التدين بين الزيف والتطرف



اللحية تلك السنة النبوية العظيمة والتي كانت سمة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وحث على إعفاءها صارت اليوم وبكل اسف وأسى مظهرا أكثر من ان تكون التزاما وعبادة وصار الكثير من تجار الدين يستخدمونها في خداع الناس وإستغلالهم والتلاعب بعقيدتهم ومعتقداتهم وهذا زاد الطين بله بل ان كثير من هذه الشخصيات المظهرية صارت اذرع للمخابرات سواء المحلية او الاقليمية او الدولية بل تجد منهم من لا يفقه في الدين اصوله وواجباته لكنه فالح في الجدال والتصنيف والتكفير وكثير من هؤلاء تم زرعهم في المساجد والجوامع يرفعون شعار التصحيح والدعوة وهم دعاة الى الضلال والتضليل والزيف ومهمتهم الاساسية التفريق بين المسلمين واستغلال الشباب والعوام وفرض انفسهم كقيادات جديدة ومن ثم نقل الاخبار والمعلومات للاجهزة الامنية التي تهدف الى محاربة الارهاب والتطرف الديني بالاضافة الى تدمير الصورة المثالية للشيخ والداعية الرباني  واسقاط صورتهم امام العامة ليحل محلهم دعاة محسوبين للسلطة والدينار


لاريب ان العالم الاسلامي يعيش هذه الاوقات ايام عصيبة وهجمة شرسة من اطراف عديدة تذكرنا بالحديث الشريف حين تنباء الرسول صلى الله عليه وسلم بأن هذا الدين سيعود غريبا كما بدأ غريبا فطوب للغرباء ,الهجمة ليست على القيادات والرموز والتيارات الحزبية  فهي حتما راحلة والموت مصير كل انسان انما الهجمة الأن على الشعائر الدينية والتزام الاسلامي والسنن النبوية الشريفة ومن مظاهر هذه الحرب هو انتشار التدين الزائف والمخادع والذي كتبت عنه في مقالة سابقة وتجار الدين الذين يظهرون امام الناس بمظهر وفي السراء هم اشد الناس عشقا للمحرمات من الفاسق المجاهرواغلبهم طلبة علم يدرسون الدين والشريعة الاسلامية ليس بهدف التعبد والمعرفة وانما التكسب والاسترزاق منه وهم غالبا من اسر فقيرة والفقر مصيبة ينزع الورع من الشخص ويطوعهم للفعل اي شيء مقابل المال وهناك حالات سمعتها للمدرسين للقرآن الكريم يغتصبون فتيات في عمر الزهور وهناك من اختلى بزوجت من يكفله ويطعمه وهناك من سرق اموالا للايتام واوقاف للدعوة وهذه الحالات اعرفها بأسمائها وكانت لي تعليقات على تصرفاتهم من التشدد واظهار الامتعاض للبعض الافكار وهاهم من اسواء الناس مرضا بتلك التصرفات الطائشة وهذا اثر على سمعت المتدين والتدين والالتزام لأن هناك من صدم بهذه الاخبار وبدأ يشك في كل المتديين الربانيين وهم كثر ان شاء الله لكن مثل هذه الحالات لابد من مقاومتها وتعريف الناس بمعايير الالتزام والتدين .


الصورة للالتزام تهتز بسبب التدين المزيف والتطرف وهو الوجه الاخر للإنحراف التدين والاعلام له دور في تشوية الصورة الحقيقة للتدين على حساب المنحرفين عنه حتى اصاب الناس رهاب من الاقتراب للمساجد او التعامل مع الشيوخ وتصنيفهم حتى ان احد المصريين اخبرني انه في ايام انور السادات حاكم مصر تم تغيير قاموس التخاطب بين الناس فكان من خوف الناس ان يقول الاخوة لمن يستفسر انتم اخوان؟اي اخوة بالدم بالرد نعم نحن إخوات بدل اخوان خشية الارتباط بالجماعة وهذه احدى ارصاهات الرهاب من اي شيء يرتبط بالتنظيمات والجمعات الاسلامية التي تملاء الساحة.


إن ما تقوم به بعض الجمعات الاسلامية المنحرفة من ارهاب وقتل واعدامات وتدمير للمباني والقبور والتماثيل التاريخية بإسم الاسلام وهم ابعد الناس عنه صب على الامة  مصائب وفتحت عليهم ابوابا احرقت  الاخضر قبل اليابس واصبت الكثير بالذعر  والخوف رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما فتح مكة القى على اهلها الامان والطمائنية وهو ما كان يدعو ا اليه الاسلام وليس ان الجهاد فرصة للرضاء الغريزة الانتقامية والوحشية البربرية على المخالف ايان كان .


لقد اصاب الامة بلاء الله اعلم من هو المستفيد منه اهو ابليس الذي حذرنا الله منه ومن مسالكه ام اسرائيل الذين ادعوا انهم ابناء الله واحبائه وطموحاتهم في اقامة دولة ممتد الحدود من الفرات الى النيل ام امريكا التي يسيل لعابها من الثروات النفطية في البلاد الاسلامية ام مجهول من بيننا يريد ان تكون الكلمة له كما نادى فرعون في قومه انه ربكم الاعلى  ام ابو جهل العربي ظهر مرة اخرى و يريد ان تكون الزعامة بيده كل هذه ارهاصات لما تعيشه الامة من مصيبة التدين الزائف والتدين المتطرف ربما تديره الجهات المذكورة سابقا او انها مصيبة وردة في الحديث الشريف ان في اخر الزمان سيكون المتدين الحق كالقابض على الجمر وهي من علامة قيام الساعة.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا