لا تتراجعوا ...ابدا



ان تكون شريفا فانت منبوذ, وان تكون متدينا ومتمسكا بالسنة فانت مصنف ,وان تكون داعية وموجها اجتماعيا فانت مشبوه ,وان تكون قانعا ومكتفيا بحلالك فانت وجه فقر, وان تكون مواجها بفكرك ومبديا للرأيك فانت متغرب , وان تثور على الواقع وترفع راية الحرية فانت خائن , وان تدعو الى التغير والعدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فأنت جاسوس ,وان كنت مهذبا خلوقا فانت معقد نفسيا, كل هذا واكثر ستواجه او ربما واجه احدكم من خلال مجتمعه وحكومته بل والعالم  اجمع, وصدق من قال ارضاء الناس غاية لاتدرك لكن الواقع المعيشي يفرض على الانسان بعض الامور لا يتوقعها احد ومع ذلك الطبيعة البشرية تتأقلم مع كل جديد في محيطها وتجربة الاخوان المسلمين اقرب مثال لصمود والعمل الدؤوب ثمانين عاما من الاضطهاد والظلم ومع ذلك استطعوا ان يحققوا لانفسهم حلما لكنه لم يدم طويلا , ولأسف كان ذلك مؤلما للجميع مشرقه ومغربه وتم ماتم على ارض الواقع والكل صفق للجديد القادم .
حكى لي احد الاصدقاء وهو نابغة يحضر الدكتورة في امريكا الان انه عندما كان في الثانوية كان زملائه يبتعدون عنه في الحياة الاجتماعية والايام العادية لكن عندما يحن موعد الامتحانات يلتفون حوله  ويتزاحمون للمذاكرة معه وبعدها يفارقونه وكان في مرات عديدة يطلب من يصاحبه لكنهم يتعذرون وتعرفون السبب ؟لانه ذكي جدا وذكائه جعله شخصا غير مرغوب فيه ولوكان العكس للرأيت الناس كيف تحتفي به لان طبيعة البشر لا تحب من يتفوق عليها وتحب من يكون دونها للتسعى في تحقيق مأربها من خلاله ليس كل الناس هكذا لكن هناك من هم كذلك والتعميم خطاء والان وهو في امريكا يجد ان الناس والمجتمع في البلد الجديد والعالم الاول لهم شغف بالتعلم والاستفادة من خبرات الاخرين على عكس بلدان العالم الثالث.
ذكرني هذا الموقف ما تعرض له الاعلامي والداعية الشاب احمد الشقير من سب وشتم وقذف لا يستحق ان يذكر وكل ذلك بسبب انه كان يوجه ان تكون بلاده وبلاد المسلمين افضل من النماذج التي يعرضها لكن الحساد يتربصون بالنجاح مهما كان وكثرة الحساد والمنتقدين تعني انك لابد ان تكون الافضل وهاهي دولة قطر تتعرض هي الاخرى لهجمات بسبب سياستها تجاه الوضع في المنطقة وبقيت وحيدة في محيطها وتألب عليها القاصي والداني وفتحت عليها ملفات كانت طي الكتمان والحال يقول لهم اما تكون معنا اوضدنا.
الانسان شخص مستقل بذاته وله قرارته وطريقته المعيشية في الحياة وتوجيه يتم عبر ما هو صحيح وماهو خطاء ويتمثل في دور الوالدين والمربي وخصوصا اذا كان في مرحلة الطفولة والمراهقة لكن لابد من تعزيز شخصيته ليكبر ومعه شخصيته وليس ان يكون مثل فلان وعلان وانما هو لأن الشخص باعتباره مخلوقا ميسرا له النجدين فإما شاكرا وإما كفورا وهو حسب الطبيعة ولد وحيدا ولله في خلقه شؤون وسيموت وحيدا ولله في خلقه شؤون وسيحشر وحيدا ولله في خلقه شوؤن فلماذا يتم تذويب شخصيتك  في المجتمع وتكون كما هم يريدون وتسمع لما يقولون وتتألم لما يتمتمون ,لا تبالي بهم بل انطلق للنجاح واسمع منهم المفيد وصححه واترك الباقي للمزبلة وسترى ايهم يبقى ذكره بعد الممات.
ان شخصيتك الاعتبارية لابد لك من تنميتها وتنمية قدراتك على اتخاذ قرارتك ولا تأبه بالاخرين وما سيقولونه عنك ففي النهاية انت من يقرر نجاحك لقد رأينا كيف تم خيانة رئيس جمهورية مصر العربية الشرعي محمد مرسي وكان الكثير من مستشاريه يحذره من خيانة الجيش والاعلام ورجال الاعمال  له ولكنه وضع ثقته كله في جماعته والشعب و في النهاية سحب البساط من رجله وها هو خلف القضبان ولو انه استخدم استراتجية اردوغان بالعسكر والاعلام باشغالهم بالامور الهامشية ومن ثم الانقضاض عليهم بالمحكمات وتعزيز ثقة رجال الاعمال فيه ومنحهم الكثير من التسهيلات وتشكيل قوة مخابراتيه خاصة بالثورة لكان اليوم اقوى واصلب من الحديد لكن كثرة القيل والقال والاستشارات من عدة جهات ونفاق العسكر ودول الجوار والارتباك في القرارات سنحت الفرصة للثعابيين ان تخطط وتقدر وهاهي الان تريد اجتثاث الاخوان من بكرة ابيهم صحيح انهم استطاعوا ان يحاصروهم جسديا لكن لااحد يستطيع ان يحارب الفكرة فالفكرة من الصعب ان تمحا بهذه السهولة والفكر الاخواني هو فكر متأصل يخدم قضية الكثير من المسلمين يطمح اليها ويتتطلع الى تحقيقها وهي اهداف ايمانية وتربوية و اسرية و اجتماعية وسياسية واقتصادية و دينية وفكرية .

ان المتأمرين لا يردون للشخصية الاسلامية ان تكون شخصية مستقلة شخصية اعتبارية في المجتمع لها مكانتها الاجتماعية  انهم يريدونها شخصية درويشية مجالها هو ان تسمع السلطان وتعطيه الولاء مقابل المال ويمارس السلطان سلاطته من خلال سلطتهم الدينية ونعيش ايام العصور الوسطى بينما التطلع والحلم والحرية والتعبير عن الرأي وخدمة المصالح العامة وارضاء الخالق خطوط حمراء لأن ذلك سيكون سبب من اسباب ضياع السلطان والسلطة من ايديهم ولولا الطمع والجشع الذي فيهم لما كانوا خلف الامم.
التشكيل الجديد للشعوب سيتم الأن من خلال الاعلام وهو ان يكون الشعب عبدا للمال وفاسدا والثاني الانحلال وانتشار الرذيلة وجعلها امر شائعا وتعظيم الكوادر الفنية والرياضية باعتبارهم نجوم وقادة وقوالب جاهزة للتقليد وام الثالث وهو الاخطر ان تكون المخرجات التعليمية عمال وموظفين وليس قادة ورجال فكر وسياسة وارادة وقادة في الجيش والشرطة والقضاء لان المناصب العليا والقيادة ستكون عبر الوراثة كابر عن كابر وتعيش الشعوب حياة الاقطاعية من جديد بينما العالم يتطلع للصنع الاقمار الصناعية والتكنولجيا الحديثة واقرب مثال هي ايران التي يخشها العرب قبل الغرب نموذج للدولة وضعت بصمتها رغم كل تلك الحواجز التي بينت والحروب التي صنعها العرب والعجم للمحاربتها ومع ذلك لم تتراجع بل ثبت وانتم ايضا اثبتوا وقاموا ومانعوا وهكذا سيعود ماتم تم سلبه ولو طال الزمن بكم .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا