اصنع المعروف وارمه البحر





المجتمع هو كتله واحدة يعضد بعضهم البعض ويشد من ازره سواء كانوا اخوه او ابناء عم او ابناء خالة او جاره او قريبه البعيد او حتى زميل او صديق او مواطن من نفس القرية او البلد او حتى العرق وهذا المجتمع بالتعاون والتحابب هو مجتمع سعيد يعيش الرفاهية الاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية كما نظر لها ارسطو في المدينة الفاضلة لكن من خلال الواقع الذي نعيشه نرى ان العكس هو الحاصل وان القريب هو ابعد الناس منك والاخ اشد عدوة من الغريب وكأن العكسية تعادل الاجابية وبالنظر الى السيكلوجية في الانسان نرى ان الخير والشر خلقت فيهم بالتساوي وهنا يأتي دور التربية والبيئة والمجتمع والدين والقانون في تصفيف المصفوفة الخيرية والشرية في الإنسان اما شاكرا واما كفورا.
وقد يلعب القدر دورا في تهذيب الانسان وتربيته وقد حصلت فعلا في الكثير الشخصيات المشهور في التاريخ البشري فمن انسان فاشل يتحول بسبب فعل مقدر الى انسان ناجح ومن انسان مدمن بفعل فاعل يتحول الى موجه اجتماعي وهلم جرا وهذا كله تم لأن الانسان مخلوق فيه الخيرية مهما كانت نسبته ففي النهاية ربما يصحا ضميره بيد مقلب القلوب .
ان الاحسان والخيرية والتعامل الانساني هي صفات الانسان المعتدل والشخص الحر الواثق من نفسه العزيز وان كان خادما لقومه فكما قيل قديما خادم القوم سيدهم وهو شخص ناجح بكل المعايير المعتمدة دوليا فالام تريزا لولا حنيتها وانسانيتها لم اشتهرت ونيسون منديلا هو كذلك والشيخ ابن باز رحمه الله هو ايضا مثال للانسانية والاخلاق الحميدة ولا ننسى الدكتور السميط الذي ضحى عمره كله في نشر الاسلام والخير في القارة السمراء فالنية الحسنة والاخلاق الحميدة وحب مساعدة الاخرين والتضحية من اجلهم ليست ضعفا او هوانا بين الناس وانما هي بحد ذاتها الشجاعة والاقدام والقوة  قد تتفاجأ ان بعض الناس الذين ساعدتهم في محنتهم او قدمت لهم ضحية من اجلهم ان يعتبروا ذلك ضعفا منك او حاجتك لهم او انك مسخر لهم ومن ثم بعد زوال المحنة تجدهم اشد الناس لك عدوة وقسوة وحسد ا وكرها لك وهي طبعا صفات الحقيرين او بين قوسين صفات العبيد لان اليهود المستعبدين في مصرمن قبل الفراعنة كانت حقارتهم ووقاحتهم مع نبي الله موسى جليه وكان سببه انهم مروا بمرحلة العبودية التي زرعت فيهم هذه الاخلاق الحقيرة وقس به على الاخرين من هم من نفس مستوى حقارتهم.
الكثير من تلك الحالات نكران الجميل والجحش بها موجودة في المجتمع وهي ليست خاصة بجنس او لون او وطن بل هي موجودة في القرية والمدينة وفي الدول المتقدمة والدول الفقيرة ولا محسوبة للدين معين  او عرق معين بل هي اخلاق تراكمت عبر عدة مراحل اساسها سوء التربية وقساوة المجتمع وهنا تأتي النصيحة الغالية التي تداولت عبر السنين وصارت حكمة عالمية الا وهي اصنع المعروف وارمه في البحر ولا تنتظر ان تقابل من الشخص الذي احسنت اليه اي مقابل وان كان في نفسه شيمة من شيم الاسياد قال لك شكرا او دعى لك لكن انتظر الاجر والمقابل من الله لانه لايضيع اجر المحسنين.
قالت العرب قديما "سمن كلبك يأكل" هذا المثل يدل على ان العرب كان فيهم من ينكر المعروف ويقابله بالاساءة لكن استخدام الكلب في هذا المثل نفسه يعتبر نكران  لوفاء الكلب فهو معروف عنه الوفاء والاخلاص للصاحبه وما سمع احد ان كلبا نكرا معروفا لمحسنه بالعكس هو يحرص ان يرجع المعروف اضعافا مضاعفة لذلك تجد الغربي او الافرنجي يفضل الكلب على الانسان في بعض الحالات  لان ثقتهم في الكلب اقوى من ثقتهم من انسان لايعرفه فظلم الكلب في هذا المثل يعتبر نكران لوفاءه فلو قيل سمن ثعبانك يلدغك او سمن اسدك يأكل لكان ابلغ وافصح من استخدام عنصر حميد في ذم خبيث.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا