الحب بين الزمن والواقع



الحب هو أحد المشاعر الإنسانية التي زرعها الله في بني البشر وهي أكثر المشاعر تداولا في المجتمع بجميع طبقاته سواء رواية او جدالا وهي من أجمل  لحظات العمر  أو من أسوءها نهاية ، وقصص كثيرة تحكي عن هذا الحب  من قيس وليلا  والتي دارت أحداثها في الجزيرة العربية وظلت الاجيال ترويها جيلا بعد جيل وكتبت حولها المئات وربما الآلاف من الروايات والقصائد والقطع الادبية المختلفة، ومحضها ان قيس وليلى احبا بعضهما البعض وهما يافعان، وحين شاع خبر الحب الذي يربط بينهما، منعا من اللقاء فأصيب قيس بالاحباط وهام على وجهه في الصحراء وصاحب الحيوانات، وامتنع عن الأكل والشراب فاطلق عليه لقب «مجنون ليلى» وأجبرت ليلى على الزواج برجل آخر.
وبعد ان حرما من اللقاء في الدنيا، دفن قيس وليلى بعد موتهما في قبرين متجاورين


وقصة  روميو وجولييت 
ربما تكون هي من أشهر قصص الحب على امتداد التاريخ على الاطلاق، فقد أصبح روميو وجولييت صنوين للحب. وتمثل قصتهما مأساة أبدع في كتابتها الشاعر الانكليزي الأشهر وليام شكسبير. وهي قصة شابين ينتميان الى عائلتين استحكم العداء بينهما، لكن الحب جمعهما وغامرا بالارتباط بعلاقة زوجية، لكن موتهما المأساوي وحد العائلتين المحاربتين في نهاية المطاف .

 والقصة التاريخية بين كليو باترا ومارك انطونيو
فهي قصة الحب الحقيقي التي ربطت كليو باترا وانطونيو تعتبر من أشهر قصص الحب التي لا تنسى والتي تثير التعاطف مع بطليها. وقد جسد شكسبير هذه القصة، التي تخلد الحب بين شخصيتين تاريخيتين، في مسرحية مأساوية بعنوان «انطونيو وكليوباترا».
وتمثل العلاقة بين هاتين الشخصيتين اختبارا حقيقيا للحب، لقد وقعا في الحب من أول نظرة، لكن هذه العلاقة بين القائد الروماني انطونيو وملكة مصر كليو باترا أثارت غضب الرومان الذين كانوا يخشون من تنامي قوة المصريين نتيجة هذه العلاقة، وعلى الرغم من كل التهديدات، تزوجا.
ويقال أنه في الوقت الذي كان انطونيو يخوض حربا ضد الرومان، تلقى أنباء كاذبة عن موت كليوباترا، فانتحر بسيفه، وحين علمت كليو باترا بموته شعرت بصدمة شديدة ولم تحتمل ذلك فانتحرت هي الأخرى.

ام قصة صاحب تاج محل الهندي  شاه شاهان وممتاز محل
في عام 1612 تزوجت الشابة الصغيرة ارجو ماند بانو بالشاب شاه جاهان ابن الخامسة عشرة حاكم امبراطورية المغول، وتغير اسمها الى ممتاز محل. وقد انجبت منه 14 طفلاً وربطت علاقة حب متينة بين الزوجين.


وتوفيت الزوجة عام 1629 فحزن جاهان عليها حزنا شديدا وقرر تخليد ذكراها ببناء تاج محل الذي استغرق بناؤه 20 عاما وشارك في بنائه اكثر من 20 الف عامل والف فيل.
الملكة فكتوريا والأمير ألبرت


انها قصة الملكة التي ظلت في حالة حداد على موت زوجها لمدة 40 عاماً. لقد كانت فكتوريا فتاة مفعمة بالحيوية وتحب الرسم والتصميم والمرح، وقد ورثت عرش انكلترا بعد وفاة عمها الملك وليام الرابع، وفي عام 1840 تزوجت الأمير البرت.
في البداية لم يكن يحظى بشعبية كبيرة لانه الماني ثم بدأ الناس يعجبون بصدقه ودماثة خلقه واخلاصه للعائلة الحاكمة. وقد انجبت منه تسعة ابناء.
كانت فكتوريا تحب زوجها حبا جما وتعتمد على نصيحته في الكثير من شؤون الحكم.
وحين توفي البرت عام 1861 اصيبت فكتوريا باحباط وحزن عميقين، ولم تظهر على العامة لمدة ثلاث سنوات، ولكنها ظلت على حدادها عليه حتى توفيت عام 1901.


 .... هذه القصص والحكايات  جعلت من الحب رمزا لرقي والخير والصفاء والنقاء والسلام والتضحية تستمتع حين تقلب صفحات تلك القصص وتلتمس منها العاطفة الجياشة التي يمكن لها ان تضحكك او تحزنك او تغضبك فهي مشاعر تحي فيك الحس ، بينما يحجر عليه المتذمرون ويعتبرونه غير مناسبة لهم وانها تفاهات الاغبياء الا انهم يحبون ولو بطرق مختلفة قد تترجم بعنف او انحراف او حقدا على العشاق. 
ام الشعراء والادباء فهم فقهاء الحب وهم من ينسج القصائد لها ويعبرون عنها بالكلمة الجميلة ويراقصونها بفن مبدع ويلقون بها على من يروج لها للناس ويلحنها المبدعون بمختلف الأمزجة ويغني لها  الفنانون بأصوات يملأه الحزن وبعضها يملأه الشوق فالحب له ميزانه وواقعيته لأن ماسبق ذكره  موجود فقط  في التاريخ والروايات والكتب والقصائد والمسرحيات  والاغاني  .
ام الواقع فهو كأس من المتناقضات قد تفجعك احداثه او تصدمك تفاعلاتها وهذه حقيقة عن شاب عاشق ترك وطنه واهله ليعيش في الغربة ملتحفا الفقر والعوز ورفض الدنيا وما فيها سوى عشيقته التي تراه مجنونا لا يستحق منها قلبها لكنه ولهان بها ينتظرها حين تخرج ويتتبع خطواتها وينتشي حين تنظر اليه..... فهل هذا من فعل جمالها وقد رأيتها عادية ام جنونا قد  طرئ عليه وقد كان فردا  مستقيما مثل غيره ام تم سحره او هي من اعمال الشيطان يستمتع بتعذيبه او مرض من الامراض العصر النفسية  او هي ضلالات الهوى وقد اعمت بصيرته .... اوقفني هذا الأمر كثيرا لأفهم خفاياه وقد حاول العديد من ابناء جلدته الطيبين مساعدته دون جدوى وليس امامي سوى ان اقول ولحب من يتجنن ويتألم او قد جرح وخدع وصدم وضاع  ورحل ومات  وهو لا يختلف سواء  بالمكان  او الجنس كانت أنثى وكم سمعنا او ذكرا وكم رأينا لا يمكن المقارنة بين حب زمان وحب اليوم كما يقول المصريين ذلك لان المفاهيم تغيرت والثقافة مالت الى الانفتاح والتحرر والتحرير ... واحدهم قال لي انه جرب ثلاثين زيجة وفشل في الحصول على الحب فهل  العيب فيه ام فيهم ؟! الواقع مختلف ! والمعايير اختلفت كذلك . 

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا