الإنتاجية لرفع النمو في المؤسسات



ينظر الاقتصاديون إلى الإنتاجية على انها المصدر الحقيقي للنمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة في أي بلد، مهما كان نوع النشاط الاقتصادي فيه. ان معدلات نمو الإنتاجية وتحليل عناصرها تعطي نظرة فاحصة للنشاط الاقتصادي، وتكشف نواحي الضعف والقوة في هذا النشاط. 
لهذا تتسابق الدول للمحافظة على استمرارية معدلات نمو متزايدة في الإنتاجية بادخال التحسينات المستمرة في الجوانب التكنولوجية والادارية والبشرية، وتمكنت الدول المتقدمة عن هذه الطريق من تحقيق تقدم صناعي كبير مكنها من السيطرة والتحكم في الاقتصاد العالمي.
اول من كتب في هذا المجال هو آدم اسميث في كتابه ثروة الامم وركز على أهمية تقسيم العمل لزيادة معدلات. الكفاءة الإنتاجية .
واستخدمت اليابان الإنتاجية كوسيلة فعالة لاصلاح اقتصادها الذي تدمر كليا خلال الحرب العالمية الثانية، واستطاعت بفضل رفع معدلات الإنتاجية من النهوض ثانية بعد ان حققت معدلات نمو عالية في الإنتاجية.
واخذت دول جنوب شرق اسيا بتجربة اليابان القريبة منها، فركزت الجهود الكبيرة من اجل تطبيع مجتمعاتها وتوعيتهم باهمية تحسين الاداء وزيادة الإنتاجية، فوضعت لذلك السياسات والبرنامج الوطنية لتحقيق اهدافها.
ان محور تحسين الإنتاجية هو تأدية العمل بالطريقة الصحيحة، وبكفاءة احسن، وليس العمل بجهد مضني لتحقيق نتائج افضل. ان العمل بكفاءة يعتمد اساسا على السلوك الإنتاجي للافراد، وهذا السلوك هو نتيجة لعوامل عديدة ومعقدة تكون الشخصية المميزة للفرد، منها عوامل شخصية تحددها البيئة الاجتماعية والتراثية والثقافية، ومنها عوامل ادارية وتنظيمية تهيأ القنوات للاستخدام الكفوء للعوامل الشخصية. لذلك كان للمجتمع والبيئة التي ينشأ فيها الفرد تاثيرا على نوع وطبيعة تصرفات الافراد وسلوكهم في العمل. ان استمرارية تحسين الإنتاجية يتطلب التطبع على الاساليب الصحيحة والكفأة لاداء العمل في جميع نشاطات المجتمع، وهذا يعني ادخال تغييرات تربوية واجتماعية وسلوكية في المجتمع تؤدي إلى خلق مجتمع جديد.
ان ما تحقق لليابان او الدول الصناعية الاخرى من معدلات نمو عالية في الإنتاجية، جاء نتيجة لوعي باهمية الإنتاجية وجهود منظمة لادخال تغيرات جوهرية لانجاح الإنتاجية: اعتمدتها كوسيلة فعالة لدعم منتجاتها في الاسواق العالمية:
اخذت بعض الدول النامية التي وجدت ان بعض الاساليب والمبادئ التي استندت اليها الدول الصناعية في الحملات والبرامج الوطنية للإنتاجية قد حققت نتائج ايجابية فاعتمدت بعض المبادئ وطورت مبادئ واسس اخرى ونفذت حملات وحركات كان لها الاثر الكبير في ارتفاع مستوى الإنتاجية فيها. 
-         ترسيخ الثقة العميقة والمتبادلة بين العمال وارباب العمل سيكون القاعدة السليمة لتوفير البيئة الصحيحة المناسبة للإنتاجية
-         التعاون والتشاور بين الادارة والعمال في تطوير اجراءات تحسين الإنتاجية
-         توسيع وتحسين نظام التعاون والمشاورات المشتركة بين العمال والادارة
-         خلق طرق ونظم للاستغلال الامثل للموارد النادرة
-    تغيير اسلوب ونطاق السيطرة على الجودة، من وظيفة تخصصية، إلى وظيفة تنفيذية شاملة لجميع أعضاء المنظمة، من الادارة العليا، مرورا بكل المستويات الادارية ـ العليا والدنيا ـ إلى عمال النظافة في المنظمة.
-         التوزيع العادل لثمرات زيادة الإنتاجية، وفقا لحالة الاقتصاد الوطني بين الادارة والعمال والمستهلكين.
-        تحسين خبرات العمال والمدراء عن طريق التدريب والتعليم المهني الموجه نحو الإنتاجية
تعريف الإنتاجية:
يمكن بصفة عامة تعريف مصطلح الطاقة الإنتاجية بأنه حجم او عدد الوحدات التي يتم إنتاجها خلال فترة معينة. والإنتاجية، بأبسط معانيها، هي نسبة المخرجات الى المدخلات. 
وهناك عدة تعاريف للإنتاجية منها:
- الإنتاجية: هي مقياس للكفاءة التي تحول بها المنشاة المدخلات إلى مخرجات. وتقاس الإنتاجية بمقارنة كمية المخرجات من السلع والخدمات بكمية المدخلات المستخدمة في إنتاجها.
- الإنتاجية: هي مقياس لقدرة المنشاة او الاقتصاد القومي على إنتاج اكبر كمية ممكنة من مدخلات معينة.
- الإنتاجية: هي مقياس للكيفية التي تعمل بها المنشاة لتحويل المدخلات (عمل، مواد خام، ماكينات …الخ) إلى سلع وخدمات، وهذا ما يعبر عنه عادة بِنسبة المدخلات الى المخرجات.
- كما انه يمكن تعريف الإنتاجية بشكل اوسع على انها طريقة لقياس فاعلية استخدام المصادر من قبل الافراد والمكائن والمنظمات والمجتمعات.
- لإنتاجية تعني الاستخدام الأكفأ والاستغلال الامثل للموارد المتاحة المتمثلة في القوى العاملة، والمواد الأولية، والطاقة الإنتاجية للمكائن والمعدات، لإنتاج السلع والخدمات المطلوبة.
- الإنتاجية هي مؤشر يوضح قدرة عناصر الإنتاج المختلفة على تحقيق مستوى معين من المخرجات، قياساً بالمدخلات التي تم استثمارها للغرض الإنتاجي.
- الإنتاجية تعني الأداء الافضل بأحسن الطرق الممكنة، فهي بذلك معيار لإنجاز عمل ما سواءً من قبل الافراد او مجموعات العمل او المنظمة على حد سواء.
- الإنتاجية تعني تحقيق اكبر نسبة من المخرجات من قيمة محددة من المدخلات

أسباب انخفاض الإنتاجية في الدول النامية:
   1.   عدم توفر البنية التحتية الصناعية الجيدة.
 2.  اعتماد الصناعة بنسبة كبيرة على المدخلات من المكونات الخارجية، وانخفاض نسبة المدخلات من المكونات المحلية، وبالتالي ارتفاع كلفة الإنتاج.
   3.   صغر الوحدات الإنتاجية وعدم توفر التكنولوجيا المتطورة.
   4.   الارتجال في الإدارة، وعدم تلائم النظم والوسائل الإدارية المعمول بها مع المشاريع الجديدة المتطورة.
   5.   عدم وجود مؤسسات مالية تعنى بتمويل المشاريع الصناعية بشروط ميسرة.
   6.   عدم وجود تشريعات وقوانين تنظم عمل القطاع الصناعي، والكفيلة بإحداث تنمية صناعية حقيقية.
   7.   عدم توفر الخبرة الفنية الكفوءة وغياب التنظيم والتخطيط الصناعي.
   8.   عدم المجازفة في الاستثمار الصناعي والتوجه للاستثمارات في مجال التجارة والخدمات لارتفاع ربحيتها وقلة مخاطرها.
   9.   ضيق السوق المحلي ومحدوديّته، وعدم إمكانية التوجه إلى الأسواق الخارجية.
10.  ضعف نظام المعلومات مما يؤدي الى اتخاذ قرارات غير مناسبة.
11.  قلة الخبرة وضعف الوعي الصناعي لدى العاملين، وعدم إدراكهم لما يمكن ان يعود عليهم من جراء رفع الإنتاجية.

قياس الإنتاجية:-
هو جزء طبيعي من عملية التحليل، المراقبة، التقييم، وعملية الإدارة. فالإداري يجب أن يقيس الإنتاجية من أجل تحسينها. قياس الإنتاجية يساعد على:
- درجة تحقيق الأهداف الأساسية للمنشأة (فاعلية الإدارة).
- معرفة كفاءة استغلال الموارد لخلق ناتج معين.
- الحكم على فاعلية المنشأة.
- القدرة على المنافسة والبقاء في دنيا الأعمال.
مقاييس الإنتاجية:
(أ) الإنتاجية الجزئية: من أهم مقاييس الإنتاجية الجزئية:
1- إنتاجية العمل. تشير إلى النسبة بين المخرجات وعدد المشتغلين أو عدد ساعات العمل.
2- إنتاجية المواد. تشير إلى النسبة بين المخرجات والمواد المستخدمة في الإنتاج.
3- إنتاجية الآلات. تشير إلى العلاقة بين قيمة الإنتاج وعدد ساعات تشغيل الماكينات.
4- إنتاجية رأس المال. تشير إلى العلاقة بين قيمة الإنتاج وقيمة رأس المال المستثمر.
(ب) إنتاجية العوامل المتعددة: تستخدم عندما يستخدم أكثر من عامل أو عنصر لقياس الإنتاجية، مثل العمل، رأس المال، المواد الخام، الطاقة.
وغالبا ما يستخدم هذا المقياس عند عمل مقارنات للإنتاجية بين الشركات المماثلة في الصناعة، أو بين فترة وأخرى في نفس الشركة.
(ج) الإنتاجية الكلية: تشير الإنتاجية الكلية (أو إنتاجية العوامل الكلية) إلى العلاقة الكمية بين الإنتاج وبين جميع عناصر الإنتاج التي ساهمت في إنتاجه، وعليه فإن الإنتاجية بحسب هذا المفهوم ما هي إلا النسبة الحسابية بين كمية المخرجات من السلع والخدمات التي أنتجت خلال فترة زمنية محددة، وكمية المدخلات التي استخدمت في تحقيق ذلك القدر من الإنتاج.
تحليل الإنتاجية:
يشخص مواطن الضعف والقوة من خلال تحليل قضايا الإنتاجية، وفجوات أو ثغرات الإنتاجية.
تعيين أسباب ومواضع الضعف. البحث عن المفتاح الرئيس لتحسين الإنتاجية.
تقييم الإنتاجية:
عملية تقييم الإنتاجية هي جزء مهم من برنامج تحسين الإنتاجية إذ أنها تعطي مؤشرات للأداء الحالي، وتكشف جوانب الضعف ومجالات التحسين المطلوب، كما تبين ما حققه البرنامج من نتائج.
أدوات التقييم:
- القيمة المضافة.
- نسب الإنتاجية.
- معايير الإنتاجية.
* تخطيط الإنتاجية:
- وضع أهداف تحسين الإنتاجية.
- وضع عدد من الخطط البديلة.
- تحديد الخطة النهائية.
- تعيين الدائرة المسئولة عن تنفيذ هذه الخطة.
تحسين الإنتاجية:
- تنفيذ خطط تحسين الإنتاجية
- مراقبة العمليات الإنتاجية من أجل تحليل أسباب انحراف النتائج عن الخطط الموضوعة.
توزيع منافع الإنتاجية
لقد أصبح مفهوم الإنتاجية في الوقت الحاضر لا يعني فقط تحقيق نمو اقتصادي، وإنما أيضا التوزيع العادل لمنافع وعوائد الانتاجية لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستمرة، حيث إن:
- زيادة عائد صاحب العمل يعني زيادة في تكوين رأس المال عن طريق الاستثمار.
- زيادة أجور العمال يعني تحسينا في الحوافز واستمرارا في الإنتاج المحسن دون انقطاع، وزيادة في القدرة الشرائية وتحسين مستوى المعيشة.
- مشاركة منافع الإنتاجية مع المستهلك، عن طريق خفض الأسعار وتحسين النوعية وزيادة الإنتاج، يعني زيادة في القدرة الشرائية وإشباعا لاحتياجات المجتمع، وبالتالي زيادة الرفاه الاجتماعي والاقتصادي لأفراد المجتمع.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا