الخلافة ليست شماعة

أعلنت داعش الجناح الجديد لتنظيم القاعدة والعدو الاول للنظام العالمي الامريكي الخلافة الاسلامية وأعلن هذا البيان ابوبكر البغدادي من خلال خطبة الجمعة وانه صار خليفة للمسلمين ودعاهم هذا الجديد الى بيعته و الهجرة الى البلد الاسلامي الوليد(مسلسل  إسلامي جديد في هذا الموسم الرمضاني) وقد اصيبت العديد من البلدان بحالة هستيريا من هذا الحدث المعقد فهمه في فصوله وتشابكه بالمصالح الدولية التي تحوم حول من يقف وراء هذا التنظيم العالمي الجديد .
فشل العراق كانت له اسبابه الظاهرة وخصوصا أن البلد قد إنقسم على نفسه بين طائفية متنطعة وعرقية متعصبة وتنافس دولي واقليمي على بسط نفوذهم فيها مما ادى الى الحالة شبه سقوط او افلاس سياسي رغم الجهود التي بذلت سواء بالقوة والديمقراطية لكن الفشل كانت هي النتيجة النهائية مما ادي الى ثورة عربية سنية ضد الشيعة ودولة فارس الاسلامية وقيام خلافة ارهابية على يد تنظيم داعش المشبوه في تمويلاته على ارض كانت امريكا بلد الحرية والديمقراطية تتفتخر انها حررتها من ديكتاتورية صدام حسين .
أعتقد ان إعلان الخلافة من قبل داعش جاء سريعا في ظل ظروف الحرب التي تخوضها مع الجيش العربي السوري والمعارضة السورية المعتدلة والجيش العراقي والمليشيات الشعية الايرانية واللبنانية وهذه الحروب طبعا لن تسمح للداعش في ادارة الدولة الجديدة بشكل منظم و تحقق الانجازات ولا يعني اعلان الخلافة ان داعش كسبت المعركة النهائية فإيران لن تترك الملعب لهم بهذه السهولة وحتى دول الخليج العربي لن تسكت طويلا على هذه المسرحية لكنها تخشى الدخول في لعبة فيها اطراف دولية واقليمية قوية وخصوصا ان داعش استطاعت ان تبعد تركيا من الملعب العراقي وهي تعتبر اقوى دولة سنية في الشرق الاوسط .
داعش اليوم هي بحاجة الى الولاءات اكثر من حاجتها للاعداء لكن السياسة المتبعة الان في داعش هي سياسة الحرب وحرق الاخضر واليابس وكانها عاصفة استوائية تتحرك في اتجاه اقتلاع لكل مخالف لها دون اي اعتبار للحقوق الانسانية والدينية والاخلاقية ,وتاريخها الاسود في التطرف والهمجية والتنطع في الاحكام الشرعية والحماس الزائد عن اللزوم في اعلان الدولة الاسلامية في العراق والشام ورسم حدودها وهدم الاضرحة وقتل الناس بدون محاكمات وادلة تثبت تطورهم او ادانتهم بالتهم الموجه اليهم واستخدام الاساليب البدائية من صلب وقتل جماعي يصب في مصلحة اعداء الاسلام اكثر من مصلحة اقامة الاسلام .
الخلافة الاسلامية ليست شماعة للتحقيق المأرب الجماعية والفئوية وإن كان هوبحد ذاته حلم يتطلع اليه المسلمون في العالم وخصوصا مع انعدام مرجعية اسلامية معتبرة يعتمدون عليها كما للشعية مرجعية معتبرة ومحترمة وكلمتها تسري على الجميع لكن هذا الحلم لايمكن أن يلطخ ويصبح كابوسا على الناس وتصبح الشريعة الاسلامية مصدر خوف وقلق ولا مصدر انتقاد واستهزاء وتشوية صورة الخلافة الاسلامية من خلال جماعة ارهابية هو بحد ذاته يدخل ضمن المخطط الصهيوني الذي يهدف الى تدمير هذا الحلم نهائيا كما تم تدميره على ارض الواقع .

ان الخلافة الاسلامية ستعود ولكنها ستعود بيد سواعد بناءة وان طال الزمن فإن الرسول صلى الله عليه وسلم وعد انه في اخر الزمان سيبعث الله لنا خليفة من آل البيت المحمدي اسمه محمد وهو المهدي المنتظر الذي سينشر العدل والسلام ليس في العالم الاسلامي فحسب بل العالم كله  .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا