الرابطة التاريخية بين إفريقيا والعرب

الروابط المشتركة بين العرب وأفريقيا ليست روابط تاريخية وجغرافية فحسب بل هي روابط سياسية واقتصادية واجتماعية.. وهذه الروابط ساهمت في مد اواصل التواصل والترابط بين الشعوب العربية والافريقية عبر التعاون والمصارف والتجارة والدعوة والتعليم سأركز على رابطة واحدة تستطيع من خلال تكوين صورة متكاملة عن الروابط الأخرى التي تجمع الشعبين العربي والإفريقي وهي الرابطة التاريخية   وينقسم هذا الرابط الى مرحلتين
  المرحلة الاولى التاريخية فهي قديمة جدا منذ الآلاف السنين ترجع تاريخها لهجرة السبئين إلى الحبشة(اثيوبيا) وامتزجهم مع السكان الأصليين  وسميت هذه الهجرة واختلاط الساميين بالحاميين بالنموذج الحبشي .
وكما هو معروف فقد كانت إفريقيا مصدر للعديد من المنتجات التي كانت تصدر إلى اليمن ومصر والجزيرة العربية منها البخور والبن والمعادن الثمينة بالإضافة إلى العبيد بينما إفريقيا كانت تستورد الأقمشة والعطور والملابس الحريرة والأسلحة والورق وبعض المنتجات المعاد تصديرها والتي يتم استيرادها من الروم والفرس والهند والصين
المرحلة الثانية وهي عهد الهجرات العربية للدعوة ونشر الإسلام وكانت أول هجرة اسلامية كانت أيضا بدايتها إلى الحبشة (اثيوبيا) ومن ثم تبعتها الهجرات والفتوحات التي شملت شمال وغرب إفريقيا وشرق وجنوب افريقيا ويسمى بالنموذج الإسلامي .
وحصلت في هذه المرحلة هجرات بمراحل عدة وفي عدد من العصور نتج عن ذلك تعريب القارة السمراء في المغرب وفي شرق إفريقيا والسودان وقيام سلطنات ومماليك اسلامية وساهم الإسلام في تعريب كثير من الأقطار  شمال ووسط إفريقيا.
وبحكم قرب شرق افريقية من الجزيرة العربية وكان التأثير فيه قوي جدا وخصوصا على الصعيد التجاري فقد أنشأ العرب الكثير من المدن الساحلية التي أصبحت بمثابة مراكز تجارية هامة ..
في غرب إفريقيا ووسط إفريقيا وجنوب شرق إفريقيا ليس من المستغرب أن تجد كثير من أهلها يتحدثون اللغة العربية سواء الفصحى أو العربية العامية المحلية..بل إن اللغة العربية كانت اللغة الرسمية أو اللغة التجارية العالمية في كثير من السلطنات والمماليك التي أنشئت في القارة .
اليوم 75% من الدول العربية هي في القارة الأفريقية..