اعداد متزايدة للمرتدين عن الإسلام في إثيوبيا ..في ظل نشاط التبشير المسيحي ويقابله تدهور المسلمين أخلاقيا وضعف انشتطهم الدعوية

أعداد الذين يتحولون من دينهم إلى النصرانية في إثيوبيا في تزايد  وانا شخصيا صادفت أربعة مسلمين  غيروا دينهم وتحولوا إلى البروستانتية واستغربت جدا لهذه الحالة الغير صحية للمجتمع المسلم الإثيوبي  وليس الأمر أيضا يتعلق بالمسلمين فحسب بل المجتمع الأرثوذكسي أيضا يشهد تحول العديد من اتباعه إلى المذهب البروستانتي الذي يعتبر دين وافد لم يتجاوز عمره منذ وصوله إلى اثيوبيا  عشرين سنة ...
الدستور الإثيوبي يكفل حرية الأديان وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان والطوائف الدينية الموجودة في إثيوبيا ويكفل حرية اختيار الدين والمذهب والعبادة والشعيرة والطائفة التي يرغب الفرد فبي ممارستها او الانتماء اليها إذا كان هذا الفرد متمتع بكامل قواه العقلية ولم يتعرض إلى ضغط أو تهديد  أو أي وسيلة تجبر الفرد على  فعل ذلك ..
أثارت هذه الحالة أسئلة كثيرة  عن الأسباب التي تجعل المسلم يغير دينه بهذه السهولة ...
من خلال الملاحظة والاستفسار جمعت أبرز الأسباب التي تجعل الناس تسعى الى تغير  دينها وهي ..
1 - كلنا يعلم ان المسلم شيء والاسلام شيء اخر ..ولكن المسلم دائما مايكون واجهة للإسلام في المجتمع الغير مسلم.. والمسلمين في إثيوبيا لا يمثلون دينهم بطريقة صحيحة وسليمة فكثير من المسلمين معروفين بالتجارة في الاسواق وكثير  من تعاملات بعض من هؤلاء التجار المسلمين تعتبر لا اخلاقية وكثيرا ما أساءة إلى صورة المسلم خصوصا أنهم يستغلون مظاهرهم بالالتزام  في كسب ثقة الزبائن . .وبعضهم مظهره مرتذل من ناحية النظافة وأسلوب التعامل ..وينحصر مفهوم المسلم عندهم  بأنه هو من  يصلي ويزكي ويحج فحسب ولكنه في واقع معاشه كذاب ومخادع وغير أخلاقي ويظلم الآخرين وأناني وهمجي وغير متحضر  وهذه الصورة السيئة عن المسلم تجعل الكثير من ضعفاء الإيمان يغتر بغيرهم خصوصا إذا وجد منهم أخلاقا حسنة ورقي في التعامل ..
2 - جهل المسلمين في اثيوبيا بأمور دينهم  وضعف الايمان لديهم وعدم معرفتهم بالأمور الخاصة بالعقيدة الإسلامية ومقارنة الأديان  ومعرفة أساسيات الدين والفقه .
3 - تأثير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على شكل الملتزم والملتزمين من المسلمين وأنهم متطرفين وإرهابيين ودعاة إلى العنف والعنصرية وكراهية الآخر .
3 - إغراء المتحول عن دينه  بالمنصب والمال والزوجة الجميلة والسلطة والجاه أو حتى الهجرة الى أوربا وأمريكا.
4 - استغلال ضعف المسلم أمام حاجته إلى الاسرة و الانتماء خصوصا من الذين تربوا يتامى وبعضهم رمتهم  أسرهم الى الشارع وتخلت عنهم لعدة أسباب منها الفقر او المرض  المزمن  الذي يجعلهم منبوذين ويحتاجون إلى العلاج والدواء والمنظمات الخيرية البروستانتية   تسعى جاهدة في كسب هذه الفئة من المضهطدين من خلال تقديم العون لهم ومساعدتهم في تجاوز محنتهم والعطف عليهم  واستقطابهم وهم لايشترطون التحول لتستفيد من خدماتهم ولكن يستمرون في دعوتهم ودعمك حتى تستسلم لهم .
5- تمتع القيادات واتباع الكنيسة البروستانتية بالكارزمية والاخلاق الحسنة والعشرة الطيبة والأسلوب الحسن في التعامل وانسانيتهم في الإهتمام بالضعفاء وذوي الاحتيجات الخاصة والمساكين والعطف عليهم... على عكس المسلمين وخصوصا من كبارهم ومن الجهات التي تمثل الإسلام في المجتمع ... ملاحظتي في هذا الباب من خلال تعاملي فقد اشتغلت شخصيا مع  الأمريكان في مجال العمل الانساني و كانوا مجدين ورحماء وكرماء وعطوفين جدا  وأخلاقهم عالية  وعادلين  في الاجور  والاهتمام براحة الموظفين وتقدير جهودهم بكل عدالة..
و بينما عملت في نفس المجال الانساني مع بعض المشايخ والمحسوبين على الدعوة و من لحيته تصل إلى سرته فما وجدت لا انسانية ولا اخلاق ولا حتى تحضر وهمهم فقط أن يجمعوا أكبر قدر من المال و أن يذل الاخرين ويحتقر من هو دونه ويضطهدهم ليفرض نفسه عليك ويعطوا الموظف عندهم  أجرا لا يسمن ولا يغني من جوع ..
6- استخدام القساوسة البروستنات لعلوم الروحانية في جذب الاتباع والتأثير عليهم .
7 - بعض الشباب المسلمين والمتحمسين  والذين ينشطون في الجامعات والمساجد ومن يعانون من قصور في أساليب الدعوة الحسنة أو من غرر بهم ببعض الأفكار الهدامة.. معروفون بالتكفير والتفسيق والتصنيف والسب والشتم  والتميز ضد المخالف لهم ولاراءهم أو احتقار المذاهب والمعتقدات المخالفة لهم وعدم قبول لاراء والأفكار والتشدد والتنطع حتى في المباحات..
8-بعض الدعاة والعلماء المسلمين معروفون بالتعصب  والحسد والحقد والبغض والتأمر على بعضهم البعض وهي  أبرز ما يلاحظه الشخص من بعض المسلمين في الحبشة.. مما يثير الشك في نوايا هؤلاء في تناقض أقوالهم وأفعالهم.
9 - الفقر والعوز يجعل بعض المسلمين يغيرون دينهم وخصوصا اذا كانت نجاته من هذه الافة تكون عبر تغير دينه فمثلا هناك قرية بكاملها من المسلمين تحولت إلى النصرانية فقط بسبب حصولهم على الزيت والدقيق من قبل المنظمات التنصيرية.
10 - النظام السياسي في البلد يعطي الأولوية في المناصب القيادية والدعم والمساندة وإتاحة المجال لتحرك والعمل وإتاحة الفرص لغير المسلمين بينما عكس هذا التعامل يكون مع المسلم الملتزم  .
11 - يعتبر كثير من المثقفين والأكاديميين  والطبقة الاستقراطية والمتأثرين بالحضارة  والثقافة الغربية من المسلمين ان المسيحية  تعتبر رمز للمدنية والتحضر بينما الإسلام يمثل رمز لتخلف والهمجية.
12-  قلة الدور الاعلامي في الفضائيات والاذاعات والصحف فقناة أفريقية الفضائية هي القناة الدعوية الوحيدة في إثيوبيا بعد اغلاق قناة زاوية مؤخرًا  ولكنها عادة إلى بث برامجها حاليا ..بينما عدد القنوات المسيحية التبشرية البروستناتية تصل  إلى 15 قناة فضائية.
13-الجهات الإسلامية والقيادات الاسلامية والمشائخ والعلماء أغلبهم أتى من البادية ومن القرية ودرس تحت الشجرة العلوم الإسلامية واللغة العربية ولم تكن دراستهم نظامية ولم يتلقوا تعليما في كيفية التعامل مع الجماهير والعلاقات مع الناس مع أن الدين الاسلامي يأمر بذلك
لكن الانسان الغربي والمبشر  يأتيك وهو مدرب في كيفية التعامل مع الناس لكسبهم إلى دينه .
14-الجمعيات الخيرية المسلمة تعاني من الانشقاق والتناحر فيما بينها ولا يوجد بينهم التنسيق في العمل والتعاون في نشر الدين والخير .. عكس الجهات الكنسية .
15- واخيرا هناك نقطة مضيئة في  ( التفاؤل يخرج من رحم المعاناة) الحادثة التي حدثت للمسلمين فترة الاحتجاجات على سيطرة جماعة الاحباش على مجلس الأعلى الإسلامي ومدرسة الأولية التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية .. وتلاحم الشباب والقيادات الشابة اظهرت ان الجيل الموجود بالبلد لديه وعي كبير جدا  في توحيد الكلمة والوقوف امام النظام بطريقة جعلت النصراني يحترمهم ويقف معهم في مطالبة بحقوقهم من الحكومة والنظام الحاكم .

الحل لهذه المسألة يقع على عاتق  كل فرد مسلم والمسؤولية الكبرى تكون على الدعاة والعلماء المسلمين  والمجلس الاعلى الاسلامي والجمعيات الإسلامية ..

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا