السلطان والجاه بين أن تكون غاية أو وسيلة؟!




طالما كانت الأحلام والطموحات الشخصية وتحقيق الأهداف الذاتية هي من الأمور المحمودة والتي يشجعها المجتمع والمنظومة التربوية ولو أن أحدنا صار رئيسا أو مديرا او إعلاميا مشهورا أو علم من أعلام المجتمع فهذا يعتبر إنجازا شخصيا مهما له ولمجتمعه وبلاده فإستحقاقه لهذه المكانة جاء عن جدارة وعمل واجتهاد لكن البعض يعتبر هذا الانجاز غاية والكثير في العالم الثالث هم من اتباع هذا الاتجاه والبعض يعتبر هذا الانجاز وسيلة لغاية كبرى والكثير من قيادات في العالم الاول والثاني من انصار هذا الاتجاه .
مكمن الجدل هو عندما تكون الانجازات الشخصية للوصول الى السلطان والجاه غاية وليست وسيلة وبينهما فرق فعندما تصبح غاية فمعناه ان الشخص يعتبر ماوصل اليه هي منتهى احلامه ومناه ويسعى لتحقيق كل رغابته من خلالها لاشباع رغباته وشهواته النفسية والاجتماعية والجسدية والمعنوية وبعضهم يصل الى درجة ادعاء الالوهية كما حصل مع فرعون عندما اعلن على الملء انه اله وسعى ان ينافس اله موسى  وامر هامن ان يبني له صرحا لعله يطلع الى اله موسى وفرعون حقق كل غايته ولديه القوة والسلطة والجاه غايته قد تحققت ولم يبقى سوى ان يكون الها والعياذ بالله ,ومنهم من وصل الى انجازات شخصية وثروات هائلة من الاموال والعقارات ويعتبر ان هذا جاء بذكاءه وحنكته كما حصل لقارون تكبر واستجبر على الخلق ,ومنهم من يصل الى الرئاسة وتصيبه نشوة النصر وجنون القوة فيصير دكتاتوريا وعطشان للحروب والدماء كما حصل لمسوليني الفاشي ولهتلر النازي .
عندما تصبح السلطة غاية يصعب على الشخص أن يعيش بدونها أو حتى أن يفارق الكرسي وتصبح مفارقته لها مسألة حياة أو موت ورأينا ماحصل لكثير من الزعمات أقامت حروبا ومعارك من أجل أن تبقى على السلطة لكنهم خسروا أوطانهم وخسرهم الوطن .
لكن عندما تكون السلطة أو المنصب أو الجاه وسيلة وليست غاية ستكون هي نعمة وبصمة وبشرى وأيام سعد على الكل وتتحقق نتائج ليست على المستوى الشخصي بل على المستوى الإجتماعي والإقتصادي والتنموي وهناك نماذج على شخصيات وزعمات عالمية كانت السلطة والجاه لديهم وسيلة وليست غاية منهم المهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الزعيم الهندي الراحل غاندي الزعيم الجنوب افريقي نيسون مانديلا الرئيس السابق للبرازيل “لولا دا سيلفا والقائمة تطول  .
ولتبين الفرق بشكل أوضح بين أن تكون السلطة كغاية أو وسيلة وهو مثال واقعي وهو نموذج الكوريتين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية ,فكوريا الشمالية يحكمها رجال السلطة عندهم غاية وبلادهم تعيش اسوء حالات البؤس والفقر والإضطهاد بينما الزعيم يستمتع بذلك ,بينما كوريا الجنوبية لديها نظام ديمقراطي والسلطة فيها انتخابي والسلطة عندهم وسيلة وليست غاية فالسلطة وسيلة لتحقيق الرفاهية والتنمية لمجتمعهم ولأجيالهم القادمة فلذلك نرى فرقا كبيرا بين الشمالية القاسية والجنوبية الناعمة فكوريا الشمالة فقيرة ونظامها أعداءه كثر وتصنع الإرهاب والسلاح لتعزيز سلطلتها أم كوريا الجنوبية استطعت أن تعزز وجدها وتنميتها الإقتصادية في العالم كله وصناعتها ومنتجاتها الإلكترونية غزت العالم أجمع بتكنولوجيتها ومنتجاتها الراقية التي جلبت النعم علي شعبها وهذا ما يبين الفرق بين السلطة عندما تكون بحد ذاتها غاية او بين السلطة عندما تكون وسيلة لتحقيق غاية .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا