تجربة الإخوان المسلمين في مصر حسب نظرية المؤامرة

انزعج بعض أصدقائي في نقاش ساخن  عن دولة مصر وما آلت إليه اليوم وأكثر ما اغضبهم  قولي أن الرئيس مرسي (ليس برجل دولة) وإنما هو  دكتور مهندس ولو كنتم من المتابعين للاحداث وانا شخصيا قرأت الكثير عن هذه المرحلة  فالرجل اقحم في المسألة من قبل المرشد بعدما تم رفض خيرت الشاطر من  الترشح للرئاسة فكان البديل هو الدكتور مرسي وهذا يوضح لكم الصورة انه لم يكن مرشحا من الأساس   وان كانت للرجل تجارب سياسية ناجحة في البرلمان فليست دليلا على تأهل الشخص ليكون رئيسا لدولة بحجم مصر. .ولتعلم أن الإخوان لديهم مثقفين وعلماء  ومفكرين عظام ولكن السياسين ومن له مواصفات القيادة منهم  أغلبهم عاش معظم عمره في السجون وهذا تعمتده دولة مصر من أيام الرئيس القومي جمال عبد الناصر حتى لا يفهموا ويعرفوا اللعبة السياسيةالتي يطبخونها وينافسوهم في الحكم لعلم جمال عبدالناصر بقوة الإخوان .. فرج الله عنهم  أجمعين ...لكن هناك رجال دولة مشهود لهم ..
فالإسلاميين لديهم تجارب ناجحة في المشاركة في الحكم والسلطة وبل منهم من هو  على سدة السلطة والحكم  رغم المؤمرات وهجوم ومكر  النظام العالمي الذي تقوده امريكا  دوليا وسيطرتها عاى الانظمه السياسية (ترفع ذاك وتسقط ذاك) وتحكمها علي التكنولوجيا والتقنية وباستخبارتها القوية .. ورغم التضيق على الإسلاميين والحرب التي يتعرضون لها من الجهات الأربع  واحيانا بالحصار  لكنهم تجاوزوها واستطعوا أن يكون رجال دولة وأصحاب سلطان  ومن ذلك الحركة الإسلامية في دولة السودان والقيادات فيها بداية من رئيس الدولة المشير عمر احمد البشير والشيخ الترابي وطه وو   وهذا  نموذج للدولة التي تمكن الإسلاميون فيها من الحكم والوصول إلى رأس الدولة والذي كلفها الكثير  وجعلها عرضة للمؤامرات والضربات السياسية والى اليوم هي تعاني والشعب السوداني يعاني من حجم المؤمرات التي نغصت عليهم العيش حتى لا ينعموا بالرخاء والنهضة من القريب والبعيد ومن الحصار الاقتصادي الخانق عليها   والحروب الغير منتهية من هنا وهناك لكن مع ذلك استطاعوا تجاوزها وان خسروا في نواحي أخرى ..لكن خدمة الإسلام وقضاياه  يعتبر من أولوياتهم .

حزب العدالة والتنمية في تركيا استطاع أن يثبت للعالم أن الإسلاميين رجال دولة وأصحاب مبادئ وقيم عليا ونجاحهم على كافة المستويات جعلهم مستمرين في الحكم إلى اليوم رغم حجم المؤامرة عليهم إلا أنها تبدو صغيرة لأن حجمهم في اللعبة السياسية كبير ومعرفتهم متجذرة وفهمهم واسع  ... وتجربة أردوغان في حالة تركيا جديرة بالاهتمام والدراسة ....
تجربة الاسلاميين في دولة تونس بقيادة المفكر راشد الغنوشي  والاسلاميين في دولة المغرب العربي  ومنهجهم ( رغم اعتراض البعض عليه) في السير بخطوات محسوبة ودقيقة مع القوى السياسية المنافسة والمسيطرين على الحكم والحكمة في التعامل معهم حفاظا على مكتسبات تخدم الإسلام والدعوة  جعلهم جديرين بالمشاركة في الحكم وتقاسم السلطة مع المنافسين  واكسبهم ثقة  وشعبية لدى مواطنيهم كانت رصيد لهم في التمكن في ظل المصالح العليا لشعبهم ودولتهم ....

هذه بعض النماذج الناجحة التي لا تخف على أحد ...فإن سقطوا في مكان ...فهم نهضوا في كثير من الأماكن ..وتجربة الاخوان في مصر ليست فردية وليست الوحيدة (سبقها تجربة إسقاط نجم الدين أربكان من السلطة في تركيا  ) وما تعرضوا الإخوان في مصر له ليس بالهين وخصوصا ان عدد المتآمرين كبير فالمؤامرة تمت من قبل الدولة العميقة ومن الكنيسة القبطية ومن رجالات النظام القديم  ومن ادعياء السلفية ومن عملاء النظام القديم في الازهر الشريف  ومن الجيش المصري الناصري القومي  ومن الاحزاب العلمانية والليبرالية ومن رجال الأعمال الذين (خافوا على مصالحهم وكشف ملفات فسادهم) ومن ضعاف النفوس من الشعب المصري  ومن الدول العربية الغنية( فعلتها  خشية على كراسيها وانتقال التجربة إليهم) .. فهذا درس وعبرة للأحزاب الإسلامية السياسية في العالم كله لتعتبر منه ...
أحيانا وصف الواقع على حقيقته يغضب البعض .. لكن إعلموا أن النقد البناء  مسألة في غاية النبل لأنها  معيارا للجودة والاتقان والوصول الى ماهو أفضل للإنسان ومجتمعه.

تعليقات

‏قال احمد يوسف
حجم المؤامرة فعلا كبير
الذين عاشوا التجربة يحكون اكثر من ذلك بكثير
وحالة مصر مختلفة تماما عن كل التجارب الاخري مثل تركيا وتونس المغرب

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا