بناء الإنسان مقدم على بناء الأوطان .

يقال أن بناء الإنسان  أهم بناء البنيان والنموذج الذي تبني عليه هذه المقولة حجتها هي نموذج صعود دولة سنغافورة  التي كانت تعتبر من أفقر البلدان وكانت تعاني من مشاكل عرقية وقومية شائكة ومعقدة وكانت تعتبر هذه المشكلة معضلة سياسية تنذر بحرب أهلية طاحنة ، بل انها كانت تفتقر لمياه الصالحة لشرب مما جعلها من البلدان الغير صالحة للعيش فيها،  وكانت شوارعها مليئة بالمشردين والفقراء والزبالة.. ولكنها اليوم وبفضل اهتمامهم  بالإنسان وبناءه من خلال وضع سياسات واستراتيجيات تخدم التعليم وتطويره والإهتمام ودعم البحوث والدراسات، ومحاربة الفساد وجعلت محور اهتمهامها في التنمية هو الانسان فهاهي اليوم تعتبر من أغنى البلدان في دخل الفرد وبلدهم تعتبر من انظف واجمل العواصم العالمية بل فيها معالم عمرانية باهرة وكل ذلك اتي باهتمامهم بالإنسان المواطن  .
التاريخ يذكر لنا أن  هناك دول انهزمت في الحرب العالمية الثانية وخرجت من هذه المعركة خاسرة ومدمرة ومحطمة ولكنها اليوم تعتبر من البلدان المتقدمة والغنية والتي تغزوا منتجاتها الأسواق العالمية كلها.(المانيا ،واليابان)
البشر يبذلون الوقت الطويل والطاقة والجهد ويدققون الحسابات والمقاييس لبناء المباني أو لصناعة الأجهزة الالكترونية وهذا كله نتاج عن بناء الإنسان وتعليمه والتي لولها لما رأيتم تلك المباني الشاهقة والهندسة المعمارية المدهشة ولا الأجهزة الإلكترونية الذكية.
الاهتمام بالإنسان وبناءه لها قيمة كبيرة جدا فلانسان هو لب النموذج الحضاري فلا فائدة للابنية الطويلة والمصانع الضخمة والكبيرة ولا الاستثمارات المتدفقة ولا الشوارع النظيفة اذا لم نستطع بناء الإنسان بناء عقله ونفسه وجسمه وصحته وجعله حرا قويا منسجما مع حركة الحياة والتطور والتغير.
إن مشروع بناء الإنسان في جوهره ليس مجرد فكرة أو نسق معين من الأفكار يصنعه شخص أو مجموعة منظمة، وإنما هي إجابات على أسئلة محورية عن مستقبل الدولة وما تريد أن تكون عليه والتي ستشكل التاريخ وتحدد واقع المجتمع .
نريد نهضة حضارية وفكرية وثقافية للنهوض بالأمة من الهزائم النفسية وبث روح القوة فيه، نريد بناء انسان جديد فخور بأصالته وتاريخه  ومتفاعل مع عصره ، انسان فاعل في الحدث وليس منفعلا من الأحداث يستطيع بكفاءته وثقافته وتكوينه الفكري والعلمي المنافسة في ميدان الحياة لمواجهة تحديات عصره  وتجاوز العقبات نحو بناء مستقبل واعد لنفسه و للأجيال القادمة يجعل من وطنه مكان  يعيش فيه الجميع بالعدل وبكرامة .

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا