كيف تكون إقتصاديا في حياتك؟( الجزء الأول )






الكل يحلم بأن يكون مكتفيا وغنيا من دخله سواء كان دخله صغيرا أو كبيرا والكثير يشتكي من قلة الراتب وعدم كفايتها حتى لمتطلباته الاساسية وخصوصا أن التضخم (وهي زيادة كمية المال مقابل امكانيته الشرائية الضعيفة) عامل يأكل القيمة النقدية لدخل الثابت وإن كانت هناك زيادة فإنها ستذهب إلى جيوب أصحاب رؤوس الاموال الضخمة والشركات الكبرى, لذا فزيادة الدخل لا تعتبر ذا أهمية إن لم تكن الدولة لديها قوانين إقتصادية عادلة وهي التي لا تتوفر حتى  الأن الا في بعض الدول الغنية والمتقدمة لذا كانت إستراتيجية التعامل مع الدخل في مقابل الإنفاق مهمة جدا والإستفادة بأقصى حد ممكن من الدخل وخصوصا أنها لو طبقت في مجموعات كبيرة من الأشخاص  يمكنها أن تؤثر على السوق والمعروض من السلع ويكون لها أثر على الاسعار حيث أن اغلب السلع تتمتع بمرونة وهذا النموذج موجود في بعض الدول وهي نقاط بيع في الاحياء والتي يديرها أهل الحي وهي توفر لمواطن المواد الاساسية بأسعار رخيصة جدا وغالبا ما تكون مدعومة من الدولة  او الريع الخيري و حتى امريكا يتواجد فيها مثل هذه النماذج لكنها تأتي في اطار المبادرات الفردية.
لا أخفيك أن التقشف والقناعة تصعب على الكثير من الأفراد تطبيقها وبل هناك من الأفراد من بدأ ببرنامج التقشف وفي منتصفه فضل التوقف والسبب الرئيسي هو أن الطبيعة البشرية طموحها والرغبة فيها غير محدودة بالإضافة إلى  المحيط الإجتماعي الذي يجعل من التقشف فكرة لا جدوى منها ولكن يخفى عن هؤلاء أن وضع هدف مالي لتقشف يعتبر هو العامل المهم لتوقف أو الإستمرار فمن كان هدفه التوفير فقط سوف يتحمل لمدة قصيرة ,ولكن من يضع هدفا محددا مثل شراء سيارة معينة أو منزلا أو يفتح  مشروعا استثماريا كمصنع لطوب أو دراسة مهنة من المهن ستجعل من الشخص يواصل في التقشف لحين تحقيق هدفه وأعرف نماذج كثيرة جدا وصلت إلى هدفها من خلال التقشف 

الإستقلال المالي يعتبر أمر محمس للكثير منا وهناك العديد من الكتب التي تناولت هذا الموضوع ولعلمكم أن المؤلفين أنفسهم إستطاعوا تحقيق إستقلالهم المالي من خلال تلك الكتب التي تتناول الإستقلال المالي  ويمكن للفرد أن يضع هدفا أو مجموعة من الأهداف المحددة لتحقيق الإستقلال المالي  من خلال الإدخار وإستثمار المدخرات في مشروع يدر دخلا عليك وعلى أسرتك ولكي تصل إلى هذه المرحلة عليك بالتقشف وزيادة مستوى إدخارك بالإضافة إلى تنويع مصادر دخلك وزيادتها .
الغالبية منا يظن  أن السبب الحقيقي وراء ضيق الموارد بسبب قلة الدخل لكن السبب الحقيقي هو سوء إدارة المصروفات والتي تؤدي إلى قلة الموارد , والمال لديه عدو وأعداءه هم :-
1- الإسراف    2- الدين والإقتراض وخصوصا إذا كانت بفائدة  3- الإغراء والنزعة الإستهلاكية .
ذكرت الدين كعدو للمال وخصوصا أن النظام الاقتصادي العالمي قائم على القرض والإقراض وهو ما سبب فقاعة الأزمة المالية العالمية والدول التي تعمل بهذا النظام غالبا لا تستطيع ان تخرج منه بسهولة لذلك نجد اليونان مهددة بالطرد من الإتحاد الأوربي وهناك أمثلة لدول وصل الدين العام فيها الى نسبة 400% ووصل رقم عملتها من كثرة الطبع العملة إلى ستة أصفار وهذه الدول إعتمدت على الدين كحل لأزمتها المالية ويمكن قياس ذلك على الأفراد.
تعتبر تركيا من الدول التي كانت تعد من دول العالم الثالث لكنها  إستطاعت من خلال وضع سياسات إقتصادية والإجراءات ان تعظم من الدخل وتقلل الهدر والإسراف وهو ما إنعكس على اقتصاد التركي والمواطن التركي و وصلت معدلات النمو الى ارقام  مرتفعة  وجعلها في مصاف الدول المتقدمة وإستطاعت تسديد الديون التي عليها وهي الأن تقرض الأخرين ووصلت معدلات دخل الفرد الى مستويات عالية جدا والسبب هي السياسات الاقتصادية التي تعظم الدخل بالاضافة إلى وضع الإجراءات الصارمة ضد هدر المال مثل الإسراف والفساد مثل السرقة والإختلاس وهذه الاجراءات انعكست على المواطن التركي ومستوى المعيشة في تركيا.
من الأمثلة أيضا دولة الإمارات العربية المتحدة والتي استطاعت خلال عقود أن تصبح قبلة العالم التجارية وخصوصا أنها بإستثمار دخلها في مشاريع البنية التحتية وبناء مواردها البشرية سواء من خلال المواطن او جلب الكفاءات العالية من الخارج استطاعت تحقيق طموحاتها في ان تصبح سنغافورة الشرق الأوسط وأن تعتمد على نفسها بتنويع مصادر الدخل ووضع السياسات والقوانين التي تحقق الشفافية والعدل وحماية المستثمرين  ويمثل تصدير البترول الأن  نسبة 30% من معدل الدخل القومي وهو يعتبر إنجاز يحسب لها ويعود اثره على المواطن الإماراتي ومستواه المعيشي في دولة كان البترول يمثل 90% من الدخل القومي.

مستوى المعيشة تعبير يستخدم عادة للدلالة على المستوى الاقتصادي للفرد أو الأسرة أو الدولة. ويمكن قياس مستوى المعيشة بقيمة البضائع والخدمات التي أنتجها أو استهلكها الفرد أو الأسرة أو الدولة خلال مدة زمنية محددة, ويمكن تفسير مستوى المعيشة أيضا بأنه يبنى على الأهداف التي يضعها الناس من متطلبات الحياة ويسعون لتحقيقها. فإذا اجتمع لديهم القدر الكافي من حاجاتهم بما يكفل رفاهيتهم وسعادتهم فإنهم يكونون بذلك قد حققوا مستوى المعيشة المطلوب.
كيفية قياس مستوى المعيشة ؟ يقاس مستوى المعيشة بطرق مختلفة، ولا يخلو أي منها من مشكلة في فهمنا إياها، ولا يحقق أي منها كل المعلومات المطلوبة، ويمكن تقييم مستوى المعيشة في بلد معين بمعرفة نسبة ما ينفقه المواطنون متوسطوا الدخل على سد بعض احتياجاتهم الأساسية,فقد يُسْتَخْدم متوسط الإنفاق الفردي على الغذاء مثلا وسيلة لقياس مستوى المعيشة,فكلما زادت النسبة المخصصة من دخل الفرد للإنفاق على الغذاء، دل ذلك على انخفاض مستوى المعيشة في الدولة، لكن هذا الأسلوب لا يظهر إلا المعلومات الأساسية، ولا يبين كل شيء من المستوى الحقيقي للاستهلاك. كما أن الاقتصاديين لا يستطيعون بسهولة تحديد النسبة الحقيقية التي ينفقها الفرد من دخله على غذائه، وتمييزها عما ينفقه على الأشياء الأخرى.
سوف أطلعك على مجموعة من الإجراءات والسياسات الإقتصادية الفردية والتي ستساعدك في تحقيق نمو الإقتصادي على المستوي الفردي  وقبلها لابد من وضع هدف مالي لحياتك لتحقق إستقلالك المالي .
1-أكتب أهدافك المالية ورؤيتك للمستقبل المالي لعشر سنوات أو عشرين سنة إن امد الله في العمر
2- ضع ميزانية لمصروفاتك ومداخيلك  ومقدار الإدخار المتوقع  لمدة سنة ومن ثم تقسيم هذه الميزانية إلى ميزانية شهرية وميزانية يومية ولابد أن يكون مقياس الشراء هو الحاجيات الأساسية أولا ومن ثم وبدرجة أقل  للحاجيات الأخرى وكن حذر من الإغراء والإعلانات التجارية أو التباهي الاجتماعي  اساسيات الميزانية هي
-الدخل اوالمداخيل: من أجل تمويل المصاريف والأهداف
-المصاريف او النفقات: مصاريف في المستقبل (الادخار= التوفير على المدى القصير والادخار على المدى الطويل) ومصاريف في الحاضر والتي تقسم إلى مصاريف إلزامية ومصاريف غير إلزامية. كما نصرف الأموال من أجل تسديد القروض (إن كانت موجودة ). أحيانا يتم تصنيف المصاريف إلى: مصاريف ثابتة ومصاريف متغيرة أو موسمية.
3-سجل كل المصاريف والمداخيل ومقدار المدخرات التي تقوم بها ومها كان لابد من مراقبة ذلك سواء من قبلك أو من قبل شريك حياتك أو أحد المقربين.

 قواعد لإعداد الميزانية
يجب تحديد جميع المداخيل وجميع المصاريف.
يجب الاهتمام بتحقيق توازن بين المداخيل والمصاريف.
 بناء الميزانية الشخصية تتم من خلال عملية فهم إطار المداخيل وتحديد الحاجات الحيوية في الوقت الحاضر والأهداف في المستقبل وفيما يتبقى من المال.
 بناء سلم أولويات بين الحاجات المختلفة في الحاضر كما تخصص الأموال للمصاريف في المستقبل (الادخار) يجب تخصيص الأموال لتسديد القروض التي استُدينت في الماضي.
يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار تأثير البيئة – القدرة الاقتصادية للفرد أو للأسرة، الضغوط الاجتماعية والعاطفية التي تؤثر على الأعمال وعلى سلم الأولويات.
من الأفضل التشاور والتحاور مع أفراد الأسرة والأصدقاء والبالغين أصحاب التجارب في إعداد الميزانيات.
 يتبع ......

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا