التجديد لمواكبة التطور والنمو

إن عالم الأعمال اليوم  قد تغير و يشهد تغيرا بشكل ثوري، وثوري شامل، ومن أجل البقاء لابد من مواكبة هذه التغيرات في عالم الأعمال التي تشهد منافسة حادة بين أقطابها ..
إن التغير أصبح أمراً يومياً الآن ،وبل التكنولوجيا جعلت الحياة تسير بوتيرة سرعة الانترنت ،والإنتاج فيها والابتكارت صارت تواكب حتى الخيال العلمي ..
الشركات أصبحت اليوم تملك ميزانيات دول وبل بعضها تجاوز رأسمالها التريليون دولار أمريكي مثل شركة أمازون  وأصبح العالم يختبر (انترنت الأشياء) وكيفية تحويل الانترنت إلى عالم واقعي تشعر به وتلمسه وتشمه ،وهذه الأبحاث تتقدم يوم بعد يوم ،بالإضافة إلى التطور في تكنولوجيا  الروبوتات المتطورة والتي لديها قدرات وإمكانيات هائلة تساهم في خدمة الإنسان والتطور المذهل فيها لتكون أقرب إلى الإنسان ميزتها الذكاء الصناعي ..
في أفريقيا التي عاشت عدة أزمات خلال القرن الماضي من مجاعات وحروب أهلية هي اليوم تسابق الزمن للحق بالركب إن كانت هناك العديد من المعوقات إلا أن أكثر هذه الدول الأفريقية استطاعت تجاوز عقدة البيوقراطية ومن هذه الدول الرائدة رواندا وكينيا  وهاتين الدولتين لديهم مشاريع تكنولوجية ثورية والدولة تدعم هذه المشاريع بشغف حتى انهم خططوا وقاموا ببناء مدينة تكنولجية ، و مثلهم إثيوبيا التي تسعى إلى الصادرة وخصوصًا  أنها بصدد إطلاق قمر صناعي خاص بها لتدخل بذلك عالم الفضاء من أوسع أبوابه بالإضافة الى انها فتحت أبوابها لجميع الأفارقة بأن يدخلوها من غير تعقيد من خلال تقديم خدمة( الفيزا عند الوصول )والتي كانت هذه الميزة خاصة بالدول الأوربية وأمريكا والدول الغنية فهذه الخدمة فتحت الأبواب المغلقة على  إفريقيا والتي سوف تحقق  التقارب الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي بين هذه الدول  ويعطي طابعا بأن إثيوبيا هي عاصمة إفريقيا وقلبها النابض..
في عالم اليوم لابد على المؤسسات الخاصة والعامة أن  تسعي الى الابتكار وإنتاج الأفكار والحلول الجديدة لتواكب التطور وان تنافس في ذلك وتسثمر طاقتها وأموالها لتضع ميزة خاصة وتفتح آفاقا جديدة لمستقبلها والا فإن السكون والتقاصع في المؤسسات سيؤدي إلى  الاندثار والركود والاغلاق والإخفتاء  السوق وتكون خلف الركب متخلفة كئيبة..
لابد من إشعال ثورة التغير في المؤسسة،وضخ دماء جديدة فيها  وزيادة النشاط و الفعالية وإحداث تغيرات هيكلية  لصنع التغير الشامل.
لابد على الموظفين في المؤسسة أن يعوا مفهوم زيادة قدراتهم  ويزيدوا من مستواهم العملي والتعليمي من خلال التدريب والتعليم وعلى المؤسسة توفير هذه الإمكانيات لأنها تعتبر استثمار للمستقبل و أهمية حاجة المؤسسات إلى التغيير و التجديد والابتكار  لزيادة قدرتها في تحقيق أهدافها ونموها.
أن المنافسة بين الشركات هي سباق علي إتقان القدرات تماماَ بقدر ماهي سباق علي الوضع في السوق و القوة في السوق.
من أبرز الأمثلة على أهمية التغير والتجديد والتطوير هو قصة نهاية (شركة نوكيا )والذي انتهى ببيعها لشركة (ميكروسوفت) ،ففي مؤتمر  توقيع عقد بيع  شركة نوكيا  من قبل شركة ميكروسوفت  ، قال الرئيس التنفيذي " ستيف بالمر " لشركة نوكيا  في ختام كلمته  قائلاً:-
"نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن بطريقة ما، خسرنا".
وبقوله هذا، بكى كل فريق الإدارة لشركة نوكيا  بمن فيهم هو نفسه.
نوكيا كانت شركة ناجحة وحققت نجاحا باهرا  ولكنها لم تنتبه بأن العالم بدأ يتغير واعتمدت على ثقة الجمهور في منتجها وعلى أعدادهم الكبيرة ،بينما الشركات الجديدة اعتمدت على الابتكار و الدراسات والبحوث وتبني الاختراعات لدعم انتاجها وتطويره ، وبل انتاج اجهزة ثورية ومتطورة وذات خدمات متعددة  ،ولم تعي شركة نوكيا أن العالم يتغير بسرعة كبيرة وغاب عنها اهمية التعلّم والتجديد ومعرفة السوق ومعرفة المنافسين الجدد وخصوصا  بعد ظهور منافسين جدد مثل شركة سامسونج وشركة آبل ،وبالتالي فإنها فقدت فرصة ثمنية كانت في متناول يدها  لكي تصبح شركة عملاقةو فقدوا  فرصتهم في البقاء في السوق الذي استحوذ عليه شركات حديثة بمنتجات جديدة وثورية ..

تعليقات

الأكثر رواجا

الإستثمار في أثيوبيا (الاتجاه الصحيح للاستثمار )

تجارة المواشي في أثيوبيا

كيف تدير أمورك المالية؟

البطة السوداء

اثيوبيا التاريخ والحضارة

النجاح ..وأعداءه

استايل الغذاء العصري Teff (التيف)

الاستثمار الزراعي في إثيوبيا

المساجد في العاصمة أديس أبابا معالم وجمال

الشيخ الدكتور : “محمد رشاد ” من علماء أثيوبيا