العام المحير والقادم الجديد2016


لقد مضى عام ٢٠١٥ بما يحمله من مآسي وكوارث وازمات وأفراح وفرص وانجازات لكن ما خفي على الكثير ان أعوام الماضية وخصوصا مع الأزمة المالية العالمية التي مازالت إرهاصاتها مستمرة الى يومنا هذا قد كشفت عن الصورة الحقيقة للرأسمالية ونظامها وسيستمها الفاشل بكل المقايس سواء على المستوى الاقتصادي او الاجتماعي او حتى السياسي وهو ما حير العلماء والخبراء في اختيار نظام جديد اخر يكون بديلا عن هذا النظام لكن أين هو البديل ؟! فالنظام الشيوعي اثبت فشله وعدم مناسبته لطبيعة الانسانية فكان نموذج الاقتصاد المختلط الذي تطبقه العديد من الدول منها الصين هو الضمان لاستمرار النظام الرأسمالي وكان من بين الأنظمة المقترحة والتي اثبت نجاحها وتناسبها مع الطبيعة البشرية هو النظام الاقتصادي الاسلامي وخصوصا ان العديد من البنوك العالمية وجدت انه من اكثر الأنظمة ربحية وقبولا للعديد من العملاء ورجال الاعمال ولكن ينقصها العديد من الدراسات ليكتمل بناءه بشكل دقيق جدا وقد عرضت الكثير من الدول تجربتها مع هذا النظام مثل ماليزيا وإمارة دبي الا ان ارتباط هذا النظام بالدِّين الاسلامي خلق عداوة وحقد مبالغ فيه بل سعت أنظمة ومنظمات سرية مرتبطة بالنظام والسيستم العالمي بمواجهة الاسلام والدول الاسلامية والعربية بالحروب الداخلية وبث الخوف والرعب فيها والفتنة الطائفية والجهوية وجعل الاسلام محل تهمة وان الارهاب منبعه منه فكانت القاعدة التي استطاع المسلمين التبرئ منهم ومحاربتهم داخليا وخارجيا فاخترعوا داعش شماعة لضرب عقيدة المسلمين من عقر دارهم وفي الدول التي صارت اقرب للآحاد من التدين بأي دين وخصوصا بعد الفضائح التي لاحقت رجال الدين وبل العديد من الاروبيين تحولوا الى الأديان الشرقية باعتبارها مخلصهم من المتاهة التي يعيشها الغرب ومنها الاسلام والكنفوسوشية والبوذية والأديان الهندية وعاداتها مثل اليوغا فحصل فراغ رهيب للشعوب الأوربية والامم الأوربية ضد دينها ونظامها المالي وكاد ان ينهار الاتحاد الاروبي ونظامه المالي بسبب تلك الديون المتراكمة على دول اروبية اخرى منها وشجع الدول المقرضة والمقرضين و اليونان التي كادت ان تفلس وان تفكك الاتحاد الأوربي احد نماذج التي أظهرت فساد وفشل النظام الرأسمالي 
النظام العالمي صار مهددا ايضا عندما قررت الصين انشاء صندوق نقد دولي جديد يساعد في تمويل العديد من المشاريع التنموية لها ولغيرها ويكون  منافسا لصندوق النقد الدولي والتي تهيمن عليه أمريكا وقد استعددت الكثير من الدول الدخول والمشاركة فيه وفعلا تم انشاء البنك والذي يعتبر علامة على عدم ثقة الدول في النظام الرأسمالي العالمي والتي وضعته وصنعته أمريكا لتحكم وتتحكم فيه والضربة جاءت  بعد تلك الفضائح المدوية للتجسس الامريكي على العالم وجاءت هذه الضربة من فرد أمريكي يعمل في مخابراتهم العملاقة وهو الشاب الهارب ادوارد سنودن والذي كشف القناع والأسرار التي كانت أمريكا صنعتها وافتعلتها وتجسسها على العالم وسيطرتها على الفضاء والإنترنت التي أدت الى عدم الثقة والارتياح لهذا النظام الاحادي القطب لذلك حاربت أمريكا روسيا اقتصاديا وسياسيا بعد حمايتها الجاسوس الهارب وحصولها على تلك الكنوز، وخافت من التنين الأحمر الصين وتوسعه الاقتصادي والتجاري العالمي  فضمت عملتها اليوان الى سلة العملات العالمية ومع هذا لازالت المفاوضات مستمرة لتحقيق أقصى حد للمصالح الدولية.
لعلكم لاحظتم الرعب والخوف والاحتفالات الباردة لهذا العام والتي كانت قد شاركت في ترويج الرعب الاعلام وتوجس رجال والسياسة والاجهزة الأمنية لإخفاء الأزمة الحقيقية فالحرب في الشرق الأوسط وإسقاط الأنظمة والهجرة البشرية الهائلة من الدول المنكوبة الى الدول الأوربية صنع نموذجا مقصودا في تحقيقه وهو بناء سياج بين الطبقات وسور بين المهاجرين والمواطنين وبين الفقراء والاغنياء وصناعة طبقية قامعة وتطرف وتعصب بين أفراد المجتمع وزرع الحقد والأنانية في نفوسهم وكل ذلك يَصْب في صالح دول ومؤسسات دولية وربما من كان يتابع مؤتمر المناخ العالمي يرى تلك الانانية التي تريد ان تكسر الدول الصاعدة وتعصبها لمصالحها ورمي الكرة في ملعب الصغار الذين هم بدورهم عرفوا اللعبة وحققوا تلك النتائج التي خرجت بها فرنسا من مؤتمرها العالمي للمناخ والتي اعتبرت انتصار للانسانية والطبيعة 
هناك مجموعة او قل مؤسسات تريد ان يظهر المخلص وجماعة تحارب وتخطط لتحقيق التنبؤات التي يروج لها رجال الدين واتباعهم منها نهاية العالم وقيام القيامة و نزول المسيح عند المسيحين وظهور المنقذ الأعور عند اليهود والمهدي عند الشيعة وعودة خلافة قريش ومعركة هيرمجدون وكل هذا يتم في ملعب الشرق الأوسط وبل يسعون الى نهاية التاريخ من هذه المخططات والسعي لأن تقوم ثورة في كل بقعة من هذا العالم وهؤلاء الفرسان المهوسين قد كشروا من أنيابهم وإبليس اللعين من وراءهم يصفق لهم ويحرضهم على سفك الكثير من الدماء .
لقد مضى عام وجاء عام جديد يحمل معه الكثير من المفاجآت لكنه ايضا يحمل الكثير من الأمل وخصوصا ان هناك دول تسعى وتقاوم وتدمر مخططات الاشرار وتحمى بلادها وشعوبها من ان تطالها مخططات الاشرار فاللهم اجعل السلام يعم العالم كله وان يسود هذا العام السلام والرخاء والازدهار والغيث لكل الدول المنكوبة والعالم كله تحياتي لكم.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا