية ونزاهة من أي انتخابات شهدتها اثيوبيا من قبل، مضيفا أن حزبه على استعداد لقبول نتائج الانتخابات.
غير أنه يمكن ملاحظة أنه رغم إعلان مبدأ الفيدرالية وعلمانية الدولة طبقا للدستور, فان هناك مثلثا يسيطر علي السلطة يتمثل في تحالف بين الديانة المسيحية واللغة الامهريه والقومية المسيطرة في تحالف ثنائي بين الأمهرة والتجراي.
وهذا المثلث الذي يعبر عن أقلية عددية يظل هو الحاكم والمسيطر علي بقية مكونات الطيف الاثيوبي, حيث ظلت المسيحية الأمهرية أو التجراوية في صراع دائم مع بقية المكونات العرقية الاخري التي تمثل هوية إثنية ودينية مختلفة كالأغلبية الإسلامية للارومو والعفار والصوماليين والهرريين وغيرهم. ومن الواضح أن سيناريوهات ارتباط الدين بالسلطة وتأثير ذلك علي المجتمع تعتبر واحدة من المشكلات والمهددات لعملية التعايش والاندماج الوطني في إثيوبيا.
-
السعي إلي بناء الأمة
يسعي الدستور الاثيوبي الحالى إلي استنباط بعض الحلول للتعددية الهائلة ومسألتي الاثنية والدين, وغياب ما يمكن تسميته الوحدة الوطنية الإثيوبية, وذلك من خلال النص علي إقامة حكومة فيدرالية ذات نظام ديمقراطي برلماني ترتكز فيه العملية الفيدرالية علي الأساس العرقي واللغة والإدارة, حيث حملت أسماء الولايات الصفة العرقية المعبرة عن الهوية الثقافية والسياسية للقوميات الكبيرة. وبالإضافة إلى ذلك وبغرض إيجاد صيغة مرضية للتعايش جري النص علي المساواة بين اللغات علي أن تكون الأمهرية لغة عمل للحكومة الفيدرالية.
ولعل أخطر مواد الدستور التي سعت لمعالجة المشكلة العرقية هي المادة 39 التي منحت جميع الأمم والقوميات والشعوب الإثيوبية الحق في تقرير مصيرها بنفسها بما في ذلك الانفصال, مع تقييد ذلك بعدد من الإجراءات التي تستوجب تصويت ثلثي أعضاء المجلس التشريعي لصالح الانفصال, مع تعريف محدد لمصطلحات الأمة والقومية والشعب, وهي الفئات التي يحق لها الحصول علي حق الانفصال, حيث يجري بعد ذلك استفتاء خلال 3 سنوات.
أما فيما يخص المسألة الدينية, فقد قرر الدستور مبدأ فصل الدولة عن الدين حيث فصل ذلك في ثلاث فقرات تنص علي عدم وجود دين للدولة وعلي عدم تدخل الحكومة في شئون الدين وعلي ألا تتدخل الأديان في شئون الدولة. حيث ظهر واضحا أن دستور1994 م يعبر عن حلقة جديدة في سلم تطور النظام السياسي الإثيوبي الذي بدأ ملكيا ثم تحول إلي النظام الامبرطوري, الذي أعقبه الشمولي العسكري وأخيرا الديمقراطي البرلماني الفيدرالي, الذي سعي من خلال تبني علمانية الدولة, إلي خلق مجموع وطني إثيوبي موحد, تذوب فيه عصبيات الانتماءات الدينية والمذهبية المتعددة والصراعات الإثنية المعقدة.
ولكن من الواضح أيضا أن التجربة تعكس وتحمل الكثير من التناقضات فى داخلها, فتجربة التعايش الوطني ما زالت متأثرة كثيرا بطبيعة التشكيل والتكوين ذى الطابع القومي للعرقيات الإثيوبية, فإثيوبيا تعتبر متحفا للقوميات المتجاورة وليس للتعدد العرقي البسيط أو المعروف, فإذا كانت القومية تعبر عن جماعة متجانسة ومتماسكة وذات هوية واحدة تجمع وتوحد بينها مشتركات وروابط العرق والدين واللغة والثقافة والتاريخ في إطار رقعة جغرافية محددة, فهي تنطبق علي الأوضاع العرقية الإثيوبية, فهي ليست ذات طبيعة قبائلية أو عشائرية مثل الصومال, كما أنها ليست قبلية أو طائفية أو جهوية مثل السودان, حيث تختلف في هذه الناحية عن بقية المكونات الاثنية في القرن الافريقي.
والشاهد أن الاثنيات الاثيوبية تتميز بخصوصية وتفرد الحدود والتباينات الفاصلة علي المستويات السلالية واللغوية والثقافية والدينية, فالقومية الأمهرية بانتمائها إلي السلالة السامية ولغتها الأمهرية ذات الأصول السامية أيضا وديانتها المسيحية الأرثوذكسية وتطورها التاريخي تعد مختلفة بشكل كلي عن القومية الاورومية بأصولها السلالية الحامية ولغتها الأورومية وغالبيتها التي تدين بالإسلام. وعلي هذا النمط يمكن تصور بقية الخريطة الاثنية( القومية) الاثيوبية التي تضم قوميات كبيرة لها أيضا خصوصياتها مثل التجــراي والعفار الصومالية, السيداما, القراقي, الهررية, الهوبة, الكامباتا, والمكونات العرقية في مناطق بني شنقول وقامبيلا وإقليم الجنوب. كل هذه التراكمات أدت إلي أن يصبح التكوين الاثيوبي الداخلي عبارة عن ( دولة الدول القومية المتحدة) التي ما زالت تعاني من عدم القدرة علي صياغة وخلق أمة إثيوبية أو قومية إثيوبية, تجمع بينها قواسم العيش المشترك والمواطنة والتعايش القومي أو الوطني بطريقة تسمح بتجاوز الخصوصيات القومية للإثنيات الاثيوبية, الأمر الذي قد تكون مآلاته مطالب تقرير المصير أو الانفصال أو( الاستقلال) كما في حالة إريتريا. 
-
غياب ميليس زيناوى 
فى العشرين من أغسطس 2012 توفى ميليس زيناوى فى احد مستشفيات بروكسل بعد احتجاب عن الحياة العامة لأكثر من شهرين، تاركاً بصمته في مختلف مناحى الحياة الإثيوبية، الأمر الذى يعنى ان رحيله سيترك فراغا كبيرا، ويثير العديد من الأسئلة حول استقرار واستمرارية النظام الذى سهر عليه، فمع كل الترتيبات الفيدرالية والديمقراطية التى أرساها، إلا أن زيناوى بشخصه كان يجسد كل السلطة في إثيوبيا، فرغم مظاهر الديمقراطية مثل الانتخابات الدورية والحرية النسبية للإعلام. . الخ، فإن جبهة التجراي الحاكمة بزعامته، رغم حرصها طوال الوقت على بناء تحالفات مع النخب وسط كل القوميات، فإنها ظلت حريصة أيضا على الاحتفاظ بالهيمنة على الجيش والأمن ومفاصل الاقتصاد.
-  قيادة جديدة 
تولى نائب رئيس الحكومة الاثيوبي "هايلي مريام ديسيالجين" رئاسة الوزراء بموجب الدستور الاثيوبي بعد أن أدي القسم أمام البرلمان، وذلك لكى يكمل مدة زيناوى فى الحكم والتى كان من المقرر ان تمتد الى عام 2014. ويبلغ ديسالجين 47 عاما، وكان مسؤولا عن حقيبة الشؤون الخارجية خلال حكم زيناوي الذي حريصا على الدفع به إلى أن أصبح نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية. وديسالجين لا ينتمي إلى شعب "التيجراي" الذى كان ينحدر منه زيناوى، إذ انه ينتمى إلى أصول إثنية مغايرة في جنوب البلاد. وبذا فان توليه لمقاليد الحكم يشير إلى عوامل مستجدة بدورها على التقاليد السياسية الاثيوبية التى تجعل الحكم بيد تحالف الامهره والتيجراى، كما أن ديسالجين سيكون أول مسيحي من معتنقي البروتستانتينية يصل إلى هذا الموقع الأول في اثيوبيا ذات المذهب الارثوذكسي.
وستكون المهمة الأولى لرئيس الوزراء الجديد المحافظة على التوازنات العرقية الداخلية، وهو أمر ليس سهلا ويتطلب حكمة بالغة. ومع ذلك يمكن القول إجمالا أن رحيل ميليس زيناوي لن يؤثر على السياسات الإثيوبية الراهنة في الأجل القصير، فليس من المتوقع أن تشهد أثيوبيا تغيرات جذرية في سياساتها فى الوقت الحالى، إلا أنه لا يمكن أيضا تجاهل دور الكثير من التفاصيل التى يمكن أن تكشف عن نفسها مع الأيام. 
مادة بحثية متكاملة تم جمها من العديد من المصادر الموثوقة 

تعليقات

بلد رائع ومضياف وتربطهم بالعالم العربي علاقات تاريخية
‏قال غير معرف…
احب كوني اثيوبي

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا