العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية في الميزان مع علاقاتها العربية.



زيارة رئيس الإسرائيلي رؤفين  إلى إثيوبيا بوفد رفيع المستوى له دلالات استراتيجية في اهتمام إسرائيل بأفريقيا وإثيوبيا تحديدا  وخصوصا أن الزيارة تأتي بعد أزمة سياسية مرت بها دولة إثيوبيا وبعد تعين رئيس وزراء جديدو تشكيله لحكومة جديدة التي افرزتها الاحتجاجات لأكبر القوميات الموجودة في القرن الإفريقي .
فإسرائيل تبحث اليوم  لها عن الباب او الطريق الذي يؤدي إلى قبولها  في الاتحاد الافريقي والحصول على اعتراف كامل من الدول العربية المجاورة لها   .
إسرائيل تساهم وتشارك في الاستثمار في إثيوبيا وفي  نقل تكنولوجيا الزراعة وتربية المواشي إلى إثيوبيا عبر اتفاق آبرم بينهما في عام 2017  وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو أن إثيوبيا ستكون أكبر مصدر للحليب في العالم حين تستلم هذه التكنولوجيا منا ..
الزيارة الإسرائيلية السابقة كانت لديها أهدافا اقتصادية وسياسية كللت بنجاح الإتفاق  الاقتصادي  وفشل الإتفاق  السياسي الذي  يدعم  حصول إسرائيل على عضوية لها في الاتحاد الأفريقي ويعود الفشل إلى ضغط القوى العربية والإسلامية في الاتحاد الأفريقي.
حقيقة لابد على الاعلام العربي والمصري بالتحديد فهمه ان إسرائيل ليس لديها أي يد في مشروع بناء سد النهضة لا تمويلا ولا حتى تقنيا وان العيش في جلباب خرافة التأمر الإسرائيلي لابد من انقشاعها  وان الساحة علاقات الدولية كشفت على الكثير من الاوراق التي تستخدمها الأنظمة في تغفيل شعوبها وتركيب الشماعة على إسرائيل .
حجم المساعدات أو  الاستثمار الإسرائيلي في إثيوبيا لا يتجاوز  200 مليون دولار أمريكي ..بينما مجموع استثمارات الدول العربية مجتمعة يصل إلى 12 مليار دولار أمريكي على مدار عشرين عاما.
ولو أرادت إثيوبيا ان تشارك أحد في المشروع فإن مصر والسودان هما الأولى بذلك ولقد قدم رئيس الوزراء الإثيوبى الرحل ملس زيناوي عرضا لجمهورية مصر  قبل شروعه في مشروع سد الألفية  وعرض عليهم المشاركة والتمويل للمشروع سد النهضة لكنهم رفضوه بشدة وحاربوه في كل المحافل الدولية والاعلامية ..بينما السودان
عمل دراسات ومنتديات وفتح النقاش مع العلماء والخبراء لدراسة اثار هذا المشروع على بلادهم و اتضح لهم فوائد المشروع لكلا البلدين ...وهاهي اليوم جمهورية مصر العربية تعرض 6 مليار دولار للمشاركة في مشروع سد النهضة والذي أوشك على الانتهاء وهو ما رفضته حكومة إثيوبيا واعتبار المشروع مشروعا قوميا لإثيوبيا..والان تطلب مصر من إسرائيل التوسط لها مع اثيوبيا في قضية سد النهضة بعد أن كانت  إسرائيل المتهم الأول في تمويل سد النهضةو التي يروج له الإعلام المصري وتحولت فجأة الى جهة محايدة يطلب منها التوسط بل أنني استغرب عندما أرى التقارير والدراسات في العلاقات الدولية بين الدول أن العلاقة والتعاون الإسرائيلي والمصري في أعلى مستوياته بينما العلاقة الأثيوبية الإسرائيلية قائمة على توازن المصالح الإثيوبية بينها وبين الدول العربية ودولة إسرائيلي .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا