مهالك الرجال في الحقد والطغيان



  


عجبا لأمر الحاسد على نعمة الغير، يسعى في التخريب والفتنة والتأمر والتخطيط للشر وافساد النعم من غير عائد مادي مفيد سوى انه يشبع رغباته الشريرة  وإرضاء لشهواته الشيطانية ، فمن حقده وحسده لا يغمض  جفنه ولا يرتاح باله الا ان يرى ضحاياه قد اصابهم المكروه وخسروا وفسدت حياتهم ، واذا كان الأمر ممول من الآخرين فكيف يخفى  على الضحايا حين يعلمون انه الفاعل وأين يختفي من عيون الناس ودعوات المظلومين ،واذا كان من باب الظلم فكيف له أن ينجوا من العدالة سواء عدالة العزيز الجبار او عدالة القانون وان كانوا مجموعة أو جماعة أو شرذمة فكيف لهم أن يتخلصوا من عار وخزي الفعلة  ونظرة المجتمع لهم وتأنيب الضمير والخوف من كل هزة ولمزة عجبا لأمرهم وكيف أن ضميرهم يشقى ويعاني والنوم غائب عن جفونهم وان ارتاحت نفسوهم مرة سعت لتحقيق رغبات الشر مرة أخرى لأنهم عقدوا عقدا مع المهندس الكبير ابليس اللعين يستعبدهم ويجبرهم بحبله الى الهالك ولا يحميهم وهم من كثرة شرورهم يلجؤون اليه ويخشون وعودة الأمر عليهم وان ضاقت عليهم يلجؤن بالهروب من البلاد والخروج منها ولو كان بينهم وبين حلم الهروب شبح الموت  فهم يخاطرون بحياتهم لانها صارت شريرة والموت وأهون لهم فمنهم من يهلك ومنهم من ينتظر وما كان ربك عن شرهم بغافل لكنه يمهل ولا يهمل سبحانه وتعالى العظيم القدير .
وكم من رمى بالظلم فقتل او اغتصب واحرق ثم دارة الدائرة عليه او على ذريته ومنهم من لاقى اسوء أعماله امام عينه وقد انهار عزه وفقد كرامته ولاقى الخزي والتاريخ مليئ بهم مات فرعون مع جنوده في الماء بينما ناجا موسى عليه السلام  فكان هلاك فرعون من نجاة المؤمنين ، ومنهم من كان عظيما مهيبا لا يعصى له امر ولا لأبناءه وبين ليلة وضحاه يخسر جيشه ويقتل ابناءه ويعدم على الملأ او يقتل بدم بارد ويسحل او يعلق في الميدان وتضرب جثته ولا احد يمنعه ولا حراسه يقدرون على ردعهم  سبحانه وتعالى حين يقول يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الملك فكيف بك انت آيها الضعيف وانت ترى مهالك الرجال ،وتحب صنائعهم  وأفعالهم المشينة وهم من أرذل ما سمعت وقراءت ،كيف لك ان يكون قدوة وهم بافعالهم سموا رجالا، وعند الممات هم جيف وقبورهم عبر هذه الدنيا لا تستحق منك ان تكون مع الشر ولا ان تسعى في طمع من غير ان تتحرى الخير ،الله سبحانه وتعالى لا يظلم احدا أبدا ومن يظلم في الدنيا فإنه سيكون عليه دين فيرتب القدر لك المحن على قدر الشر الذي صنعت سواء بإدراك او من غير ادراك ولو قرأت سير الاولياء والصالحين لوجدتهم ابعد مايكون من الحسد والحقد والظلم والشر بأنواعه ولا يتحقق الخير والبركة والسعادة في الدنيا والاخرة الا بالابتعاد عن تلك المهلكات الشريرة وهي الحقد والحسد والظلم ،عافني الله واياكم منها .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا