بالقيم والاخلاق والإنسانية يتحقق الأمان في المجتمع .

                                    

القيم في حياة المجتمع هو نبض الحياة والخيرية فيها وأي مجتمع فقد القيم والاخلاق الحميدة حتى يصير ساحة لمعركة الوحوش وغابة لا ترحم فيها الضعيف والضعفاء وتكون الدماء رخيصة  والذمم مهدرة والقوي الشرس هو  من يعيش والكل متربص والكل ينتظر ان يصيد والامان عملة صعبة فيها والحياة مليئة بالمأسي  والخيانة مبدأ الجميع والمصلحة تجمع وتفرق بينما لو كانت القيم والاخلاق الحميدة موجودة فإن هذا المجتمع سيكون في المدينة الفاضلة التي يحلم بها الفلاسفة  وخصوصا اذا كانت هذه القيم ربانية والاخلاق فيها منبعها إيماني .
وجود القيم والاخلاق عامل مهم في تزكية النفس وتطهيرها وعلو مكانة الروح فيها وغلبة الطابع الخيري فيها والارزاق فيها متاحة للجميع والسماء تمطر بالغيث الوفير والسعادة تستقر في كل البيوت والامان يعم ارجاء البلاد....طبعا هذه هي المدينة الفاضلة لكن صراع الخير والشر مكتوب في هذه الدنيا ومصير كل البشرية مادام ابليس وجنوده او لوسيفر وإخوته موجودين معنا في هذه الدنيا وقد اقسم هذا الشرير امام رب العالمين بانه سوف يغويهم اجمعين الا عباد الله الصالحين وهذا الاستثناء هو مربط الفرس ولولاهم لهلكت البشرية كلها منذ زمن بعيد.
كثير من الروايات الغربية والتي حازت على اعلى مبيعات تحكي حالة العالم عندما يغيب عنها الدين والقيم والاخلاق والأمن وتتحول الى قرية زومبي او مرحلة نهاية العالم  وصراع البشر بعضهم البعض من اجل البقاء وما يحصل اليوم في المشرق العربي ليس ببعيد عن حالة هذا  الصراع من اجل السيطرة والبقاء والأنانية التي تغذيها النفس الشريرة في الانسان وخصوصا  اذا باع هذا الانسان حياته لشيطان وكانت من قبل افريقيا نموذجا لهذه الصراعات الاثنية والحزبية والجبهاجيه وما حصل في الصومال ورواند والكونغو سطره التاريخ وشاهد عيان على تلك البشاعة المقفرة وقسوة الانسان عندما تغلب الانانية الشريرة عليه.
كمية اللاجئين المهاجرين من المناطق المنكوبة اثرت على العالم الغربي كثير ا وهو ماجعل بعض الدول تحارب اللاجئين وتقاوم قدومهم الى أراضيها وكثير منهم كان ضحية لتجار البشر وسماسرة التهريب وكم من قضى نحبه وأخذته الامواج بجثته على الشواطئ او اكلته الأسماك في اعماق البحر ،بينما دولة تركيا وحدها ضمت اليها مليون لاجئ وكذلك ألمانيا وكثير من الدول التي تعمل بصمت وهي مبادرة إنسانية اثبت لنا ان الخير يجلب معه الخيرات والبركة وان كان بعض من المهاجرين يستغلون طيبة هذه الشعوب ويرتكبون جرائم غير مسؤولة في حق تلك الشعوب وكانت هي سببا في أغلق الغرب حدودها امام هذه الأفواج البشرية التي تبحث عن فرصة أفضل لحياتهم ،ورغم قسوة الرحلة الى هذه البلدان الا ان الهرب من الموت المجبور والقهر الموجود  الى الموت بالامل  او ان يكون محظوظا في بلاد العسل وهواهون لهم من البقاء في جحيم الصراع والغدر  في موطنهم .
ورغم ذلك فقد سعى الكثير من الشباب الأوربي المتطوع والجمعيات الانسانية الى مساعدة اللاجئين وتقديم المساعدة لهم وهو ما اثبت ان القيم والاخلاق الحميدة موجودة في هذه الشعوب وان التحضر والحضارة هي بالقيم والاخلاق الانسانية وهو ما يثبت ان  الخير في البشرية موجود.
الانانية الشريرة هي داء البشرية وسبب كل بلاء في العالم وكل مجنون بالسلطة والعظمة كانت يده ملوثة بدماء الأبرياء . وكل المعارك القائمة على العنصرية والأنانية الفردية الشريرة اوالقبلية او الحزبية او القومية او الطائفية كانت نتائج تلك الحروب كارثية وإحلال السلام فيها كانت معضلة أخذت الكثير من السنوات وما لبنان والحرب الطائفية فيها والصومال والحرب بين الفصائل فيها ليس الا نماذج لتلك الأوضاع التي تغيب عنها القيم والإنسانية والرحمة في وجود الانانية الشريرة  الذاتية التي غلبت عليهم .
القيم  والاخلاق والإنسانية هي الوعاء لتحسين السلوك والاسلوب الذي ينبغ على المدارس والمراكز التربوية ان تربي النشئ عليه وإذا غرست هذه القيم فيهم فإن هذا الجيل سيكون جيلا يحمل رسالة إنسانية واخلاقية تكون حصن له ضد الأفكار الشاذة والضالة والمضللة ونواة لبناء الحضارة والتحضر في المجتمع  وكما قال الشاعر الامير احمد شوقي 
إنما الامم والاخلاق مابقيت ...فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا 
عِش بقيم واخلاق حميدة يتحقق الأمن والامان في المجتمع 



تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا