وحر الصدور


عندما يغلي الحقد في النفس، فإنه يطمس كل المحاسن، ويضفي على العالم رؤية قاتمة. كان الخليل بن أحمد يقول: إن الدنيا بأسرها لا تسع متباغضين، وإن شبرًا في شبر يسع متحابين، فما بالك بمن تغلي مراجل الحقد في صدره! يشعر الحاقد بألسنة اللهب تحرق خلايا صدره، وتمتد منها إلى حنايا جسمه؛ ليهوي صريع حقده البغيض، وقد جنى على نفسه بيده.

الشعور بالأمان النفسي والطمأنينة لديه لا وجود له، وحزمت السكينة حقائبها وتركته لهواجسه المريضة، فلا يقر له قرار ولا يهدأ له جانب. بعد فوات الأوان قد يدرك شناعة جرمه، وهذا يرمي به في دوامة من تأنيب الضمير، ويذرف دموع الأسى والأسف في الوقت الضائع.
التاريخ يحمل لنا الكثير من عواقب هؤلاء؛ فإما أن ينقلب السحر على الساحر، وإما أن ينجي الله الناس من كيد الكائدين وحقد الموتورين، وفي الحالة الأخيرة قد يراجع الحقود نفسه ويتوب، أو يمضي سادرًا في غيه لا يرعوي عنه، وعندها تكون خسارته فادحة تناسب ما اقترفه. فالسعاية قبيحة ولو كانت نصيحة، حتى وإن قيلت للنصح؛ فالخسران فيها أكثر من الربح، والله تعالى للصالح والطالح بالمرصاد.

لن يعدم المرء قادحًا له مهما ارتفعت مكانته؛ فلتتعامل مع الأمر على أنه واقع، ولتجتهد أن تعمل ما يرتقي بك، ولا تلتفت لمن يريدون لك السقوط والفشل؛ فنجاحك أكبر ردٍّ عليهم وهذا يكفيك. ليس بإمكانك انتزاع وحر صدورهم، ولكن باستطاعتك أن تمضي في طريقك، واتركهم وشأنهم.

بقلم /محمد الشبراوي

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا