الفقر يحاربه الإسلام

ان الدين الإسلامي لم يقف من الفقر موقف التأييد، أو الحياد، بل اتخذ موقفا معاديا له؛ لأن الإسلام كان يرى أن الفقر سبب لكثير من الشرور، ودعا الناس إلى رفضه، وعدم الرضوخ له، وهذا ما فهمه الصحابة، الذين اتصفوا بالصدق، والفهم الشمولي للإسلام، وكون العدالة الاجتماعية من عزائم هذا الدين، فقد نسب إلى علي بن أبى طالب رضى الله عنه «لو كان الفقر رجلا لقتلته»، ويقول أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: «عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، ألا يخرج على الناس شاهرا سيفه»، وقد نسب إلى السلف الصالح قولهم: «إذا دخل الفقر قرية قال له الكفر: خذنى معك».
الذين يروجون للزهد والفقر هم بذلك يحاربون الفطرة فإن أي عاقل  يرفض  النظرة التقديسية للفقر والتي يروج له بعض المذاهب المنحرفة،أو من يزهدون الناس عن الاغتناء وبأنه سبب الشرور ولكن نسوا أن الغنى من النعم التي تستوجب الشكر: ووجدك عائلا فأغنى، وأن الفقر من النقم وأنه خطر على العقيدة «كاد الفقر أن يكون كفرا» رواه ابن أبي شيبة والبيهقي عن أنس رضي الله عنه، وحذر من خطورة الفقر على الأخلاق والسلوك «إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف» متفق عليه. عن عائشة رضى الله عنها، وخطورته على الفكر «لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان» متفق عليه، عن عبد بن أبي بكرة عن أبيه، وقد حمل الفقهاء هذاالحديث أكثر من ثلاثين وجها منها الجوع الشديد، وخطورته على الأسرة، «ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق».

وفي مقالة للشيخ محمد نور المراغي:«إن الله لا يخدر البائسين والمحرومين بجناته الموعودة، لقاء رضاهم بظلم اجتماعى، أو طغيان مادي، أوتحكم طبقي، أو إقطاعي»
وقد عبر الإمام ابن حزم في كتابه المحلى عن هذا المعنى بقوله: «إنه إذا مات رجل جوعا في بلد اعتبر أهله قتلَة، وأخذت منهم دية القتيل»، ويضيف ابن حزم بأن للجائع عند الضرورة أن يقاتل في سبيل حقه في الطعام الزائد عند غيره، «فإن قتل – أي الجائع – فعلى قاتله القصاص، وإن قتل المانع فإلى لعنة الله لأنه منع حقا وهو طائفة باغية». انظر الإمام ابن حزم، المحلى، الجزء السادس، المسألة رقم 725 ص226 و 227.

ارفضوا دعوة الفقر، والعنوا مروجيها، فما ضرب الله عباده بسوط أوجع من سوط الفقر، وما فسدت أخلاق قوم إلا كان الفقر سببا في ذلك؛ فالغنى يستر أخلاق يفضها الفقر عادة، وكما قال صالح بن عبد القدوس: فلم أر بعد الدّين خيرا من الغنى .. ولم أر بعد الكفر شرا من الفقر.

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا