اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي ولعبة الصفقات


الأحرى أن لا نستعجل في الحكم فالقاعدة القانونية تقول المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. صحيح أن بعض المصادر الإعلامية  لديها علاقات خاصة مع بعض أفراد أجهزة  الاستخبارات التركية وأجهزة الاستخبارات الأمريكية ويعملون معهم بالتنسيق  وتقوم بتسريب هذه المعلومات يوميا  ولكن
المشكلة في قضية ولغز اختفاء الاعلامي السعودي جمال خاشقجي أنها  تحولت كما يبدو  إلى ابتزاز سياسي وتحقيق صفقة ما  أكثر من كونها قضية رأي عام فالكل يدندن بأقوال وأدلة حول اختفاء الصحفي السعودي وآخرها ماقاله الرئيس الأمريكي ترامب بأن الصحفي دخل القنصلية ولم يخرج...وهذا اتهام واضح للرياض بمسؤوليتها في اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي والتي تنفيها المملكة وخصوصا أن وزير الداخلية نفى بشكل قطعي علاقة السعودية بإختفاء مواطنها جمال وهي حريصة في معرفة مصيره ..
  المملكة العربية السعودية  تواجه عاصفة إعلامية من كل المؤسسات الإعلامية الكبرى وبعض من الإعلاميين ووسائل الإعلام العربية  فضلوا السكوت وعدم الولوج في هذا الموضوع باعتباره مخطط ومؤامرة دولية .. وهناك أنباء  عن تحركات سعودية  لمواجهة التحديات القادمة جراء قضية اختفاء الصحفي جمال وآخرها الاتفاق على قيام لجنة أمنية مشتركة مع تركيا والسعودية   ..
  البعض يحاول بكل وسيلة أن يثبت ويضخم موضوع مقتل جمال خاشقجي وتقطيعه اربا اربا بمنشار وآخرها حصولهم على تسجيل من ساعة آبل توثق عملية القتل والتعذيب ولكن لا توجد تفاصيل مؤكدة ولم نسمع بالتسريب ... وبالأمس سمعنا عن اعتراض المخابرات التركية لتصوير مباشر عبر الأقمار الصناعية توثق عملية القتل ولم بنشر التصوير .. وكلها عبارة عن تكهنات وتحليلات وأخبار مصادرها غير معروفة فقط غرضها  تحقيق مكاسب سياسية ..فالكل متحيز ام لدولته وقيادته  أو جماعته  أو لمن يدفع له لقمة عيشه  ..
وهذه الضجة وان كان البعض يتهم المملكة بالمسؤولية في اختفاء الاعلامي جمال لكن محاولة  الابتزاز واضحة أم تدفع المملكة أموالا من أجل لملمة هذه القضية .. أو تتحاول المسألة إلى قضية دولية وبل مناقشتها في اورقت الامم المتحدة وتشويه سمعة القيادة وعزل المملكة العربية السعودية...
ومعروف أن  الاغتيالات السياسية أو الاختفاء القصري والتي تقوم به الأجهزة الاستخبارتية في العادة تقفل ملفاتها باسم الفاعل مجهول أو جاري البحث عنه ومثال ذلك قضية مقتل الأميرة ديانا في بريطانيا رغم أن الكل يعرف من هو الفاعل وقضية مقتل الرئيس الأمريكي جون كندي وقضية مقتل جون قرن في جنوب السودان وقضية مقتل مروان الدبلوماسي المصري  في بريطانيا وغيرهم الكثير  ..
الصفقة ستتم كما خططوا لها من قبل من وضع الفخ  وأعطى  الضوء الأخضر  لهذا العملية  .. وها نحن نرى بعد تعنت وجدال ومشادة بين أنقرة وواشنطن بشأن القس الأمريكي وصلت إلى فرض عقوبات أمريكية على تركيا  ..ها نحن نرى ان الصفقة  قد تمت بالشروط الأمريكية  بالإفراج عن القس الأمريكي المتهم بالمساعدة في الانقلاب على النظام التركي  وبذلك انتصرت أمريكا في معركتها مع تركيا بصفقة ناجحة .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا