قناة الجزيرة ..جذورها قوية

لا شك بأن الإعلام صار كما يقال ( السلطة الخامسة) ويتضح سلطة الإعلام وقوته وتأثيره  في تحريك الجماهير  والتغير في الآراء والتوجيه الدعائي في السلوك  وبل  تغير المفاهيم والعادات والتقاليد  من تاريخ الإعلام النازي  وكيفية توظيف أذرعه الإعلامية  في توجيه الشعب الألماني  لغزو العالم والسيطرة عليه ومن هنا نستطيع أن نعرف  أهمية الاعلام في التأثير والتوجيه ،وما كل تلك الحروب التي قامت في القرن التاسع عشر والعشرين إلا بسبب البروباغاندا الإعلامية التي كان يسيطر عليها نخبة من الرأسماليين اليهود .
  ولقد فطن الأمريكان لهذه الصناعة وفتحوا لها الأبواب على مصراعيها وجعلوا من حرية الإعلام مركز قوة لهم للهيمنة والتوجيه الداخلي والخارجي  ولولا هذه الحرية لما اتقنوا هذا الفن واستخدموه  في  خدمة مصالحهم من خلال تقنيات المعلومات واستقطاب الكوادر البشرية ونجوم الفن والمسرح.. وما هوليوود وتأثيرها المبهر على جميع الثقافات في العالم ودورها في صياغة عقول الأجيال واختراقها وبل ترسيخ معاني الرفاهية والحرية والتطور  من خلال رؤية أمريكا وجعلها معيارا عصريا يقتدي به  إلا دليل قطعي على اتقانهم لهذه الصناعة التي تسللت من خلالها العديد من الأفكار والعادات والتقاليد والثقافة المنحلة عبر أدواتها  السنمائية والبرامجها الترفهية  والمجلات والصحف.

في حقبة الستينات والسبعينات كان الراديو له دور في صناعة الرأي  في الشرق الأوسط وفي تشكيل الوعي وكان لراديو البي بي سي العربية وصوت العرب  دور  بارز في صياغة هذا التوجيه ونقل الأحداث لجيل السبعينات..
تعتبر حرب الخليج الثانية هي أهم محطة في إكتشاف تأثير الإعلام المرئي في صناعة الرأي وتغير الاتجاه في الأحداث الإقليمية في الشرق الأوسط  وخصوصا مع انطلاق النقل الفضائي  وظهور القنوات الفضائية وكانت قناة السي أن أن الأمريكية  لها دور في تلك الحرب والتي استطاعت أن تملك كل المعلومات والأخبار  الحصرية لنفسها وتغليفها بما يتناسب مع السياسية الأمريكية ... إلى أن ولدت قناة الجزيرة الإخبارية من رحم أحداث جليلة مرت بها المنطقة لتكون الناطق الجريء لكل ماهو مسكوت عنه في ظل انتشار شائعة تقول بأن قناة الجزيرة ستموت في طفولتها، لكن الذي غفل عنه المحللون هو أن الصامتين والمهمشين والمضطهدين ومن سار على نحوهم هم من قاد الجزيرة إلى هذه المرحلة التي تعتبر مرحلة التمكن والإنتعاش ،وخصوصا أن القناة استقطبت أمهر الإعلاميين لقيادة السفينة،  فكانت لبرامجها  والنشرات الإخبارية  ذات النكهة الخاصة أن تستقطب العديد من أفراد الأسرة ويلتف حولها العديد من النخب لمتابعة الأخبار والبرامج من الأفلام الوثائقية والبرامج الحوارية ك الإتجاه المعاكس  والتحقيقات الصحفية ك سري للغاية وتحليل الأحداث  (ماوراء الحدث)  والبرامج الدسمة كشاهد على العصر ..و برنامج الشريعة والحياة ...الخ من البرامج الدسمة والتي كانت مادة خصبة لفهم الواقع وزيادة الوعي .


قناة  الجزيرة وشبكتها تعتبر هي الأولى والسباقة في هذا المجال والمتفردة فيه  فتنافس الآخرون في مجالها بعدما رؤوا تأثيرها ولم يستطيعوا أن ينافسوها أو  يتقدموا عليها مع كثرتهم وضخامة ميزانيتهم لكنهم أقزام أمام قناة الجزيرة
والحق يقال لولا الإعلام  وشبكة قنوات الجزيرة لما عرف العالم دولة  (قطر ) ولا كان لها هذا النفوذ الذي تتمتع به اليوم( الدولة الصغيرة في حجمها )الكبيرة في عقلها.
أحداث الربيع العربي  كشفت المستور وهزت العروش وتساقطت الأقنعة وأصبح الكل مكشوفا والمعلومة متاحة للجميع وهذا أخاف العديد من الدول التي سلمت من الموجة وكانت لتسريبات الوكيليكس ومن يرعى هذه الحملة دور في توتير المنطقة واشعالها  ولعل من الغريب أن أشد الناس حرصا على إفشال قوة العرب هم العرب أنفسهم فارتد الربيع إلى خريف وسقط من سقط وصمد من صمد لكن الجزيرة كانت وما تزال على نهجها واليوم المنطقة تمر بمرحلة مخاض وهناك تحولات سلطوية وانقلابات داخلية في البيت الملكي ومحركوها لا يرغبون في كشف المستور لتمرير الحالة من غير تشخيص، ولذلك كانت هذه الحملة على قناة الجزيرة الإخبارية والمطالبة بإيقاف بثها وانضمت إليهم  حاليا دولة إسرائيل، وهذا دليل واضح أن هناك مؤامرة خفية وتحركات سياسية تهدف إلى تغير خارطة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل أجندة أمريكا في المنطقة وبمباركة دول الجوار وهذا القرار لكي يمر من غير( زوبعة )فهو يحتاج إلى إبعاد أعين  الإعلام الحقيقي  واستخدام الإعلام الموالي لهم في تحريرها وتمريرها على الجماهير .
قناة الجزيرة هي قناة قوية وجذورها الان اقوى وستظل محبوبة ومتابعة  رغم كيد الكائدين لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا