الاحجار الكريمة والمعادن الثمينة في إثيوبيا


جريدة العلم
تتمتع إثيوبيا بامتلاك ثروة معدنية كبيرة ومتنوعة واﻷحجار الكريمة المتنوعة الكامنةتحت الأرض من الذهب والفضةوغيرها من المعادن الثمينة ولذا فهذه  فرصة ثمينة للاستثمار في هذا المجال.
ويعتبر قطاع التعدين في إثيوبيا واحدا من أهم الدعامات الهامة التي تساهم في نمو الاقتصادالوطني . و مخزونات المعادن الموجودة في العديد من أقاليم البلاد وفقا للدراسات الجيولوجية ستمكن البلاد من تطوير الاقتصادبشكل فعال لو استغل القطاع كما ينبغي .

الأحجار الكريمة هي مواد تنشأ بشكل طبيعي ولا تتغير من نمط بسبب قيمتها النادرة والمتانة.وبسبب هذه العوامل وغيرها، فإن الأحجارالكريمة تتزايد شعبيها يوما بعد يوم نظرا لارتفع الطلب عليها من قبل المستهلكين والمستثمرين.

وفي هذا الإطار شرعت وزارة المعادن والبترول والغاز الطبيعي في العمل التكاملي مع الجهات المعنية من أجل إزالة العقبات التي تحول دوناستغلال الأحجار الكريمة وتنميتها.

حظيت إثيوبيا في السنوات الأخيرة، باهتمام كبيربالأحجار الكريمة وتجارتها, و تم العثور مؤخراعلى مخزون من الزمرد والياقوت في مركز سيبابورو و تشيلا بإقليمي أوروميا و تجراي .

ويقول جيتاتشو أديس خبير التسويق بوزارةالمعادن والبترول والغاز الطبيعي أنه تم العثورعلى الأحجار الملونة في أجزاء مختلفة من البلاد.في الآونة الأخيرة، تم العثور على الزمردوالياقوت الذي يعرف أيضا باسم" ملك الأحجارالكريمة . وبالإضافة إلى ذلك توجد أحجار كريمةأخرى مثل الكوارتز وأمازونيت والجرانيتوالرخام والتنتالوم في البلاد.

وطبقا لتقرير هيئة المسح الجيولوجي في عام2009، فإن تسعة أنواع من الأحجار الكريمةوجدت موزعة في مناطق مختلفة في جميع أنحاءالبلاد.

من جانبه يشير خبير العلاقات العامة بالوزارة،كيروس ألمايهو إلى أنه نظرا للوضع الطبيعيوالجيوفيزيائي للبلاد يقدر أن لديها مخزونات ضخمة من الأحجار الكريمة, ولكن الأبحاث لم يتم إجراؤها كما ينبغي لكون المشروع جديدا فيالبلاد ولسبب محدودية ونقص القوى العاملةالماهرة في هذا الصدد أيضا .

ويتم القيام حاليا، بأنشطة واسعة النطاق والدراسات العلمية الهامة لتحديد المواقع تكمنفيها الأحجار الكريمة والتقييم الدقيق للكمياتالمكنونة منها في البلاد".

ولا يغيب عن البال الفوائد الاقتصادية التي تحققها الأحجار الكريمة عالية الجودة التي تنتجفي البلدان النامية مثل إثيوبيا - مع طموحهاالضخم المتمثل في تصنيع اقتصادها والانضمامإلى البلدان ذات الدخل المتوسط بحلول عام2025 – وهي مفيدة جدا من حيث جلب الإيرادات ، وتوفير فرص العمل وتعزيزالثروة الاقتصادية للبلاد.

ويقول كيروس إن الأحجار الكريمة تحقق منفعةاقتصادية هائلة من حيث إدخال العملات الأجنبيةوتوفير فرص العمل, "كما رأينا البلدان ذات الموارد الضخمة حيث استطاعت على بناءاقتصاد قوي". وقد جلبت الأحجار الكريمة مثلالزمرد والياقوت ما يقرب من 8 مليون دولارأمريكي في الأشهر القليلة الماضية.

من جانبه يضيف جيتاشو أن الأحجار الكريمةذات قيمة عالية بالمقارنة مع المعادن الثمينة مثلالذهب. ويصل بيع غرام واحد من الياقوتوالزمرد عالي الجودة إلى ألف أوألفين دولار

من حيث توفير فرص العمل، يشير كيروس إلى أنالمدن الصغيرة يتم إنشاؤها على الفور فيالمناطق التي يتم فيها إكتشاف هذه الأحجارሀሀገكما يزداد عدد الأشخاص المشاركين في عمليةالتعدين ورجال الأعمال الذين يقدمون الخدماتلمجتمعات التعدين.

ومع ذلك، مثل أي معدن، فإن الأحجار الكريمةمعرضة لتقلبات الأسعار فيما يتعلق بالسوقالدولية والطلب. ويقول كيروس إن السوقالعالمية تتأرجح حسب اكتشاف المعادن الجديدة. "ويجب أن نزيد المعروض من الأحجار الكريمةكما ونوعا من أجل الحفاظ على المنافع التينحصل عليها من المعادن والوزارة تأخذ ذلك بعينالاعتبار.

وعلى الرغم من أن الفائدة الاقتصادية التيتحققها المعادن هناك عددا من التحدياتوالعقبات التي تحتاج إلى إيجاد حل لها .
ووفقا لكيروس، فإن إحدى القضايا هي الطريقةالتي يتم بها تنظيم قطاع التعدين - على نحوأدق، الطبيعة الفضفاضة التي يتسم فيها القطاعباللامركزية إلى المستوى الأدنى.

"عندما ينتقل القطاع من وزارة إلى مستوىإقليمي، يتم دمجه مع قطاعات أخرى مثل المياهوالطاقة، ويحصل على فضفاضة حتى يصل إلىمستوى المراكز حيث لاتتوفر لديهم مكاتبوخبراء، ثم على مستوى الأحياء الشعبية، حيث لاتوجد لديهم هياكل لتقييم وإعداد التقرير مثلالقطاعات والوزارات الأخر. وهذا يخلق مشكلةفي قدرة الوزارة على تقديم الدعم والتسهيلات،والمساعدة لازدهار القطاع .

سلسلة توريد الأحجار الكريمة طويلة، و تمتد منمستوى الأحياء الشعبية إلى البنك الوطني،وتنطوي على العديد من الجهات الفاعلة. ووفقالكيروس، يخلق ذلك تعقيدا ويجعل القطاععرضة للإساءة.

وهناك مسألة أخرى تواجه القطاع ، وهي عدممعرفة كمية ونوعية المخزونات المتاحةبالضبط.ويقول الخبير: "نظرا لأن هذا القطاعيتطلب رأسمالا ضخما ، فإن البحث عن الموارديكون مكلفا لدرجة أن الشركات الكبيرة تتأثربالمخاطر التي ينطوي عليها البحث والتنقيب ,وهذا يفتح فرصة للاستثمار للشركات المحليةوالأجنبية الدخول في مشروع مشترك.
بالإضافة إلى نقص القوى العاملة الماهرة(الجيوفيزياء)، هناك أيضا قضايا تتعلق بالتهريبوالسوق السوداء. ووفقا لجيتاشو، فإن التهريبيمثل عقبة رئيسية تواجهها تجارة الأحجارالكريمة فى البلاد. ووجود معظم مواقع التعدينبالقرب من المناطق الحدودية يجعل مسألةالتهريب أكثر تعقيدا.

ثم هناك قضية السوق السوداء، حيث ينظر إلىهذه المعادن الكريمة على نطاق واسع. ويقولكيروس إن من المستحيل تقريبا محاربة السوقالسوداء بتخصيص قوات الأمن في كل الحدود.واضاف "لذلك يجب ان نعمل ايضا على تغييرعقلية الجماهير بان عملية التعدين المناسبة تعودبالنفع على البلاد".

والجدير بالذكر أن الوزارة ، حددت عدم وجودسوق لهذه الأحجار الكريمة كإحدى الأسباب التي ادت الي تداول هذه المعادن في السوق السوداء.ونتيجة لذلك، وضعت الوزارة خطة لبناء أكثر من خمسة مراكز تسويق قريبة من مواقع التعدينفي ست أقاليم .

ويقول كيروس إن الحل الأنجع لإزالة العقباتالتي تواجه تجارة الأحجار الكريمة، والقطاعبشكل عام، هو العمل الذي سيتم القيام به بشكلتكاملي مع الجهات المعنية ذات الصلة بالقطاع .

"ومع تعقيدات هذه العملية، سيكون من الصعب على الوزارة وحدها أن تسيطر على قطاع التعدينوتسهيلاته، وأن تحافظ على سلسلة التوريد، وأنتحدد المواقع المحتملة لمزيد من الدراسةالتفصيلية، وأن تشرف على القطاع بحد ذاته".لذلك يحتاج اللأمر العمل التكاملي جنبا إلى جنب مع الجهات المعنية الأخرى مثل قوات الأمن والهيئات ذات الصلة على المستوى الفيدرالي والأقاليم والمراكز حسب ما اكده كيروس .

والأهم من ذلك، أنه يرى أن اللاعبين الرئيسن الجهات المعنية لم يأتوا فقط لتحديد المشاكل،بل توصلوا أيضا إلى هدف وتفاهم مشترك لإزالةالعقبات ,وهذه خطوة هامة ستحقق
 نتائج  إيجابية خلال السنوات المقبلة.

ولاشك أن الثروات المعدنية التي تكمن في باطن أراضي البلاد بما فيها الأحجار الكريمة لم تستغل بعد مقارنة مع المخزونات الضخمة التي تؤكد الدراسات الجيولوجية بوجودها فيها مما يحتم على الجهات المعنية تكثيف الجهود في هذا المجال بهدف استغلال هذا القطاع وتنميته وتطويره لكي يساهم في زيادة صادرات البلاد إلى الخارج وإدخال العملة الأجنبية التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي .

تعليقات

‏قال Unknown
اذا امكن عنوان السوق المجوهرات والاحجار الكريمة في اثيوبيا

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا