النشر والكتابة بمسؤولية

 

الكتابة والحروف المسطرة هي روح الكتب ولولا الكاتب وكتابته لما وجد الكتاب ، فالكتابة أهميتها لا تنفك عن أهمية الكتاب لكن مع الثورة المعلوماتية الهائلة في زمننا هذا وكمية من يكتب وتعدد مصادر النشر على مواقع التواصل الاجتماعي  والانتشار الواسع لخدمات النشر على شبكات الانترنت وإقبال الناس على القراءة من الانترنت وعزوفهم عن الكتب الورقية والمصادر الموثقة  يجعل من كمية المعلومات المتاحة مشكوك فيها او يتم التلاعب فيها لأجندة خاصة سواء سياسية او اجتماعية او ثقافية وربما كانت اثر تلك المعلومات كارثية على الوطن مثل مايحدث وحدث في الأعوام السابقة .(انظر وابحث الى معنى الشبكة العنكبوتية وعن سِر تسميتها ومن كان المستخدم الأساسي لها).

قيمة القلم والكتابة به تكمن في الغاية والهدف منه فكل كاتب له غاية فإذا كان النشر للشر ولغايات مدسوسة والكذب والتلفيق والتدليس فإن عمر الكتاب او المقالة  قصير و وقتي وبعدها يندثر ويصبح في خبر كان  ،لكن اثره الزمني في التخريب والتدمير والهلاك  كارثي  ومصدر شيطاني ان صح القول فيه لانه يكون سبب الشرارة الاولى للفتنة والآخرين يدفعون الثمن فالفئة الفلانية يقعون في الجريمة ويصبحوا متهمين ومذنبين والفئة العلانية ضحايا وخاسرين ومستهدفين وبينما المذنب الحقيقي يقف خلف الستار مبتسما بإنجازه ، وهو من كتب ونشر وكان سببا في وقوع الأحداث.
 واما اذا كان هذا  القلم يحمل الصدق والبيان ونشر الخير والفكر والأدب وشرح آيات الله وتفسيره والدعوة الى السنة النبوية ونشر ا للعلم والمعلومات والابحاث التي تمدنا بالمعلومة الحقيقية وتوضح الحقائق وتكشف الكوامن والمجهول وتشرح الغامض وتكون مزرعة ثقافية تنويرية فهذا الكاتب مصدر وعلامة حضارية في المجتمع و هو القلم الذي لا يموت ويعيش بيننا ويصبح مصدرا للعلم ومنهجا في الفهم وكتابا ملهما وشاهدا على عصر كاتبه ونبوغه وستجده في  رفوف المكتبات وتتحول  كتبه من لغته مترجمة الى عدة لغات .
السرعة هي ميزة عصرنا وتقاس الامم في تفوقها اليوم بمقياس الزمن والسرعة في تخليص المعاملات والخدمات  والانجاز في الانتاج ، وكلما كنت أسرع كنت في المقدمة وهذا اثر في حياتنا بشكل مريع وخصوصا على طعامنا وشربنا فنحب الوجبات السريعة مع انها ضارة وسبب لكل الأضرار الصحية والامراض المزمنة وبالسرعة في كل شيء صار نمطا في حياتنا اليومية والمشكل والآفة  المدمرة فيه ان هذا انتقل الى الكتب والكتاب والمعلومات والنشر  والإعلام فتجد السرعة في إصدار الكتب من غير تمحيص وفحص وخصوصا كتب تسمى تعلم الشيء في سبعة ايام او دقائق  وانتشار المعلومات بشكل رهيب وتصل في ثواني الى الملايين من البشر وعبر نقرة واحدة، وبل ان بعض الإشاعات تنتقل بسرعة البرق مما يؤثر على الأفراد والمجتمعات والبعض يعتمد على معلوماته من مصادر التواصل الاجتماعي والتي أصبحت أسرع في نقل المعلومة لكنها الأكثر عرضة للتدليس والتلفيق فيتم نشر صورة مأساة حدثت من سنوات في بلد ما فيتم اعادة نشرها في حادثة حالية ضمنا لاثارة الرأي العام واستفزاز الأمن والاستقرار وكم حدثت من تلفيقات راح ضحيتها ابرياء والفاعل المجهول حقق هدفه الذي أراد ، ويحضرني في هذا الصدد كلام لأحد القادة في دولة تعاني من مشكلة المعلومات المنقولة من المواقع التواصل الاجتماعي ان على الاعلامي ان يكون دقيقا في نقل المعلومة ومتفحصا وباحثا عنها بكل دقة ليس ان تكون معلوماته الإعلامية من  مواقع التواصل الاجتماعي فحسب وحتى إن كانت المعلومة صحيحة لكن عليك ان تتأكد منها حتى لا تكون مصدرا لمعلومة الخطاء في وبالسرعة  في استباق الحدث ولتكون في الصدارة تورط الناس والمجتمع والامة في عملية تزعزع الاستقرار والامان وتهلك الحرث والنسل .
لذلك كان الكثير من هذه المصادر هي التي زعزعت الأمن والاستقرار وكانت سببا للفتن مع ان هذه الأدوات والمواقع الاجتماعية مفيدة وتعتبر فرصة لإثراء الفكري والثقافي والاجتماعي والاعلامي الا ان الكثير من الاجندة الخفية تمرر من خلالها وخصوصا ان عالمنا وواقعنا  غير العالم وواقع الدول المتقدمة ، واصحاب المصالح في الأزمات  دائما مايرغبون في اثارة الأزمات لكسب مصالح خاصة بهم بينما البراءة التي فينا تخطئ الهدف .
القيمة في القلم والكتابة عندما تكون مسؤولة وتوازن بين المصالح ومدى المصداقية فيها ولاعتبار المفاسد والمصالح من نشرها او من عدمه فقد يكون خيرا عملت وأنقذت نفوسا كثيرة لاتعلم  عنها مع ان القدر غالبا مايسبق السيف.

 المسؤولية هي ان تعرف مدى رجحان السلبي او الإيجابي على الموضوع و اثره على الآخرين فكلما كانت المعلومة إيجابية كانت أفضل في النشر ومشاركتها مع  الآخرين فضيلة ولكن ايضا المسؤلية  تحملك معايير عديدة أهمها  الصدق وهي ميزة إيجابية في مقابل السلبية في الحدث والخبر او المعلومة المؤثرة وخصوصا انه يفرض عليك الواقع والحدث نشر الحقائق والانتهاكات والظلم للفت الأنظار الى القضايا التي تسعى الأجهزة القمعية في منع نشرها وانتشارها  فكن مسؤولا وقلما في الخير ولأهداف السامية والنبيلة والأفضل "ان تكون جنديا في الخفاء على ان تكون بطلا على جثث الابرياء"  .


تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا