لو كنا طيبين لكنا حالنا افضل بكثير

في السابق كانت الغلبة والسيطرة لأقوياء والاشرار وكانت نزعت الشر تغلب على الملوك والتجار وحتى بين الاخوان والعائلة الواحدة كما حصل مع قابيل وهابيل ابني ادم عليه السلام ولكن من رحمة الله تعالى ان بعث الرسل والانبياء للتهذيب السلوك وتعزيز الروح الانسانية والايمان بالاخرة وتوحيد العبادة لله تعالى  فكانت اثارها ان انقذت البشرية من الانزلاق في وراء مغريات الشيطان الذي هو العدو الاول للانسان ويسعى دائما لزرع الشر فيه والنيل منه وان يشاركه نار جنهم في الاخرة ه .

لقد جاءت رسالة الاسلام لتنشر الخيرية والسلام ولتتمم مكارم الاخلاق وتعزز رسالة الانبياء السابقين الذين دعوا الى توحيد الله ومحاربة الرذيلة والشر والمتمثل في الشيطان الرجيم وكانت نموذجا رائعا صنع حضارة حولت اقواما كانوا وحوشا وضواري في الصحاري الى امة رفعت من شأنها وبنت حضارة وقامت على اساسها الرسالة المحمدية التي انتشرت في اقصى العالم ونشرت معها الخير والعلم وكانت نبراسا للحضارة الحديثة وملهمة لنظريات العصرية سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي فكانت اعظم مبادئ تكونت منها القوانين في كل ارجاء العالم  .

كل هذا كان من روح الاسلام وكل تلك الكلمات هي مقدمة لقصة انسانية  حصلت في امريكا حيث اتصلت احدى مراكز التسويق السوبر ماركت للتبليغ عن  عملية سرقة تحصل في متجرهم فسارعت الشرطة للحضور وعند القبض على المتهم تبين وهي امراءة انها سرقت خمس بيضات وقالت انها لم تأكل منذ يوم فاشفق عليها الشرطي واشترى لها صندوقا كاملا من البيضات وحملها معه بالسيارة الى بيتها وفي اليوم التالي قدم لها تبرعات رجال الشرطة من وجبات مختلفة ومتنوعة وقال لها الشرطة ليست مهمتها القبض والتسلط  والسيطرة على الجريمة فحسب وانما مساعدة الانسان في محنته وهذه القصة وقعت في امريكا بين ضابط من البيض وامرأة فقيرة من السود وهي القيم التي تفتقدها العديد من قوات الامن في كثير من البلدان العالم فنحن بحاجة الى الانسانية والروح الطيبة للتحقيق السلام في مجتمعتنا .