لكي تفهموا السياسة عليكم بقراءة التاريخ

التاريخ كنز عظيم ومصدر ومرجع مهم لكل من يريد أن يعرف ويفهم كواليس السياسة ودهاليسها في عالمنا اليوم،  ولفهم الطبخات التي يعدها الماكرون والمؤامرات التي تحاك دون علمنا  ،والتاريخ   بما يحمله من الأخبار وقصص ووقائع يمكننا على أساسه أن  نفهم ونعرف اللعبة قبل أن تنطلي علينا.. فالتاريخ والمذكرات الشخصية للقادة هي مدرسة حياتية وعملية للأحداث التي مرت في الماضي  ..
كلمة دائما أسمعها من بعض المؤرخين بأن (التاريخ يعيد نفسه).. قد تكون جملة لها معانى عميقة في حياة الأمم والشعوب في عصرنا الحاضر، ولكن يمكننا أن نستفيد في فهم التاريخ لأخذ العبرة والإعتبار  ولو لم نكن في موقع يتيح لنا التأثير.. فمجرد الوعي يكفي  لأحدث التغير  ...
سؤال تاريخي كان يدور في رأسي وأحببت أن أشارككم به...
من كان وراء تقيسم الشعب الكردي وتشتيتهم  بين أربع دول (تركيا،سوريا،العراق،ايران) ولماذا ؟!

التاريخ يعتبر درس وعبرة لابد من الاستفادة منه في فهم واقعنا  ..وكل من تعمق في قراءة ودراسة التاريخ سيجد أن كل مصيبة، وأزمة في الشرق الأوسط وأفريقيا ، و أي فتنة دينية وعرقية وصراعات بين الدول  في الماضي والحاضر  وفي المستقبل  فالمسؤول الأول هي《 المملكة البريطانية العظمى 》وعملائها الذين زرعتهم في المنطقة ...
  لنعرف باختصار من  قام بعملية التخطيط والتشتيت للأكراد ....
الاستعمار و المملكة البريطانية المتحدة التي  كانت لا تغيب عنها الشمس أبدا  تسعى لسيطرة على العالم كله وبمقدراته وكانت توجد إمبراطوريات كانت تمثل لها سدا منيعا ضد تطلعاتها وطموحتها. ..  فكان لابد عليها من تأسيس نظام عالمي يمكنها على السيطرة  وبمساعدة اعوانهم من المنظمات السرية ووكالة الاستخبارات البريطانية جندوا أذكى وأقوى الشخصيات لتحقيق أهدافهم ومن بين تلك الشخصيات المؤثرة هي  الجاسوسة البريطانية (جيرتيرود بيل )المستشرقة و عالمة الآثار الشهيرة في التاريخ ومستشارة المندوب السامي البريطاني في العراق وكانت أحد الذين عاشوا في منطقة الشرق الأوسط بداية من إسطنبول إلى صحراء نجد.. ودرست كل تفاصيل حياة العرب وسكان المنطقة وكان لها هدف من هذه الدراسة الإستراتيجية وهو التشتت والتقسيم  ضد كل من يعتبر. عائق أمام تأسيس النظام العالمي ومن بين هؤلاء كان الشعب الكردي  فعملت هذه الجاسوسة على تقسيم وتشتيت هذا الشعب بين أربع دول  والهدف الأساسي لها كان اضعافهم كقوة شعبية لديها انتماء اسلامي وتمد الإمبراطورية العثمانية بالجنود  الموالين لها ..وتمزيق وحدتهم ليكونوا اتباع لهم لتمتع هذه القومية بعادات وتقاليد وقيم اسلامية ووجود رابطة الاسرية وقبلية واجتماعية الأصيلة.. فالاكراد أينما حلو كانوا مؤثرين..
ويعتبر الكردي من أفضل الجنود وأكثرهم حماسة فالقائد الاسلامي الشهيرصلاح الدين الأيوبي هو أحد أبناء هذه القومية..
هذه الجاسوسة البريطانية درست وفمهت التاريخ جيدا ،وعرفت نقاط الضعف التي تؤدي إلى  سقوط الامبراطوية العثمانية  والتي كانت تعتبر عائق أمام طموحات قيادات النظام العالمي الجديد وتقسيم وتقاسم تركت الإمبراطورية العثمانية  بين الحلفاء المستعمرين  الذين يرغبون في  استعباد الشعوب واستعمار أوطنهم وسرقت ثروتهم وخيراتهم  والتميهد  لزراعة الكيان الصهيوني في المنطقة،
الجاسوسة البريطانية جيرتيرود بيل لعبت دورا مهما في إشعال الثورة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية واشعال الفتنة بين العرب والأتراك  بالاضافة الى تأسيسها  للمملكة العراقية  بقيادة الأمير فيصل بن الشريف حسين الهاشمي الذي أرادا أن يكون زعيما للعرب في الشرق الأوسط لكن الإنجليز استغلوه من جانب وكونوا من وراءه  يحضرون لقيادات أخرى مواليه لهم في المنطقة، ولم يكونوا يرغبون في أن يتوحد العرب تحت قيادة الأمير الهاشمي الأمير  فيصل الذي كانت أمامه فرصة في أن يكون ملكا على العرب من الفرات إلى النيل ..  ولكن الانجليز وحلفاءهم من الغرب لايردون ذلك وهدفهم كان إسقاط الإمبراطورية العثمانية وانهاء الخلافة الى الأبد وتقسيم تركتها واستغلال النفط والثروات الطبيعية  في المنطقة لصالحهم وزرع عملاء وشراء ذمم  لإدارة الصراع في المنطقة واشغالها بنعرات ومشاكل وحروب  وزعزعة الامن الاستقرار  لتشتيت وحدتهم وقوتهم واضعافهم ليكونوا دائما اتباع لينفذوا الأوامر طواعية ومن دون إدراك وتحقيق حلم  الصهاينة في دولة صهيونية تمد من الفرات إلى النيل بوعد بلفور الذي التزمت به المملكة البريطانية العظمى    .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا