أطلق العنان لقدراتك

          

الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض ويتنفس من هواءها  ماهو إلا تاريخ وماض عاشه ويعيشه بكل تلك الثواني والدقائق والساعات وحتى لحظة قرأتك لهذه الكلمات  فأنت كتبت تاريخا لقرأتك لهذه المقالة،ومنذ ولادتك وظهورك في هذه  الدنيا الى أن تغادرها ،فتاريخك يحكم عليك والتي سيكون لها أثر بالغ في تكوين شخصيتك النفسية والإجتماعية والثقافية والمهنية  ،وبناء على تاريخك تتكون شخصيتك وبناء على تاريخ أسرتك و بلدك والأحداث التي مرت بها تتكون شخصيتك ،لذلك تجد المؤسسات تسأل عن السيرة الذاتية للمتقدمين إلى مقرها للعمل  ليس إلا أنها تريد معرفة تاريخك ومسيرتك التي تعطي نبذة مصغرة عن شخصيتك وهل تتناسب مؤهلاتك مع أهداف المؤسسة أو الشركة التي قدمت لها  للوظيفة.
كثير من الشباب المبدع والعبقري لا يجد فرصته في إبراز مواهبه وابداعته أو يصعب عليه أن يجد من يرعاه ويهتم به ، و تحديدا في العالم الثالث وأفريقيا بالأخص.  و يمكن يكون لمستعمر  يد في تكوين هذه الحالة و سياسية لجعل الإنسان الأفريقي عبدا  وغير مؤهل للقيادة ولعل تاريخ القارة مع المستعمر واسلوب الإدارة فيها يكشف جزء من هذه الحقيقة .
  أعرف أشخاصا لديهم خبرات مهنية متميزة ولديه تأثير في محيطه وقدرات ممتازة ولكنهم لم يحظوا بوظائف وعمل أو فرصة كلما يتقدمون لها في أي مؤسسة او جهة  بسبب اللوبيات والطائفية والعنصرية بل هناك مؤسسات توظف العباقرة لاستغلالهم ومن ثم تحطيمهم لاعتبارات طائفية أو قبلية أو سياسية   وبل يتم اختيار أشخاص هم أقل منهم أم بفعل فاعل أو بسبب الانتماء أو  بقوة ضغط أو بحيلة قاموا بها مثل التزوير ...طبعا هذه الحالة غير موجودة في العالم المتقدم لأنهم يبحثون عن المبدعين والعباقرة وبل يدعمونهم من بداية ظهور مواهبهم سواء على المستوى الحكومي أو الشركات الكبرى أو حتى مؤسساتهم الإعلامية لا يوجد لديهم إقصاء للإبداع وللمبدعين وما هم عليه من تطور وتقدم ما كان ليصلوا عليه لولا اهتمامهم بالعلماء والعباقرة والمبدعين .
ويحضرني هنا نكته سمعتها لأحد الكوميديان من القارة السمراء يعيش في بريطانيا وهو يقول أمام جمهوره من البريطانيين  (أنا لم أكن لأشتهر في بلدي في إفريقيا تعرفون لماذا ؟ لأنكم في بريطانيا تبحثون عن المبدعين والعباقرة والعلماء  وتدعمونهم وتسألون عن القدرات الشخصية للمهاجر  الذي يأتيكم من بلده عابر البحر مثل السمك  ليموت عندكم ...بينما عندنا في إفريقيا يبحثون عن الطعام وبحاسة الشم ويتفاخرون بالقدرات الشخصية في التهام أكبر كمية من الطعام ..ويتسألون دائما عن كيفية الحصول على الطعام  ؟! أه أننا نشبه القطط .
لقد ضاق الشباب ذرعا من المحسوبية والإقصاء بل هناك لوبيات في كل مؤسسة أو شركة عملاقة كانت أو دولية تمارس مثل هذا النشاط وقد صادفت بعض هذه اللوبيات التي تقيم الإنسان بناء على الانتماء لا القدرات وهناك مؤسسات ضاعت وسط هذه اللوبيات والأمر المزعج عندما يتم استغلال بعض المواهب في هذه المؤسسات فقط لاستنزافها ثم تحطيمها اذا لم تكن تنتمي إلى الطائفة الفلانية أو اللوبي القبلي الفلاني أو الانتماء الحزبي ......

كنت أعمال في مجال الاستثمار وقد سألني أحد الموظفين في القطاع الخاص هل دخلتم السيستم؟ كان ذلك في بداية رحلتي العملية ولم أكن أعلم ماهو السيستم لكن مع تراكم الخبرات ومصادفتي لبعض الحالات عرفت ان السيستم هذا مهم لأي عمل تجاري أو استثماري لكي تنجح والا سيبلعك السيستم وتخرج من الملعب بصفر على الشمال وهذا طبعا ما حصل لي
المهم هو الا تستلم ولا تضعف سيكون هناك أناس محبطين وما أكثرهم عندنا واناس متربصين حاقدين يرغبون في تدميرك وما أكثرهم وهناك من لا يعرفك ولا يفهمك لكنه يرغب في الإستيلاء على مشاريعك بالقوة...هذا هو عالم عندنا القوة لديها اعتبارها واذا لم تملك القوة فلا مكان لك لذلك لابد لأي شاب أن يطور من قدراته ويمتلك أداة التعلم الذاتي والثقة بالنفس ليحقق ذاته ولا مانع من الدخول في السيستم وبل البحث عن الانتماء لمسايرة الواقع والعالم اليوم ليس مثل عالم الأمس.
فالتكنولوجيا تتيح لك فرص عديدة وتساعدك على أبرزها ونشرها وكم من شخصية مدفونة في قرى ومدن بعيدة عن العالم  وبإستخدام موقع يوتيوب ونشرها لفيديوهات خاصة بها اشتهرت وصار نجم الشاشات  وهناك المدونات لمحترفي الكتابة وهناك التجارة الالكترونية من اي باي وعلي بابا والفيس بوك وكثير من هذه الشخصيات الشابة  الإعلامية البارزة الآن في الإعلام كانت قد اشتهرت أولا على الانترنت مثل الدكتور باسم يوسف المصري  وهيفا الرحالة السعودية و الوجوه الجديدة على الشاشة في الفن والتمثيل بل هناك شخصيات عامة مشهورة تجني الملايين من خلال نشر فديوهاتهم الخاصة على اليوتيوب...
المجال بيدك لا تربط نفسك بالمحيط بل انطلق إلى العالم أرحب بجدارة والفضاء المفتوح بدون خوف ولا قلق والباقي أتركه على القدير.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا